الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

يجب على قطر وقف دعم «الجزيرة» وطرد الإرهابيين من أراضيها

11 يناير 2018 22:59
دينا محمود (لندن) طالب الدبلوماسي الأميركي المخضرم دينيس روس، الذي عمل في ظل أكثر من إدارة جمهورية وديمقراطية في بلاده، بضرورة أن تتخلى الولايات المتحدة عن أي موقف محايد تتخذه حيال الأزمة الناشبة حالياً في منطقة الخليج، بفعل تشبث النظام القطري بسياساته التخريبية والمُزعزعة للاستقرار والداعمة للتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ودعا إلى استصدار تشريع يلزم الدوحة بالتوقف عن تمويل هذه التنظيمات، وشدد على ضرورة إنهائها دعمها المالي لشبكة «الجزيرة» التي تحض برامجها على العنف والإرهاب. وفي مقالٍ شديد اللهجة نشرته صحيفة «ذا هيل» الأميركية ذات التوجهات المحافظة، أكد روس، الذي كان مساعداً للرئيس السابق باراك أوباما، ضرورة ألا تشكل قاعدة «العديد» الجوية التي يستخدمها الجيش الأميركي في قطر، وسيلةً يفلت بفضلها النظام الحاكم في الدوحة من العقاب، حتى وإن كانت الولايات المتحدة تعتمد على هذه القاعدة التي يرابط فيها نحو 10 آلاف من عسكرييها. وفي مقاله الذي حمل عنوان «لا يمكن أن تقف الولايات المتحدة بمفردها في مفاوضات الشرق الأوسط»، شدد الدبلوماسي والمحلل السياسي المرموق، الذي ظل لسنواتٍ طويلة مبعوثاً أميركياً إلى منطقة الشرق الأوسط، على أن من الضروري إبلاغ هذه الرسالة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد. وحدد دينيس روس في مقاله الخطوط العريضة لما يعتبره سياسةً أميركيةً مُثلى للتعامل مع الوضع الراهن في الخليج، قائلاً: «إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تُبقي على قاعدة جوية كبيرة وشديدة التطور في قطر، وهي العديد، وأن القطريين يدفعون بوجهٍ عام التكاليف الخاصة بذلك، فإننا (كأميركيين) يجب ألا نلتزم الحياد حيال هذا الوضع المعقد في هذه المنطقة». وعقد روس مقارنةً بين المملكة العربية السعودية «المنخرطة في مشروعٍ للتحول الوطني» وقال: «إن للولايات المتحدة مصلحةً كبيرة في أن يُكلل بالنجاح، وبين قطر التي شدد على أنه ليس بوسع أحد أن يقول إنها تشهد مشروعاً مماثلاً». واستعرض الكاتب في مقاله التحليلي السياسات الطائشة التي ينتهجها النظام الحاكم في قطر، بدءاً من استضافته «جماعة الإخوان.. (الإرهابية) وعناصر من حركة حماس، وصولاً إلى تمويل الحركات الجهادية في سوريا وليبيا». وأبرز روس كون قطر «تناقض التزاماتها على صعيد محاربة الإرهاب». وأشار إلى أن النظام الحاكم في الدوحة يقوم، علاوة على ذلك، بـ«دعم قناة الجزيرة التي مثلت منبراً دائماً للمعتقدات والحجج المتطرفة». ولفت الدبلوماسي الأميركي المخضرم الانتباه في هذا الصدد إلى الرعاية الكبيرة التي يقدمها النظام القطري للإخواني الهارب يوسف القرضاوي، الذي وصفه المقال بـ«المرشد الروحي للإخوان» الإرهابيين. وأشار إلى أن هذا الرجل، المُدرج على قوائم الإرهاب التي أصدرها «الرباعي العربي»، يعيش في قطر وكان له و«لوقتٍ طويل برنامجٌ أسبوعي على شاشة الجزيرة.. طالب فيه.. بمهاجمة القوات الأميركية والمدنيين في العراق.. وسوغ إساءة معاملة المرأة وجعلها (مخلوقاً) من الدرجة الثانية». ومضى روس قائلاً: «إنه بالرغم من أن القرضاوي (91 عاماً) لم يعد يظهر في برنامجٍ مخصصٍ له على شاشة «الجزيرة»، فإن هذه الشبكة «تواصل التحريض أكثر مما تقدم المعلومة» لمشاهديها». وضرب الكاتب مثالين في هذا الصدد؛ يتعلق أحدهما بتغطية «الجزيرة» لقرار الرئيس الأميركي الأخير الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، بينما يرتبط الثاني بالأزمة التي وقعت الصيف الماضي، بعد تركيب سلطات الاحتلال الإسرائيلي بواباتٍ معدنية حول المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. وبنظر روس يتعين على الولايات المتحدة تحديد «السلوكيات القطرية غير المقبولة» التي يجب تغييرها. وشدد على أن ذلك يعني ضرورة التيقن من أن قطر قد كفت عن اللعب على الوجهين عبر «دعمنا بطرقٍ عملية، خاصةً من خلال قاعدة العديد، وذلك في وقتٍ تواصل فيه تقديم الدعم المالي للإيديولوجية الإسلامية المتطرفة، ومنحها منبراً يضفي عليها المشروعية»، في إيماءةٍ لا تخفى إلى قناة «الجزيرة» التي تحتفي بأبواق الحض على العنف والكراهية. وأكد الدبلوماسي والمحلل الأميركي البارز أن من بين الخطوات الأخرى الضرورية للتعامل مع النظام القطري، العمل على التأكد من أن جميع التبرعات التي تُوجه لـ«الشبكات الإرهابية (وتأتي من قطر) قد توقفت تماماً». وأشار في هذا السياق إلى أن هناك حاجةً لـ«التطبيق الكامل» لمذكرة التفاهم التي توصلت إليها الولايات المتحدة مع النظام الحاكم في الدوحة في يوليو الماضي حول محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله. واقترح روس في مقاله أن يتبنى الكونجرس تشريعاً يطالب وزارة الخارجية الأميركية برفع تقارير له، حول الإجراءات التي اتُخِذت في هذا الشأن، وتُظهر أن الدوحة تفي بالتزاماتها بمقتضى مذكرة التفاهم هذه. لكن الأمر لا يقتصر على التطبيق الكامل لهذه المذكرة بحسب المقال الذي أكد كاتبه ضرورة أن يكون واضحاً أمام حكام قطر أنه لا يتعين عليهم توفير المأوى والملاذ لـ«أي شخصٍ تُصنّفه الولايات المتحدة على أنه داعمٌ أو مُسهِّل للإرهاب»، وهو ما يعني ضمنياً إجبار النظام القطري على طرد المتشددين والإرهابيين المقيمين في كنفه في الوقت الراهن. ومضى روس قائلاً: «إنه يتعين كذلك ألا تحصل «أي جماعة تُصنّفها الولايات المتحدة، على أنها تمارس الإرهاب على دعمٍ مالي من قطر». وأشار إلى أنه ربما يكون من الضروري أن يُصاغ التشريع الذي اقترحه لمراقبة الإجراءات الخاصة بتطبيق مذكرة التفاهم الموقعة بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، على نحوٍ «يتضمن (النص على) رفع تقارير بشأن الكيفية التي تفي بها قطر بالمتطلبات» الواجب عليها الالتزام بها بمقتضى ما ورد في المذكرة. ولا يغفل روس في المقال طرح مقترحاتٍ بشأن كيفية التعامل مع الخطر الذي تمثله «الجزيرة»، في ضوء كونها منبراً للإرهابيين والمتطرفين. إذ يقول: «إنه على الرغم من أنه لا ينبغي أن تنخرط الإدارة الأميركية في الدعوة إلى فرض رقابة على أي شبكة بث كانت «حتى ولو كانت على غرار الجزيرة التي تسعى في أغلب الأحيان إلى تعبئة المواقف لا إعلام مشاهديها» بالأخبار، فإنه «لا يوجد أي مسوغ (يبرر) أن تواصل قطر دعم (هذه الشبكة مالياً). ويتعين مطالبة الحكومة القطرية بالإنهاء التدريجي لهذا الدعم المالي»». وخلص في هذا الخصوص إلى القول: «إنه إذا كانت الجزيرة شبكة تلفزيونية موثوقاً بها بالفعل، فيجب أن تكون قادرةً على الحصول على تمويلٍ (من مصادر)، خاصة (وليست حكومية)، وكذلك على بيع فترات إعلانية خلال ساعات البث لكي تتمكن من البقاء على الساحة الإعلامية، وهو اقتراح يبدو اختباراً حقيقياً لشبكة تلفزيون، انفض متابعوها من حولها بسبب ما تمارسه من تضليلٍ إعلامي ونشرٍ للأكاذيب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©