الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المناطق السورية الآمنة.. مطلب روسي!

7 مايو 2017 21:42
ألمح مساعد للرئيس التركي رجب طيب أردوعان، الأربعاء الماضي، إلى أن قوات الكوماندوز الأميركية العاملة في شمال سوريا، يمكن أن تكون هدفاً للصواريخ التركية، إذا ما استمرت في العمل مع المقاتلين الأكراد على امتداد خط الحدود مع تركيا. وقد تزامن توقيت التلميحات التي جاءت على لسان «إلنور سيفيك»، المستشار السياسي الرفيع المستوى لأردوغان، مع جلوس الرئيس التركي مع نظيره الروسي «بوتين» لمناقشة إقامة «مناطق آمنة» تهدف لإيقاف العنف في سوريا، كما أنها (التلميحات) صدرت، قبل أسبوعين من زيارة اردوغان المقررة للعاصمة الأميركية واشنطن، لعقد أول اجتماع بينه وبين ترامب. والتهديدات المبطنة من جانب حليف للناتو، باستخدام القوة ضد القوات الأميركية، تسلط الضوء على مدى الخطورة التي بات التدخل الأميركي المعقد في الحرب الأهلية السورية ينطوي عليها، واحتمال أن يؤدي هذا التدخل إلى مزيد من الإفساد للعلاقات القائمة بين واشنطن وأنقرة، والتي تأثرت في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا عام 2016. لأسابيع كان وجود القوات الخاصة الأميركية، محسوساً في المناطق الكردية الواقعة في شمال سوريا، حيث ظهرت في البداية في بلدة منبج التي كانت مهددة من قبل المقاتلين العرب السوريين، المدعومين من تركيا. كما جرى تصوير أفراد تلك القوات وهم يقودون سياراتهم العسكرية عبر مدينة القامشلي، بالقرب من الموقع الذي شهد ضربات لسلاح الجو التركي، الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل 18 من ميليشيات كردية مدعومة أميركياً. واستعراض القوة الأميركي في شمال سوريا، هو تذكير علني بالدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد الذين يشكلون قوام ميليشيات «قوات سوريا الديمقراطية» (50 ألف مقاتل)، والتي يقول القادة العسكريون الأميركيون إنها الخيار العسكري الوحيد القابل للاستمرار، والقادر على هزيمة «داعش». وأدلى الكولونيل الأميركي جون دوريان، المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، بتصريح قال فيه إن الجنود الأميركيين قد انتشروا في المنطقة «لأننا سمعنا تقارير عن وقوع مناوشات بين القوات التركية والقوات الحليفة لنا حول الحدود». وأضاف دوريان: إن القادة الأميركيين يريدون تقييم هذه التقارير بأنفسهم، كي يقرروا ماهية الخطوة التالية». في الوقت نفسه، تحدث الرئيسان ترامب وبوتين، عن الوضع في سوريا هاتفياً، الثلاثاء الماضي، واتفقا على العمل معا لـ«إيجاد طريق لتثبيت وقف إطلاق النار، وجعله دائماً، وقابلاً للتحكم فيه»، وذلك وفقاً لبيان صادر من الكرملين. وبعد المحادثات مضى بوتين بطموحاته لسوريا خطوة إضافية ودعا لإقامة «مناطق آمنة»، وهي خطوة قال إنه ناقشها مع الرئيس ترامب. لكن البيان الصادر من البيت الأبيض، تعليقاً على المحادثة الهاتفية بين الزعيمين الروسي والأميركي، لم يشر لهذا الجزء من المناقشة. وتحددت أربع مناطق خاصة في الجزء الغربي من سوريا كي تصبح «مناطق حظر للطيران»، كما قال بوتين، على أن يستثنى من هذا الحظر الطائرات التي تنفذ ضربات ضد «داعش» والجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة». لكن هذا المقترح، لم يصل إلى نتيجة في مباحثات أستانا بين ممثلي المعارضة السورية المعتدلة، والنظام السوري، وروسيا، وإيران، وتركيا، وذلك بعد أن انسحب ممثلو المعارضة السورية من المحادثات يوم الأربعاء، بسبب استمرار قصف القوات الحكومية السورية للمستشفيات والأهداف المدنية، والدور الذي تلعبه إيران في الحرب الأهلية السورية. ويذكر أن الولايات المتحدة تحضر هذه المحادثات بصفة مراقب، ويمثلها القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى «ستيوارت جونز». وأكد مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس أن جونز تقابل مع كافة الممثلين المشاركين في المحادثات «باستثناء ممثلي النظام السوري، والإيرانيين». وأعربت روسيا عن أملها في إمكانية توقيع مذكرة، لوقف إطلاق النار يوم الخميس، وعن أملها في عودة ممثلي المعارضة إلى طاولة المفاوضات مجدداً. لكن حتى إذا ما تم توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار، فإن هناك القليل مما يمكن أن يؤشر على أنها ستكون أكثر فعالية من الاتفاقيات السابقة التي كان مصيرها الفشل. حول هذه النقطة يقول شارلز ليستر، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط: «ليس هناك أساس حقيقي يدعو الناس للاعتقاد بأن هذه الاتفاقية ستكون قابلة للاستدامة». وأضاف: «هي لا تعدو كونها اتفاقية أخرى، مبنية بالكامل على الثقة، في حين أنه لا توجد أي ثقة بين القوات العاملة على الأرض». نقلاً عن دورية «فورين بوليسي» *مراسل رفيع المستوى يغطي شؤون البنتاجون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©