الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمادي الهاشمي يقرأ العالم الإنساني من خلال الرمز

حمادي الهاشمي يقرأ العالم الإنساني من خلال الرمز
16 مارس 2012
(أبوظبي)- نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء أمس الأول في المركز الثقافي بالمسرح الوطني في أبوظبي معرضاً تشكيلياً للفنان العراقي حمادي الهاشمي. ويستمر المعرض حتى التاسع عشر من الشهر الجاري. قدم الفنان الهاشمي عشرين لوحة صغيرة وواحدة كبيرة تجاوزت مساحتها المتر والنصف طولاً وعرضاً، وتصدرت معرضه واضعاً فيها رؤيته في تشكيل اللون والمحتوى المضموني. بدا المعرض مزيجاً من المفاهيم والمدارس التشكيلية، حيث توزعت أعماله في تناول عوالم مختلفة من وجهة نظر تجريدية تارة وانطباعية تارة أخرى ورمزية مرة ثالثة، غير أن ما يغلب على لوحاته هيمنة مجموعة من الأغراض وهي أولاً الخيول والحيوانات الصحراوية، وثانياً البورتريه، وثالثاً رمزية الدوائر التي تمثل أفكاراً وأطراً لرؤوس تحتويها. واستخدم الفنان مختلف المواد في تنفيذ أعماله منها المائية والزيتية والقلم الرصاص. ويبدو الفنان مغرماً بأشكال الخيول بمعناه الكلاسيكي، وبخاصة رؤوسها وأقدامها، هذا بالإضافة إلى اهتمامه بتشريح الجسد الآدمي. يحاول الهاشمي أن يقدم في أعماله الصغيرة عناوين واضحة تشير إلى بقعة محددة جغرافياً، ففي لوحة له ترى وجهاً فرعونياً يحتل الزاوية العليا اليمنى من اللوحة، بينما يجلس حكيم عربي في الزاوية السفلى اليسرى من ذات اللوحة وما بينهما جسد يحاول الخروج من قمقمه وكأننا نقرأ إشارة إلى التحول في البنية الاجتماعية من خلال رمز يؤدي إليها حيث يعيش الإنسان العربي عذاباته الخاصة. وجه لصقر ولحصان عربي، قوائم حصان ورأسان صغيران لحصانين عربيين أيضاً، ذلك ما تحفل به لوحة ثانية، بينما يتجلى التجريد الرمزي في لوحة من بقعة حمراء تماماً، وثمة رأسان بالأحمر والأخضر وهما عبارة عن دائرتين. إن الهاشمي ينتقي أجزاء الأشياء ليعبر عن الكلي، حيث يختار من الحصان خطمه ليعبر عن كامل جسده، وهو بذلك يخلق شبيهاً لهذا في لوحاته الأخرى عندما يختار حركة لا إرادية للفرشاة ليعبر عن جسد متحرك في الواقع بديلاً ورمزاً. في لوحة أخرى نجد أسداً وفتاة ورأس حصان، استخدم في هذه اللوحة ذات الألوان الأزرق والأحمر والأخضر ليعبر عن بؤرة اللوحة كصورة فيزيائية للجسد. يحاول حمادي الهاشمي أن يقدم الجسد بوصفه كتلة، ناهيك عما يقدمه من رؤية وحشية لعالم افتراسي حيث الحيوانين يتقابلان بشكل مستفز مع رأس حصان وقدمه. تتجمع الدوائر في لوحة واحدة موضوعة فوق شعر كث وكأنها تعبر عما يتصارع في هذا الرأس من أفكار حيث ترمز الألوان إلى الصراع ويرمز وجودها فوق الشعر الكث إلى هيمنة هذا الصراع. نجد في لوحة للهاشمي أن هذه الدوائر تنتقل من معناها السابق لتعبر عن عينين وفم في وجه إنسان، وهذا تنويع في الاستخدام لمادة واحدة. في قسم أخير من المعرض نجد ست لوحات وقد قدمت بورتريهات لشخصيات عالمية أسهمت أو كانت نتاجاً لإسهامات أدبية وفكرية أوروبية أغلبها، حيث نجد لوحة كتب عليها “لوحة على طول الطريق.. كلما نتقدم كلما يتسع الطريق”، وهي تشريح لجسد، حيث نجد يدين وبروز أجزائهما مع وجه وجسد آدمي. في لوحة أخرى بعنوان “الإنسانيون الأوروبيون” قراءة لواقع الفكر الأوروبي من خلال شخصية تكتب على صفحة كتاب أفكارها، شخصية من القرن التاسع عشر، ويتمثل حمادي الهاشمي عشقه لدافنشي فرسم صورته من جهة وصورة لوجه “الموناليزا” تحت عنوان “أيها السيد المحترم دافنشي”، وتبدو الموناليزا بعيدة تماماً عن موناليزا دافنشي، إذ الفنان أراد أن يخلق رسمته الخاصة، أما لوحة شخصية دافنشي فهي ذاتها المعروضة عالمياً. من جانب آخر وتحت عبارة “زمان الشعر وزمان الاكتشاف” نجد لوحتين للشاعر الإنجليزي وليم شكسبير وهي تعبير وتثمين لزمن الشعر الشكسبيري كما يبدو في الوقت الذي نجد عبارة “نتقدم كلنا.. نبحث عن وطن” المكتوبة على اللوحة الأخرى لشكسبير بقبعته المميزة وبشاربيه الكثين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©