الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أولمرت لمبارك: فتح معبر رفح مرتبط بإطلاق شاليط

أولمرت لمبارك: فتح معبر رفح مرتبط بإطلاق شاليط
21 يونيو 2008 02:14
دخلت التهدئة في قطاع غزة يومها الثاني دون وقوع اشتباكات بين اسرائيل والمقاومين الفلسطينيين، ورغم تشكك عدد من السياسيين الفلسطينيين في نجاحها، يرى مراقبون أنها ستستمر لعدة شهور على الأقل، بينما أعلنت مصادر إسرائيلية إن ثلاثة مستوطنين أصيبوا بجروح امس، في عملية إطلاق نار شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة· وذكرت المصادر أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على مجموعة من المتنزهين الإسرائيليين في وادي قرب مستوطنة ''نفي تسوف''، ما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم بجروح· وتمكن منفذو العملية من الفرار· وقامت قوات كبيرة من جيش الإسرائيلي بأعمال تمشيط في أعقاب العملية· وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، أنه سيطالب الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائه به يوم الثلاثاء المقبل في شرم الشيخ، بممارسة مزيداً من الضغوط على حركة ''حماس'' لتسريع المفاوضات للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المأسور في قطاع غزة جلعاد شاليط· وحسب أودي سيغل المراسل السياسي في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فإن أولمرت سيقول لمبارك: ''بدون الإفراج عن شاليط فإن معبر رفح سيبقى مغلقاً''· وذكر المراسل أن عوفر ديكل المسؤول الإسرائيلي الخاص عن ملف الجنود الاسرى، ينتظر الآن دعوةً من مصر لاستئناف المفاوضات حول الإفراج عن شاليط· وطبقاً للمراسل أمام الحكومة الإسرائيلية قرارات صعبة بعد أن طالبت ''حماس'' بالإفراج عن 450 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراحه· وقد حد الجيش الاسرائيلي امس، من تعليمات إطلاق النار على قطاع غزة، بهدف الحفاظ على التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ صباح الخميس، على ما أفادت مصادر عسكرية أمس· وأوضحت المصادر أنه لن يكون في وسع العسكريين المتمركزين عند الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة، إطلاق النار إلا ''إذا كانت حياتهم في خطر، أو إذا لاحظوا استعدادات لهجوم وشيك''· وفي حال رصد اشخاص مشبوهون يقتربون من السياج الحدودي، على العسكريين ان يطلقوا طلقات تحذيرية في الجو في بادئ الأمر، ولا يمكنهم فتح النار عليهم الا بإذن من ضابط من رتبة اعلى· كما أن سلاح الجو الاسرائيلي لن يتمكن من تنفيذ غارات الا لمنع حصول هجوم وشيك على اسرائيل، وخصوصا عمليات اطلاق صواريخ· ويبقي الجيش الاسرائيلي في الوقت الحاضر على انتشار عسكري كثيف حول قطاع غزة تحسبا لسقوط التهدئة، كما قالت المصادر· وقالت مصادر إسرائيلية إن الأيام القريبة ستشهد بدء خفض عدد قوات الجيش في محيط غزة، والبدء بشكل تدريجي بتشغيل المعابر التجارية، والبدء بإجراء إصلاحات وترميم للمعابر التي تضررت بفعل القصف أو التي أغلقت العام المنصرم· وقال نائب وزير الأمن، متان فلنائي، المسؤول عن تطبيق التهدئة، إن المرحلة الأولى ستبدأ يوم غد الأحد، وسيتم زيادة كميات البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة، وفي مرحلة لاحقة سيسمح بإدخال المعادن ومواد البناء· وقالت مصادر إسرائيلية إن فلنائي أصدر تعليمات ببدء الإجراءات لفتح معبر كرم أبوسالم (كيرم شالوم) بشكل جزئي· إلا أن إعادة تشغيل المعبر تتطلب ثلاثة أشهر، حسبما قالت مصادر إسرائيلية· وأضافت المصادر أنه سيتم قريبا البدء بتشغيل معبر صوفا ومعبر كارني (المنطار) الذي يحتاج عدة أيام لإعادة فتحه بعد أن أغلق منذ عام تقريبا· ويشير محللون إلى أن التصريحات الإسرائيلية بأن الاتفاق هش ولن يدوم طويلا، هي تبريرات ذاتية وللاستهلاك الداخلي للتخفيف من النقد الموجه إليها، وطمأنة دعاة التصعيد بأنها لن تصمد طويلا، وأن الحكومة تمنحها فرصة قبل اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية واسعة· ويرى المحللون أن تراجع إسرائيل عن رفضها التهدئة مع فصائل المقاومة، نابع من عدة أسباب: 1- فشل التصعيد العسكري والحصار في تحقيق الهدف السياسي الإسرائيلي الرئيسي وهو إنهاء سلطة ''حماس'' في قطاع غزة ''بل على العكس، ساهم ذلك في تعزيز تلك السلطة، على الرغم من الأوضاع القاسية التي يمر بها سكان القطاع، وافتقارهم لأبسط مقومات الحياة''· 2- فشل العمليات العسكرية في وقف إطلاق الصواريخ على النقب الغربي· 3- نية إسرائيل انتهاز التهدئة، التي رأت أن الفلسطينيين يسعون إليها من أجل رفع الحصار عن سكان القطاع، لدفع صفقة تبادل الأسير الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين· 4- عقدة فشل حرب لبنان التي تتملك رئيس الوزراء أولمرت، تحول دون اتخاذه قرارا غير مأمون العواقب باجتياح قطاع غزة· 5- تراكم كل ذلك وتزامنه مع عدم الاستقرار الذي يعصف بالساحة السياسية الإسرائيلية، على خلفية قضية الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء وما تبعها من تطورات· ويتركز القلق الإسرائيلي من اتفاق التهدئة، من أن تنتهزها فصائل المقاومة لتعزيز قوتها العسكرية، والتزوّد بأسلحة متطورة، بحيث تصبح مواجهتها في المستقبل مهمة أصعب مما هي عليه اليوم· لذلك شددت إسرائيل على أن يكون التعهد المصري بمكافحة إدخال السلاح إلى قطاع غزة، جزءًا من الاتفاق، وأحد الشروط الرئيسة لموافقتها على التهدئة·
المصدر: تل أبيب-غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©