رياح «الكوس» تلطف الأجواء في المنطقة الشرقية

تشهد المنطقة الشرقية اليوم تحسناً كبيراً في حالة الطقس، مع استمرار ظهور سحب منخفضة ممطرة بفعل رياح الكوس التي تتعرض لها المنطقة خلال هذه الأيام. وأفاد تقرير المركز الوطني للأرصاد والزلازل بأن المنطقة تتأثر بمنخفض جوي يؤدي إلى رياح شرقية إلى شمالية شرقية على المنطقة الشرقية من الدولة، قادمة من بحر العرب محملة بنسب عالية من الرطوبة، وبسبب وجود الجبال تكونت سحب منخفضة تؤدي لتساقط الرذاذ، وهو ما يسمى محلياً برياح الكوس. وأضاف التقرير «تبدأ هذه الظاهرة من ساعات المساء وتستمر حتى الساعة الرابعة عصراً من اليوم التالي، وقد صاحب هذه السحب انخفاض في درجات الحرارة حيث سجلت أقل درجات الحرارة على رؤوس الجبال في الدولة 19 درجة مئوية، وهي نسب منخفضة تؤدي إلى تحسن الطقس بشكل كبير». من جانبه، قال المواطن خميس البريكي، وهو متابع للطقس والمناخ في منطقة البليدة، إنه اكتسب خبرة من والده في متابعة أحوال الطقس واتجاهات الرياح في المنطقة الشرقية، علماً أن هذه الأيام تتعرض المنطقة لما يسميه الأجداد بـ«ضربة الكوس» التي تسمى علمياً رياح«المونسون»، وهي حالة تتعرض لها المنطقة اعتباراً من منتصف شهر يونيو وتكون في قمة تأثيرها في شهر أغسطس، وتؤدي إلى تجمع السحب المنخفضة على رؤوس الجبال وهطول أمطار تتراوح بين خفيفة ومتوسطة على مناطق متفرقة. وأضاف البريكي «لم تتعرض المنطقة إلى رياح كوس بهذه الفاعلية منذ العام 2004، حيث أن الأعوام الأخرى تعرضنا لرياح الكوس إلى أنها كانت خفيفة جداً ومتقطعة، إلا أن هذا العام تواصلت لقرابة أسبوع ونتوقع استمرارها أكثر، وقد أدت إلى هطول أمطار متوسطة على مختلف مناطق ومدن المنطقة الشرقية». وأشار البريكي إلى أن «الغيوم المكونة منخفضة وسريعة، لهذا نجد أن الأمطار المرتبطة بموسم الكوس لا تطول مدتها، وتكون قصيرة ومتفرقة، ولكن موسم الكوس في هذا العام جاء في قمة النشاط والتأثير». ورأى خميس أن «بعد هذه الفترة المزدهرة لرياح الكوس ستبدأ تقل تدريجياً، إلى أن نصل إلى موسم ما يعرف عند أهالي المنطقة بسحب «المطلعي»، متنبئاً بأن موسم الكوس الحالي يبشر بشتاء بارد وممطر. وبين المواطن الحاج محمد المنصوري أن تأثير موسم الكوس كان منخفضاً خلال السنوات الماضية، في حين كان الموسم الحالي أكثر برودة وأمطاراً. وقال المواطن علي راشد، الذي يملك مزرعة في المنطقة، إن الأمطار الخفيفة الناتجة عن رياح الكوس تساعد كثيرا في الحفاظ على التربة، لأنها تبرد الأرض وبالتالي تحافظ على المياه الجوفية فيها من ارتفاع درجات الحرارة.