رانيا حسن (دبي)
يقدم معرض «الرقص شرقاً» للفنان المصري أحمد قاسم عبر 7 أعمال كبيرة تفاعلاً مع فكرة الأحداث العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية، ويصورها في هيئة الطير الذي يرقص مذبوحاً من الألم تارة، وتارة أخرى بحركات نساء أبدعن في عزف سيمفونية بديعة المشهد بأجسادهن، عبر تمايلات تحمل انفعالاتهن نحو الحياة.
ويصور قاسم في معرضه، المقام في غاليري ورد، ممارساتنا اليومية عبر الرقص، في لوحات تتميز بعمق الملاحظة، والتنوع في مشاهد الرقص المرسومة، فكل منها يُلمح، بطريقة فريدة من نوعها، إلى زخم مولع بالتأمل، صانعاً منها عالماً افتراضياً، يدركه المتلقي واقعاً حقيقياً، إذ أنه يعايشه ويدركه، ويجوب في داخله.
وقال الفنان قاسم لـ «الاتحاد»: «على مدار القرن الماضي شهدت منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها العالم العربي، حقبة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية الكبرى، وفي مثل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة تعرض القوى العالمية المعادية نفسها بشكل أفضل».
وتتنوع اهتمامات القوى العالمية في المنطقة من السياسيين الفاعلين والاجتماعيين، فيما يأخذ آخرون دور المتفرج على ذلك الجسد المذبوح، وهو الدافع لتناول ذلك الاهتمام بطريقة فنية ساحرة، تظهر أن الفن ضمير المجتمع، وأنه قادر على قراءة هذا المشهد الخاص والتعرف على عناصره المتنوعة.
ويكرّس الفنان في معرضه «الرقص شرقاً» فكرة اختلاف ثقافة الشرق الأوسط عما كانت عليه، وتغير أفكار الناس وطريقة حياتهم وكيفية تأثرهم بالعالم الخارجي والعولمة من منظور «الرقص».
وتتناول أعمال قاسم بشكل عام المدن، المجتمعات، تفاعل الناس الحضاري، والثقافة، متأثراً بالتجارب والبيئة التي يعيش فيها والتي تظهر رغماً عنه في أعماله، ومعتقداً في نفس الوقت أن كل الناس ترقص بصورة أو بأخرى.
ويرى قاسم أن كل شخص يرقص بطريقة معينة توصله لغرض وهدف معين، فالصوفي يرقص بحثاً عن الرب «الرقصة الصوفية»، والجندي عندما يتدرب ويقوم بالحركات العسكرية فهذا أيضاً نوع من الرقص، ولكن الغرض منه حماية البلد والوطن؛ ويستذكر الفنان مثلاً مصرياً يقول: «إذا أردت أن تكون سياسياً جيداً فعليك أن ترقص جيداً»، مشيراً إلى أن فكرة الرقص بمعناه الشامل تعني حفظ التوازن لعدم الوقوع وهذا ما يجعل الإنسان ناجحاً.
وقد تلجأ الفتيات للرقص لحاجتهن للمال، وحتى الحيوانات ترقص، فطائر الفلامنجو حين يقف على رجل واحدة يريح فيها رجليه من التعب يبدي شكلاً من أشكال الرقص. في النهاية كل شيء وراءه حركة شخصية موسيقية هي «الرقصة».
ويعتبر الفنان الرقص ثقافة، ليس بالجسد فقط، وإنما بالعقل والأفكار، وأوضح أنه زار عدة بلدان حول العالم، لا يرى في بعضها أي تغيير أو تجدد، بينما تحفل أخرى ببنيان جديد، جسور جديدة، وغيرها، مشيراً إلى أن هناك شعوباً ترقص لخلق أشياء جديدة، وتسعى للعمل والتطور لتسمو ببلدها نحو الأعلى، فيما ترقص شعوب أخرى بانحدار نحو الأسفل.
يذكر أن الفنان المصري أحمد قاسم من كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان بالقاهرة عام 2007، ويعيش ويعمل حالياً بين القاهرة ودبي. أثارت مشاركاته ومعارضه الإعجاب، ونشر أفكاره حول الحياة والسياسة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية من خلال وجهات نظر غير مرئية و غير مكتشفة. فاز بجوائز متعددة في القاهرة والإمارات.
عدد اليوم
