السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنف في المكسيك... يطال كبار المسؤولين

8 مايو 2010 23:05
فيما كانت المسؤولة عن السلامة العامة في ولاية "ميتشوكان" المكسيكية متوجهة إلى بيتها بعد الاجتماع السياسي الذي عقدته في مقر الولاية، تعرض موكب السيارات الذي كان يقلها لكمين حيث قطع عليه الطريق جرار، تبين لاحقاً أنه مسروق، لينهمر الرصاص على السيارات المصفحة، بل تطور الأمر بإلقاء القنابل اليدوية على الموكب. وفي غضون الدقائق الستة الأولى التي كانت فيها المسؤولة الحكومية، "مينيرفا بوتيستا"، تصرخ عبر جهاز الراديو التابع للشرطة "إنهم يقتلونني"، كان الكوماندوس المكون من أربعين شخصاً والمدججين بالسلاح قد أمطروا موكبها بأكثر من 2700 رصاصة، كما أن بعضاً من تلك الأسلحة كان قادراً على اختراق السيارات المصفحة، ومنها ما كان قادراً حتى على إسقاط طائرة مروحية. ويبدو أن الهجوم الشرس الذي تعرض له موكب المسؤولة المكسيكية جزء من التصعيد الذي تقوم به عصابات الجريمة المنظمة ضد الدولة، إذ لم يعد هؤلاء يكتفون باستهداف أفراد الشرطة والجيش عندما يتعرضون للاعتقال، بل اتجهت العصابات اليوم إلى استهداف قادة الشرطة والمسؤولين الحكوميين، وهو ما يؤكده وزير الداخلية المكسيكي "فرناديز جوميز-مونت" قائلا: "لقد شهدنا تغيراً في دينامية العنف خلال الأسابيع القليلة الماضية بعدما لجأ المجرمون إلى تنفيذ هجمات مباشرة ضد السلطات". وحسب تقرير حكومي سري، لقي أكثر من 22700 شخص مقتلهم جراء العنف المرتبط بالمخدرات، وذلك منذ أن شن الرئيس "كالديرون" حملته ضد عصابات المخدرات القوية في ديسمبر 2006. ورغم إصرار المسؤولين الأمنيين على أن أغلبية القتلى هم من المجرمين الذين إما سقطوا في حروب داخلية، أو بسبب الثأر، كشف كالديرون مؤخراً أن أكثر من ألف شخص من إجمالي الضحايا كانوا من أفراد الجيش والشرطة ومن المسؤولين الحكوميين. وفي بلدة "سويداد خواريس" التي لا تبعد كثيراً عن المدينة الأميركية الحدودية "إيل باسو"، والتي تعتبر معقل العنف المرتبط بالمخدرات، نصبت مجموعة من المسلحين في الأسبوع الماضي كميناً لسيارتين تابعتين للشرطة بأحد التقاطعات المكتظة بحركة المرور، ما أسفر عن قتل سبعة من رجال الشرطة وسقوط أحد المارة، ومن بين القتلى كان ستة من الشرطة الفدرالية، وهو ما اضطر زملاءهم إلى التحصن بأحد الفنادق المحروسة برجال الأمن وراء جدار من أكياس الرمل، لاسيما بعدما سجلت السنة الجارية مقتل ما لا يقل عن 22 شرطيا في مواجهات متفرقة مع رجال العصابات. وفي الأسبوع الماضي هاجم مسلحون مكتباً للجمارك بأحد الجسور التي تربط بين المكسيك وولاية تكساس في الولايات المتحدة، ما دفع المسؤولين إلى إغلاق المعبر الحدودي لأكثر من أربع ساعات. وفي اليوم نفسه، وبمدينة "لا يونيون" الواقعة بولاية "جويريو"، ألقى مسلحون قنابل يدوية على مكتب الشرطة المركزي بالولاية. أما في البلدة الزراعية الوادعة "لوس ألداماس"، فقد سُحب قائد الشرطة من منزله وقُتل مع اثنين من مساعديه في الشهر الماضي، كما عثر على جثة قائد الشرطة في البلدة المجاورة مقطوعة الرأس. ولم ينجُ أفراد الجيش من هجمات المسلحين، حيث تعرضت في شهر مارس الماضي كتيبة تابعة للجيش لهجوم مسلح سقط على إثره أكثر من 18 مسلحاً في مواجهات دامية بالأسلحة الأوتوماتيكية. وعن هذا التصعيد الكبير في الهجمات يقول "جوسي لويس بنييرو"، الأستاذ بالجامعة الوطنية المستقلة في العاصمة مكسيكو، "أعتقد أن عدد الهجمات ارتفع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وأصبح المسلحون يختارون أهدافهم بعناية، والغرض من ذلك هو ترويع قادة الشرطة والمسؤولين الحكوميين الذين يريدون مكافحة الجريمة المنظمة والقضاء على تجارة المخدرات". هذا الاستهداف المبيت لكبار القادة والمسؤولين البارزين هو ما دفع المسلحين إلى الهجوم على موكب "مينيرفا بوتيستا" بولاية ميتشوكان على نحو جريء ومعقد، اعتبره "منتيجانو راميريز"، المدعي العام بالولاية، "هجوماً ينطوي على درجة عالية من التنسيق"، مضيفاً أن "العدد الكبير من المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، بالإضافة إلى الدقة التي نُفذ بها، والأسلحة المستخدمة، يشير إلى أن المنفذ عصابة كبيرة". وبالنسبة للمسؤولة نفسها التي نجت من الحادث المروع، فقد قالت: "أعتقد أني نجوت بأعجوبة، إنه شعور ملتبس يتأرجح بين العجز عن القيام بشيء والصمود في وجه العصابات، وهو ما يتعين علينا القيام به". وفي الهجوم الذي استهدف موكبها، قُتل اثنان من حراسها الشخصيين، بالإضافة إلى اثنين آخرين من المارة، كما احترقت إحدى السيارات بالكامل، وما زالت علاماتها ماثلة حتى اللحظة في الطريق العام الذي سلكه الموكب. وفيما أشار وزير الدفاع إلى أن المنفذ هي عصابة يطلق عليها "لا رزيستانسيا"، وتعني المقاومة بالإسبانية، تعمل لصالح عصابة أكبر تدعى "لافيمليا" التي تسيطر على ولاية ميتشوكان وتنشط في مجال تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، تذهب رواية أخرى إلى أن العملية كانت من التعقيد بحيث لا يستطيع القيام بها سوى عصابة أقوى تملك ميليشيا شبه عسكرية مثل "زيتاس" التي تسيطر على مساحات كبيرة من المكسيك وتدير مصانع متنقلة لإنتاج المخدرات تخفيها وسط الغابات الكثيفة والبعيدة عن أنظار الشرطة. ويليام بوث -المكسيك ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©