الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب.. ما وراء حظر «واشنطن بوست»

17 أكتوبر 2016 10:42
كتب دونالد ترامب على صفحته على فيسبوك، يوم الاثنين الماضي، ما يلي: «بسبب التغطية غير الدقيقة بشكل غير معقول لحملة ترامب الذي يسجل أرقاماً قياسية، نلغي على الفور اعتماد صحافيي صحيفة واشنطن بوست غير النزيهة والدجالة». واستطرد ترامب بشأن الأمر في بيان صدر ليلة الاثنين، وكان نصه كالتالي: لسوء الحظ تغطي «واشنطن بوست» أخبار ترامب بطريقة غير دقيقة تماماً، وخير مثال على ذلك العنوان المنشور اليوم: «دونالد ترامب يشير إلى تورط الرئيس أوباما في حادث إطلاق النار في أورلاندو». لذا لم نعد مجبرين على التعاون مع صحيفة تقدم حاجتها للمتابعة على الأمانة الصحفية. وتابع البيان «ليست لديهم أمانة صحفية، ويفترون على ترامب، الذي لا يمانع في وجود خبر سلبي، شريطة أن يكون أميناً، والحقيقة هي أن واشنطن بوست يتم استغلالها من قبل مالكي شركة أمازون كأداة ضغط سياسي لهم بحيث لا يتعين عليهم دفع الضرائب ولا تتم مقاضاتهم بسبب اتجاهاتهم الاحتكارية، التي أدت إلى خراب قطاع المتاجر المتنوعة والتجزئة». ورد مدير التحرير التنفيذي لـ«واشنطن بوست»، «مارتي بارون» مباشرة عبر «تويتر»، وكتب: «دونالد ترامب ألغى الاعتماد الصحفي لواشنطن بوست». وأصدر «بارون» بياناً قال فيه «إن قرار دونالد ترامب إلغاء اعتماد صحافيي واشنطن بوست ليس سوى رفض لدور صحافة حرة ومستقلة، وعندما لا تتطابق التغطية مع ما يريده المرشح، يتم حظر المؤسسة الصحافية، وستواصل الصحيفة تغطية أخبار دونالد ترامب مثلما تفعل منذ وقت طويل، بشرف وأمانة ودقة ونشاط ومن دون تردد، ونفخر بتغطيتنا، وسنواصلها». وأود أن أشير إلى أن عنوان المقال الذي استدل به ترامب أعلاه قد تغير. وكان في الأصل «دونالد ترامب يلمح إلى أن أوباما متورط في حادث إطلاق نار أورلاندو». وغيرت «واشنطن بوست» العنوان إلى آخر أكثر دقة يعكس ما قاله ترامب في حوار مع «فوكس نيوز»، وفعلت ذلك قبل أن تشتكي حملة ترامب، ليصبح العنوان الآن: «يبدو أن دونالد ترامب يربط بين الرئيس أوباما وحادث أورلاندو». وهذه هي المرة الأولى التي يلغي فيها ترامب اعتماد «واشنطن بوست» لتغطية حملته الانتخابية، لكنها ليست المرة الأولى التي يمنع فيها مراسلين من حضور فاعلياته. وهذا الأمر لابد أن يقلقكم، وأعني بالضمير هنا أي مواطن في الولايات المتحدة الأميركية. فدونالد ترامب هو أحد شخصين لديهما فرصة الانتخاب رئيساً في الثامن من نوفمبر المقبل، وهي ربما أكثر وظيفة تأثيراً في العالم. وفي ضوء هذه الحقيقة، فإن كتابة التقارير حول ما يقوله ترامب وما يفعله هو أمر بالغ الأهمية كي يتخذ الشعب قراراً مبنياً على معلومات إزاء الاختيار الذي سيتخذه الخريف المقبل، وبالطبع ينطبق ذلك على هيلاري كلينتون. ووظيفة الصحافيين في «واشنطن بوست» وغيرها هي تقديم الصورة الأكمل والأكثر دقة للناخبين عن الشخصين الذين يرغبان في تمثيل الشعب الأميركي من خلال منصب الرئيس. ولعل تلك المهمة تتعارض في بعض الأحيان بصورة أساسية مع الأخبار التي يرغب المرشحون أن تُنقل عنهم، وذلك التوتر أمر طبيعي، وإن كان يفضي في بعض الأحيان إلى علاقات غير مريحة بين المرشحين ووسائل الإعلام التي تغطي أخبارهم. وكل يدفع من جانبه، فوسائل الإعلام تطالب بمزيد من المحاسبة والشفافية، والمرشح ينادي بتغطية «عادلة» بشأن ما يقترحه من دون تدخل تحريري مزعوم. وهكذا تجري الأمور الآن ومن قبل، فمهمة وسائل الإعلام ليست مجرد تدوين أي شيء يتفوه به المرشح ونشره. ومهمة المرشح ليست التملق إلى وسائل الإعلام أو فعل وقول الأشياء بالطريقة التي يعتقد أن وسائل الإعلام ترغب في سماعها. ومشكلة ما يفعله «ترامب» هي أنه يلغي اعتماد الصحافيين لأنه يختلف مع التغطية، ليس لأن التقارير المنشورة خاطئة، لكن لأنه لا يحب الطريقة التي تقدم بها الحقائق. وإذا كنتم تؤمنون بحرية الصحافة، فعليكم أن تؤمنوا بأن ما يفعله ترامب ليس صواباً. ويمكن لترامب أن يشتكي، أو ألا يجري حوارات صحافية مع «واشنطن بوست» (أو أي مؤسسة صحافية أخرى يحظرها)، بل ويمكنه أن يصفها في خطاباته بـ«غير الأمينة»، أما حظر المراسلين من حضور مناسبات عامة لأنه يختلف مع ما يكتبونه، لهو سابقة خطيرة. *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع «خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©