أقر مجلس النواب الأميركي تخصيص أموال جديدة للحرب في العراق وأفغانستان لمدة عام آخر، لكنه تخلى عن محاولات تحديد جداول زمنية يعارضها الرئيس الأميركي جورج بوش لسحب القوات الأميركية من العراق، مشترطاً أن تدفع حكومة بغداد ما يوازي ذلك في حملة إعادة الإعمار، ومنع استخدام الأموال لإقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق·
ووافق المجلس بأغلبية 268 مقابل 155 على تخصيص 165,4 مليار دولار للحربين على أن يذهب معظم هذه الأموال إلى حرب العراق، غير أنه من المتوقع أن يخفض المشرعون هذا التمويل إلى 161,8 مليار دولار في تصويت لاحق لإفساح المجال لبعض مبادرات الإنفاق الأخرى· وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بونر إن ''هذا النص يمثل انتصارا حقيقيا لقواتنا المسلحة''، مشيرا الى انه ''يؤمن للعسكريين الاموال اللازمة لهم من دون تقييد قادتنا على الارض بقيود مبنية على دوافع سياسية''·
وقبل التصويت اشاد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية جون ماكين بالتسوية معتبراً انه ''من المؤسف ان الكونجرس ذا الغالبية الديمقراطية وضع على مدى اشهر المصالح الفئوية قبل الحاجات الاساسية لتمويل الحرب''·
ومشروع القانون الذي تؤيده حكومة بوش من المتوقع أن يناقشه مجلس الشيوخ في الأيام القليلة المقبلة، دون أن يتضح بعد هل سيعدل المجلس المشروع أم لا· وجاء المشروع ثمرة تسوية بين الأغلبية الديمقراطية والجمهوريين ولا يحدد أي موعد لانسحاب القوات الأميركية من العراق·
واشترط النص على وجوب ان تدفع الحكومة العراقية مبالغ موازية لتلك التي تدفعها الحكومة الأميركية للمساهمة في إعادة اعمار العراق، ومنع على الادارة الاميركية استخدام هذه الأموال لإقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق· كذلك اغتنمت الأكثرية الديمقراطية الفرصة لإقرار تمديد مدته 13 اسبوعاً لاستفادة العاطلين عن العمل من المخصصات، ومبلغ بقيمة 2,65 مليار دولار لتعويض الخسائر الناجمة عن الفيضانات والأعاصير التي ضربت الوسط الغربي للولايات المتحدة· وأقر هذا الجزء الثاني من القانون بغالبية كثيفة بلغت 416 صوتاً في حين عارضه 12 نائباً·
وعبر بعض الديمقراطيين عن خيبة أملهم لعجزهم عن فرض سحب القوات من العراق على الرغم من وضع الأغلبية الذي يتمتع بها حزبهم في مجلس النواب· وقالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي التي تعارض حرب العراق إنها تأمل أن تكون المرة الأخيرة ''التي ينفق فيها دولار آخر دون قيد ودون شروط''· ومن المتوقع ان ينتقل الجدل حول مصير حرب العراق الى حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية حيث دعا المرشح الديمقراطي باراك اوباما الى سحب سريع للقوات الأميركية من هناك بينما تحدث مكين عن إمكانية وجود عسكري اميركي طويل في العراق·
وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون قد أكدت أنه إذا لم تخصص ميزانية جديدة للحرب فإن تسريح القوات سيبدأ الشهر المقبل، إذ ليس لديها ما تدفعه رواتب للجنود فضلاً عن المخصصات الأخرى·
وقالت لجنة المخصصات في مجلس النواب إن الأموال الجديدة ستلبي تكاليف الحرب حتى منتصف عام 2009 اي بعد وقت طويل من تولي رئيس أميركي جديد المنصب في 20 يناير· وبهذه المصادقة يكون الكونجرس الأميركي قد خصص ما يربو على ثمانمائة مليار دولار للحربين في أفغانستان والعراق منذ عام2001
عدد اليوم
