شن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني هجوما جديدا على حكومة بغداد أمس، معتبرا أنها تشكلت نتيجة تضحيات الأكراد، الذين أكد أنهم “شركاء في بغداد”. واعتبر أن عقود النفط التي وقعتها كردستان قانونية واصفاً المسؤولين في حكومة بغداد المعارضين لها بـ”الفاشلين”. وأعلن رفض الإقليم تسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي للقضاء العراقي بتهمة “دعم الإرهاب”.
وقال بارزاني في كلمة له خلال انعقاد المؤتمر الأول لشباب كردستان في مدينة أربيل أمس إنه “لا يزال هناك من يتصور أن هناك حكومة مركزية قوية في بغداد والأكراد مازالوا في جبال كردستان، وبعض الأحيان يسموننا ثوريين وأخرى يسموننا قطاع طرق”، مبيناً أن “هذا الزمن قد ولى”.
وأضاف “نحن شركاء في بغداد، وهي عاصمتنا وهذه الحكومة جاءت نتيجة تضحيات الأكراد أيضاً”. وتابع “هناك دستور شاركت في صياغته مدة 53 يوما في بغداد، ومعنا أطراف كردستانية وعراقية وقد صوت له الشعب العراقي ونحن ملتزمون به ونريد حل المشاكل عبر هذا الدستور”.
وأكد بارزاني “نحن لا نقبل أن يقول لنا شخص في بغداد نقدم لكم هذا ولا نعطيكم هذا، هو بكل الأحوال يريد أن يستولي على حقوقنا”، مشيراً إلى أن “الأكراد سيقاومون لمنع من يريد الاستيلاء على حقهم”.
وشدد على “ضرورة أن يحكم العراق بالشراكة بين السنة والشيعة والأكراد دون نسيان حقوق المكونات الأخرى”. وأكد رفضه تسليم الهاشمي قائلاً “لن نسلمه بأي شكل من الأشكال لأن الأخلاق الكردية لا تسمح بتسليم الذي يلجأ إلينا”. وأضاف “اقترحت ولازلت أن تجتمع الرئاسات الثلاث، الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب، إضافة إلى رئيس القائمة العراقية أياد علاوي، لايجاد حل واتخاذ قرار سياسي للخروج من هذه الأزمة”.
وكشف بارزاني عن تقديم جهات لم يسمها مقترحاً بتهريب الهاشمي خارج البلاد، قائلاً “كان هناك مقترح بالسماح له بالخروج من الإقليم سرا”. وتابع “لسنا مهربين ولن نسمح له بالخروج سرا وإذا خرج فسوف يكون علناً”. وتساءل “اذا كان الهاشمي متهماً فلن نقوم نحن بتهريب متهم”.
وتابع “سوف اجتمع مع الرئيس جلال طالباني لنعمل على عقد مؤتمر وطني في العراق لحل المشاكل قبل انعقاد القمة العربية ببغداد”. وأضاف أن “الهاشمي هو نائب الرئيس العراقي إلى الآن، مؤكداً “لن نسلم طارق هاشمي لأن ليس من سمات الكرد أن يسلموا ضيوفهم”.
وفي شأن الأزمة النفطية مع بغداد قال بارزاني إن “جميع العقود النفطية في إقليم كردستان قانونية ودستورية، والمسألة ليست قانونية العقود من عدمها، إنما هناك من يريد عدم تقدم كردستان”.
وقال “هناك فاشلون لم يقدموا للعراق ما نقدمه لشعبنا بكردستان، ويريدوننا أن نكون مثلهم”، مضيفا “فليعرف العالم أنه لا يوجد عقد واحد من عقود النفط المبرمة من قبل الإقليم مع الشركات النفطية العالمية مخالفاً للدستور”. وأكد “سنستمر في سياساتنا، ونحن ملتزمون بالدستور، وبغداد ليست ملك جهة واحدة بل هي ملكنا جميعا”.
من جهته، قال الهاشمي أمس إنه لن يغادر أرض العراق إلا بشكل مؤقت متى نشأت الحاجة لذلك. وأضاف في بيان صحفي “في الوقت الذي يعبر فيه الهاشمي عن الامتنان للأشقاء الكرد، فإنه يود أن يطمئن الشعب العراقي بجميع مكوناته وأطيافه على أنه مهما تعاظمت الخطوب عليه فإنه سيبقى على أرض العراق، ولن يغادره إلا مؤقتا ومتى نشأت الحاجة لذلك في إطار منصبه ومسؤولياته كنائب لرئيس الجمهورية، وفي هذه الأحوال لابد من الإعلان عن ذلك في بيان رسمي يصدر في حينه”.
وأضاف أن “المشكلة لن تحل بمغادرة الهاشمي أرض العراق بعد أن أصبح رمزا وطنيا للظلم الذي يتعرض له الملايين من أبناء شعبنا الصابر، والحل الحقيقي يكمن في تعديل المسار وإيقاف مسلسل الظلم واحترام حقوق الإنسان في مكافحة الفقر ومحاربة الفساد، وتحسين ظروف الحياة بنبذ التمييز ووضع المواطن المناسب في المكان المناسب، وحصر القرار الوطني بأيدي العراقيين بالتصدي للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي، والإصلاح وليس المكابرة والإصرار على الخطأ”.
عدد اليوم
