الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقل متزن وقلب خاشع

18 يونيو 2016 23:33
من الأمور المحبطة في حياة الإنسان، النظر إلى الأمور بمنظور ضيق، أو الشعور بالسلبية تجاه الأشياء، أو الشعور بالضيق من بعض المواقف السلبية التي يواجهها الإنسان من بعض الناس، وكم هي كثيرة تلك المواقف السلبية المحبطة التي نواجهها في مختلف مراحل حياتنا، والتي تتطلب منا التعامل معها بحكمة العقل المتزن، وبصبر القلب الخاشع، لأن مجرد الشعور بالسلبية المحبطة، كفيل بأن يُعطل من قدرات الإنسان ومواهبه، ويجعله غير قادر على مواجهة متاعب الحياة، والتكيّف مع محيطه الاجتماعي، الذي من المفترض أن يتفاعل معه بشكل طبيعي، وبكل إيجابية. فهذه الإيجابية هي التي تمكن الفرد والمجتمع في التغلب على الكثير من متاعب الحياة وضغوطها. من الأمور والأساسيات المحفزة، والمساعدة في التغلب على الكثير من المشاعر السلبية، هي التوكل على الله سبحانه وتعالى، واليقين به، مع الأخذ بالأسباب، والعمل بها، في كل الأوقات. إن التوكل على الله، والثقة به، إلى جانب وجوب الشعور بالثقة بالنفس وبقدراتنا، هو الذي يمكننا من مواصلة العمل، بشكل منهجي ومنظم، من أجل تحقيق الأهداف. هذا الشعور الإيماني العميق، هو الذي يمنحنا الإحساس بالقوة الكافية والإرادة الصلبة، التي لا تعرف المستحيل، كما يمنح هذا الإيمان القلوب والأرواح الراحة، والاطمئنان، التفاؤل، والأمل، ويجعلنا نشعر بالتوافق والرضا النفسي، وبالتالي يمكنه أن يؤدي دوره في الحياة بشكل فعّال ومؤثر، يخدم نفسه ومجتمعه. الشعور بالإيجابية والتفكير بها، يؤدي إلى الإبداع في حياتنا، فكلما ارتفعت مشاعرنا وأفكارنا الإيجابية، ارتفعت معها مستويات الإبداع والتميّز في شتى المجالات. من الجميل والمفضل أن يشعر المرء بالإيجابية، ويتعامل بها في كل مظاهر حياته، لأن الإيجابية تدفع الإنسان إلى العمل الجاد، من أجل التغلب على كل الصعوبات، فالتحديات والصعاب لا تُحل إلا بعزائم الناس المخلصين في نواياهم، والمثابرين والمجتهدين في عطائهم، وبعطائهم يحققون المنجزات والأهداف التي ترتقي بمستويات حياتهم. وهكذا يدفعنا الشعور بالإيجابية إلى النجاح في استثمار كل القدرات بشكل عملي وعلمي بعيداً عن كل التعقيدات، التي غالباً نفرضها على نفوسنا. همسة قصيرة: الإيجابية هي عمل متواصل وليست مجرد مثالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©