الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الممنوع يجذب العقل ويستلب الإرادة

الممنوع يجذب العقل ويستلب الإرادة
18 أغسطس 2009 23:17
يبقى الممنوع ثقافة قائمة بحد ذاتها، تعتمد أساساً على طبيعة المحاذير السائدة في المجتمع، وعلى الشخص الذي يتلقى مفاعيلها، قد نرى مشاهداً في الحياة تجعلنا نختلف في فهم» الممنوع والمسموح»، فكثير من الأنظمة تمنع أموراً مباحة بقوة القانون، رغم أن هذا الأمر مباح ولا ضرر فيه، خلق الإنسان بطبعه محباً للحرية، والتضييق على حريته بحجة الممنوع يجعله يرتكب ما هو محظور في عرف القانون، ومباح في نظره، هنا يحدث التصادم بين واضع الممنوعات وبين من يرى فيها أمراً غير مقبول، إذ قد يكون هناك حدود للممنوع والمحظور، فلا ممنوع بالمطلق، ولا مباح بمثله، ما دامت الثقافة التي ينشأ عليها الفرد تقف بين الحدين. قاعدة واحدة وفق إبراهيم العرسان فالشباب لديهم قاعدة واحدة، وهي أنَّ كلَّ ممنوع مرغوب، ويشرح الامر بقوله: «يعني لو قيل لأحدهم لا تفعل كذا نراه يكابر ويعاند، ويفعل هذا الأمر من باب التحدي وإثبات الذات، فمفهوم الممنوع عنده انه يحب أن يمشي عكس التيار». يبتسم محدثنا قبل أن يضيف: «كثيرون من أفراد المجتمع يجهلون هذه الثقافة، هم يعتبرون أنَّ الأمر الممنوع قانونياً هو في حكم المباح، وهنا «المصيبة الكبرى». ممنوع في ممنوع من جانبه إبراهيم طعمه، وهو صديق ابراهيم العرسان، يشارك في الحوار قائلاً: «كلمة ممنـــوع التي نقرؤها في الأماكن العامة تثير الانتباه. البعض يحترمها، وآخرون يديرون ظهورهمِ لها تعبيراً عن عدم اهتمامهم. فالممنوع كثير، والمرغوب كثير، والجائز أكثر، لكن لكل منا عقل، وبالعقل يعرف الصحيح والخطأ. ويسترسل في حديثه قائلا: «كثيراً ما تصادفنا عبارة «ممنوع التدخين» في الأماكن العامة، وفي الوزارات والمراكز التجارية والمستشفيات، حقيقة كم هو رائع أن نجد مثل هذه اللافتات في هذه الأماكن، ولكن من يتقيد بها»؟ يجيب إبراهيم مستنكراً: «بالطبع لا يتقيد بها إلا من يحترم نفسه أولاً، قبل احترام الآخرين، فمن احترم نفسه، سيحترم حتماً نفوس الأشخاص من بعده، لأنَّ اللافتة لم توضع عبثاً، بل من باب التأكيد أنَّ للمكان احترامه وحرمته». غريزة فطرية بدورها تعلق نورة بشرا حمد على الأمر قائلة: «لا شك أنَّ غريزة الإنسان هي الدافع الأساسي وراء أن يصبح كل ماهو ممنوع مرغوباً، فالإنسان بطبيعته، أي بفطرته، يسعى وراء الممنوعات، مما يجعله يستبيح تلك المحظورات والممنوعات ليبرر لنفسه عملاً قام به، كما انَّ الرقابة الزائدة عن حدها قد تكون عاملاً دافعاً تؤدي بالشخص ليرغب في الممنوع، فإن منع المرء عن شيء ما بالقوة، نجده يحاول بشتى الطرق، باحثاً عن سبيل لتجاوز هذا الممنوع، فهذه الرقابة الزائدة قد تدفعه غرائزياً إلى السعي وراء الممنوع». ممنوع الدروس الخصوصية أما خلود فهد فتختار أن تروي حكايتها لتعبِّر بها عن رأيها، وتقول: «برغم علمي أنَّ إعطاء الطلبة دروساً خصوصية أمر ممنوع، الا أنَّ الحاجة للمال تدفعني لعمل ذلك». وتضيف شارحة وجهة نظرها بهذا الشأن: «منذ صغري كنت أطمح لأن أكون معلمة، وكنت إذا لعبت مع أخوتي أتقمص دائماً شخصية المعلمة، ولأنني لم أستطع الحصول على وظيفة حتى الآن، فكرت في إعطاء الدروس الخصوصية في منزلي، حيث أدرِّس الأطفال الذين انشغل أهاليهم عنهم، أو هم لا يعلمون كيف يقومون بتدريسهم، كأن تكون الأم أمية لم تلتحق بمقاعد الدراسة، فأتولى تدريسهم مواد الرياضيات والعلوم والإنجليزي، والحمد لله لقد شعرت مع هذه المهنة بـأني قادرة على العطاء، حيث أستطيع أن أكسب من خلالها مبلغ ثلاثة آلاف درهم في الشهر، وأشارك والدي في بعض المسؤولية، حيث أنَّ مرتَّبه ضعيف، وإخوتي كثر». الجميع يدخن من جانبه قاسم أشرف يرى أنَّ التدخين أصبح مثل «شرب الشاي والحليب»، فالكل يدخن صغاراً وكباراً، لم يعد الأمر يقتصر على الكبار كما كان سابقاً. يضيف قاسم: «الكل يدخن، والأمر لم يعد ممنوعاً، ولم يعد الناس يلتفتون لعبارة «ممنوع التدخين» في المراكز التجارية، أو المستشفيات، بل نجدهم يحاولون الاختفاء في مكان ما من هذه المنشآت، من أجل تعديل أمزجتهم، فيلوثون الأمكنة، وهواجسهم أن يحققوا غاياتهم في كسر قاعدة الممنوع. كتب ممنوعة تشير الطالبة الجامعية ميرهام أنيس إلى أنَّه بمجرد أن تذهب إلى معرض الكتاب فور افتتاحه، فهي سرعان ما تبحث عن الكتب الممنوعة مثل السحر والشعوذة، والسبب كما تقول: «تستهويني كتب السحر والشعوذة، وهي ممنوعة في المعارض، ولكن هناك البعض من بائعي تلك الكتب يبيعونها من تحت الطاولة». وبرغم ارتفاع أسعار تلك الكتب الا أنَّ ميرهام تحرص على شرائها، تعبيراً عن انحيازها إلى المممنوع الذي يجعل هذه الكتب مرغوبة عندها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©