السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة اليونان تقفز بالدرهم 7% مقابل اليورو و5,4% أمام الاسترليني

أزمة اليونان تقفز بالدرهم 7% مقابل اليورو و5,4% أمام الاسترليني
8 مايو 2010 22:36
دفعت انعكاسات أزمة ديون اليونان على "اليورو" واقترابها من الهبوط إلى أدنى مستوياتها خلال عام، إلى تعزيز ارتفاع سعر الدرهم الإماراتي أمام العملة الأوربية الموحدة بما يقترب من 7% خلال شهر وكذلك أمام الجنيه الاسترليني الذي تراجع بدوره أمام الدرهم بنحو 5.4%، وفقا لمصادر في شركات صرافة محلية. وفيما القت أزمة ديون اليونان ظلاها على اسواق المال العالمية مع تفاقم المخاوف بشأن اختراق تداعياتها منطقة اليورو وامتداد تأثيراتها إلى الاقتصادات العالمية الأخرى، ومنها الاقتصادات الخليجية والاقتصاد الإماراتي بطرق غير مباشرة، يترقب مستثمرون ومحللون في اسواق المال المحلية بداية تعاملات الاسبوع الجديد اليوم لاستقراء انعكاسات أزمة ديون اليونان على الأسواق، لاسيما بعد التراجع الذي سجله السوق السعودي امس مدفوعا بالهبوط الحاد لاسهم قطاع البتروكيماويات. ورغم تباين تداعيات الأزمة المالية اليونانية على الأسواق المحلية بين تأثيرات ايجابية تتمثل في قوة الدرهم وتراجع قيمة الواردات من السوق الأوربية، وبين تأثيرات سلبية تتمثل في تحرك مؤشر التضخم باتجاه الارتفاع نتيجة قوة الدولار، فان محللين يرجحون قدرة الأسواق على تجاوز الآثار السلبية بصورة اسرع من المتوقع. وأكدوا أن الأسواق المحلية تستفيد من المؤشرات الايجابية للاقتصاد الوطني والاداء الجيد خلال الربع الأول من العام بالاضافة الى قرب توقيع الاتفاق بين دبي العالمية والدائنين خلال أسبوعين، حسبما اعلن سمو الشيخ أحمد بن سعيد رئيس اللجنة العليا للسياسات المالية في دبي أمس. ووفقا لمحللين وخبراء يمثل التأثير الابرز لأزمة ديون اليونان على الامارات في ارتفاع قيمة الدرهم امام اليورو نظرا لارتباط العملة الاماراتية بالدولار الذي سجل بدوره ارتفاعا حادا امام اليور، لافتين الى ان قوة الدرهم تعزز من تراجع فاتورة الواردات الإماراتية من منطقة اليورو بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة في حال استمرت العملة الأوربية في التراجع. وبلغ سعر اليورو أمس الأول 1.2690 دولار، ومقابل الين بلغت العملة الموحدة 117.24 ين. وسجل اليورو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2001 مقابل الين يوم الخميس الماضي وأقل مستوى له في 14 شهرا أمام الدولار. تكلفة الواردات وقال محمد الأنصاري رئيس شركة الأنصاري للصرافة ان الدرهم استفاد بطبيعة الحال من التراجع الحاد للعملة الأوروبية بسبب أزمة ديون اليونان، بما قد يقلل من تكلفة الواردات من البضائع الأوروبية بنسب متفاوتة. ولفت إلى أن النزول السريع لليورو وفي نطاق زمني محدود من شأنه ان يثير المخاوف لدى الاسواق المالية واسواق العملات، خلافا للنزول التدريجي الذي تنجح الاسواق في استيعابه بشكل افضل. واضاف ان تأثيرات ازمة ديون اليونان على الامارات ليست بالصورة الكبيرة حاليا، لاسيما وانها تأثيرات غير مباشرة، لكن مع تحول الأزمة اليونانية باتجاه ان تكون عالمية وخروجها عن نطاق منطقة اليورو، فان ذلك سيمثل مشكلة جديدة للاقتصاد العالمي بشكل عام. وعلى صعيد تاثير التراجع الحاد لليورو على حركة التحويلات من الإمارات، اشار الأنصاري إلى أن ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملات الآسيوية والعربية، يعزز الطلب على التحويلات بالدولار، الامر الذي من شأنه ان يدفع المتعاملين الى الاستفادة من الهامش الجديد لارتفاع الدولار مقابل عملات بلدانهم، لاسيما وان ذلك يتواكب مع بداية موسم ذروة التحويلات في الصيف. ولفت الأنصاري كذلك الى ان استمرار ضعف اليورو والجنيه الاسترليني في حال عدم التوصل الى حلول بشأن أزمة اليونان من شأنه ايضا ان يرفع الطلب السياحي من المنطقة الى الوجهات الأوروبية هذا الموسم للاستفادة من ارتفاع قيمة الدرهم مقابل اليورو خلال تلك الفترة. وفي السياق ذاته، يرى أسامة آل رحمة المدير العام لشركة الفردان للصرافة أن أزمة ديون اليونان رسمت مشهدا جديدا لسوق العملات منذ بدايتها وحتى الآن، وهو المشهد الذي تسيطر عليه أجواء التذبذب والترقب لمستقبل العملات والأسواق سواء في المنظومة الأوربية او خارجها. وأوضح ان مخاوف امتداد ازمة ديون اليونان لدول اخرى في اوربا مثل اسبانيا والبرتغال لن يهدد مصير العملة الأوروبية فحسب، بل سيتخطى ذلك الى الدخول في براثن أزمة مالية عالمية جديدة في وقت لم يكد الاقتصاد العالمي يتلمس الخروج من أزمة الائتمان التي ضربت العالم في اوخر عام 2008. وفيما اشار آل رحمة الى تأثر اسواق الإمارات بشكل أو بآخر في حال واصل اليورو هبوطه الى مستويات ادنى، الا انه رجح ان تبقى الرؤية سلبية بالنسبة للاقتصاد العالمي عند خروج الأزمة عن نطاق اليونان. سوق التحويلات واشار الى ان سوق التحويلات في الامارات ستشهد بطبيعة الحال تغيرات ملحوظة نتيجة ارتفاع قيمة الدرهم والدولار امام العملات الرئيسية الأخرى مثل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني والروبية الهندية وعملات دول جنوب شرق آسيا. واوضح آل رحمة ان الدرهم ونظرا لارتباطه بالدولار نجح في الارتفاع امام اليورو بنسبة اقتربت من 7% في اقل من شهر، وذلك بعد ان تراجع سعر اليورو الى 4.66 درهم امس مقابل 5.01 درهم عند منتصف شهر ابريل الماضي، كذلك الحال بالنسبة للجنيه الاسترليني الذي هبط امام الدرهم خلال الأيام العشرة الماضية بنحو 5.4% وذلك بعد ان سجل امس الأول سعر 5.39 درهم، مقابل 5.70 درهم في نهاية ابريل الماضي. وتسود اوساط المستثمرين مع بداية تعاملات اليوم حاله من الترقب لرصد اتجاه المؤشر مع انطلاق جرس التداول، وذلك خوفا من انتقال تداعيات الأزمة للأسواق المحلية، لاسيما ان بوادر هذه العدوى ظهرت خلال تعاملات السوق السعودية امس التي تراجعت بشدة نتيجة تاثير قطاع البتروكيماويات بأزمة اليونان، وفقا للرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا هيثم عرابي، الذي لم يبد قلقا بشأن ردة فعل الأسواق اليوم. واشار عرابي الى انه في حين اظهرت الأسواق العربية مرونة جيدة خلال الربع الأول من هذا العام في ردة فعلها اتجاه الأوضاع العالمية السلبية ونجحت في فك الارتباط مع الاسواق العالمية في ازمات عدة، الا ان القلق بشأن عدم القدرة على احتواء ازمة ديون اليونان من جهة ومخاوف ظهور ازمات مماثلة في اسبانيا والبرتغال، سوف لا يدخل اسواق المنطقة فقط في دورة جديدة من الهبوط بل سيدفع الأسواق العالمية بشكل عام الى منحدر جديد. واشار الى ان عدم القدرة على احتواء أزمة ديون اليونان من شأنه ان يعيد وتيرة نمو الاقتصاد العالمي باتجاه التباطؤ، مضيفا أن التعافي من الأزمة المالية العالمية سيكون أبطأ من المتوقع، لافتا ان ترك أمر اليونان دون معالجة أيضا سيضعف بالنتيجة اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©