الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

توزيع جوائز «العويس» لمستحقيها في حقول الأدب والمعرفة

توزيع جوائز «العويس» لمستحقيها في حقول الأدب والمعرفة
16 مارس 2012
دبي (الاتحاد)- تسلمت كوكبة جديدة من الأدباء والمبدعين العرب، مساء أمس الأول، جوائز سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها الثانية عشرة، في حفل كبير أقيم بمبنى المؤسسة في دبي، حضره أعضاء مجلس أمناء الجائزة الدكتور محمد أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي رئيس مجلس الأمناء، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد نائب رئيس المجلس، وعبد الحميد أحمد أمين عام الجائزة، وأعضاء مجلس الأمناء، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية والعامة. تم في الحفل تكريم الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين في مجال الشعر، والروائية المصرية الدكتورة رضوى عاشور في القصة والرواية المسرحية، والمؤرخ العراقي (الراحل) الدكتور عبد العزيز الدوري في الدراسات الإنسانية والمستقبلية، والناقد الفلسطيني الدكتور فيصل دراج في الدراسات الأدبية والنقدية، والروائي اللبناني أمين معلوف الفائز بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي. بدأ الحفل بالسلام الوطني الإماراتي، ثم رحبت الشاعرة بروين حبيب بالحضور، مشيرة إلى قيمة الجائزة في الحياة الثقافية العربية، ومن ثم عرض فيلم عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبر ما أنجزته الإمارات على مستوى البني الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وغيرها من تاريخ المؤسسة، وسيرة الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس مع عمالقة الفكر والأدب والنقد والشعر والرواية العربية. ثم ألقى الدكتور محمد أنور قرقاش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، كلمة، قال فيها: «ربع قرن من الزمن مرّ سريعاً، ربع قرن من المسؤولية التاريخية التي تحمّلها أعضاء المجلس في الحفاظ على هذا الإرث الذي تركه الراحل سلطان بن علي العويس في أعناقنا، ربع قرن بساعاته وأيامه وسنواته، والحلم المشترك بيننا يتحقق رويداً رويداً، والتراكمات الحضارية تتراكم لتفرز بعد كل هذه السنين هذه المؤسسة التي لم يختلف اثنان حولها كونها مؤسسة حضارية، تحاول أن ترسخ مبادئ أساسية ثقافية، في حين أن هذه المؤسسة بقيت بقدر ما استطعنا حمايتها بعيدة عن مراكز التعصب والتحيز والانغلاق، لنؤكد وعبر مسيرة ربع قرن حيادية قراراتها وموضوعية تفاعلها مع الحياة الثقافية، بعيداً عن التأثيرات الجانبية والخارجية، ومن دون النظر إلى الجنس أو الجنسية أو اللون، أو الدين أو الطائفة أو المذهب، أو الإيديولوجية، إنما رسخت الإبداع كسلطة وحيدة قادرة على الحسم من دون خوف أو خجل أو مجاملة» وأضاف قرقاش «خلال هذه المسيرة فقدنا العديد من الوجوه التي كانت ذات يوم فاعلة معنا، وهذه هي الإرادة الإلهية وقدرنا كبشر، مثلما غادرنا البعض إلى ساحات وأمصار أخرى، إلا أننا ما زلنا نذكرهم بكل خير، فالرحمة لمن لبى نداء ربه، والسلام على من بقي حياً، والشكر للذين ما زالوا يواصلون المسيرة والعطاء تحت خيمة هذه المؤسسة التي بدأت بلا شك تحت خيمة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات يوم لم تكن لها صفة قانونية، وهذا أمر طبيعي في تواصل المؤسسات الثقافية وتعاونها الذي ظل مبدأ هذه المؤسسة لا على صعيد التعاون في داخل الدولة إنما انتقل إلى التعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية العربية في معظم الدول العربية مثلما بنت هذه المؤسسة علاقاتها مع مؤسسات خارج الدولة في القارات المختلفة في هذا العالم الذي أصبحنا جزءاً من قريته الكبيرة. ولعلّي لا أخفي سراً أن أقول إن موقف المؤسسة وموقعها المالي والثقافي اليوم هو أفضل بكثير من سنواتها الماضية، لنؤكد أن سياسات مجلس الأمناء منذ التأسيس حتى الآن بُنيت على رؤية موضوعية واقعية وخطوات محسوبة ومدروسة سواء كان في أنشطتنا الثقافية أو استثماراتنا المالية التي تطورت ونمت بما يفيد صالح الأجيال المقبلة من الأدباء والكتّاب والمفكرين، وتأكيداً لمبدأ الديمومة التي عمل مجلس الأمناء على ترسيخها من البداية في حياة الراحل سلطان العويس وحتى اليوم. واليوم تضاف كوكبة من المبدعين إلى قائمة المبدعين الذين شكلوا تاريخ هذه المؤسسة لتستكمل خريطة المبدعين لمرحلة الربع قرن، على أن نأمل أن تتواصل الأجيال المقبلة بإضافة أعلام وأسماء جديدة». ثم تلت الدكتورة عفاف البطاينة، عضو لجنة تحكيم الجائزة، قرار التحكيم، الذي حمل مبررات منح كل جائزة إلى الفائز بها، كما قرأت الدكتورة فاطمة الصايغ، عضو مجلس الأمناء، تقرير لجنة الإنجاز العلمي والثقافي الذي منح الروائي اللبناني أمين معلوف جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي. أما كلمة الفائزين التي ألقتها الروائية الدكتورة رضوى عاشور فكانت مؤثرة في معناها ودلالاتها، حيث رسمت صورة للجائزة، وأبرز الفائزين بها على مدار ربع قرن، قالت فيها «واليوم نحدِّقُ في الوجوه فتتداعى الذكريات، وتتردد في الصدر تاتأةٌ أو دندنةٌ تشي بتأثرٍ أو حنين أو شيءٍ ما أعمقَ وأكثرَ تركيبًا، تستعصي تسميتُه. في الصورة فدوى طوقان. لم ألتق بها يوما إلا شعرتُ على الرغم من السنوات الثلاثين التي تفصل بين عمرينا، أن عليّ أن أرعاها لأنها صغيرةٌ وحيةٌ وهشةٌ ومطلوبٌ حمايتُها. وفيها سلمى الخضرا مقتحمةٌ ومدهشة في طموحِها وإنجازِها تمتعني بحديثها التليفوني الطويل فتنسى وأنسى أنها تتصل عبر القارات. وفيها إحسان عباس الذي وصفه ابني ذات يوم وهو طفل، بأنه يشبه أسدَ الرسومِ المتحركة، وأضيف: أسدٌ غابتُه صفوفٌ من كتب، وعرينه مكتبٌ خشبيٌ بسيط وعدسةٌ مكبرةٌ وقلم. وفي الصورة: محمود درويش وإدوارد سعيد: كلاهما وسيمٌ ومُلْهِمٌ ومحبوبٌ من خلقٍ بلا حصر، نجم عالٍ وكبير، وسبحان الله، تسكنه وحشةٌ لا دواء لها. ثم أصدقاءٌ كثيرون: صنع الله إبراهيم ومحمد البساطي وجمال الغيطاني وإلياس خوري وعبد الرحمن منيف الذي نصحني نصيحةً ثمينة لم أستجب لها، قال: «يا رضوى، اتركي التدريس وتفرغي للكتابة». وزكريا تامر ولقاء واحد في فرانكفورت شكّل خلفيةً مناسبةً تمامًا لنصوصه الآسرة. وكان أقلع عن التدخين واستبدل به مضغَ عِلكةِ النيكوتين، ووجدتُني بعد سنواتٍ أقعُ في المأزقِ نفسِه. واختتمت عاشور كلمتها: أحيي جائزةَ سلطان العويس لأنها جمعتنا في هذه الصورةِ النادرة. وأشكرها أنها جمعتني اليوم بزملائي الفائزين في هذه الدورة. ثم قام مجلس الأمناء، يتقدمهم رئيس المجلس، بتكريم الفائزين، وسط تصفيق الحضور للمبدعين المكرمين، كما قام إبراهيم بن كرم، المدير التنفيذي التجاري لمجموعة بريد الإمارات القابضة، بتقديم طابع تذكاري للمؤسسة بمناسبة يوبيلها الفضي. واختتم الحفل بالتقاط الصور التذكارية للفائزين مع مجلس الأمناء. كما تجول الحضور في معرض الصور الذي تصدرته بورتريهات للفائزين، وكذلك بورتريهات لأعضاء مجلس أمناء الجائزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©