حالة طوارئ رمضانية

مع قدوم شهر رمضان، تسود الأسر العربية حالة من الطوارئ، حيث يهرع كل رب أسرة إلى الأسواق لجمع ما تيسر له من الأطعمة والأغراض المختلفة استعداداً لـ «الصوم». فهناك من يتناسى أن شهر رمضان هو شهر الصوم، ومع ذلك تجد الاستهلاك الأسري في ارتفاع مبالغ فيه، فكأننا نستقبل شهر «الطعام» وليس الصوم، فكل شيء يحتاجه البيت، نجد ربة المنزل تطالب بـ«ضعفه»، وكأنها في سباق شرس، وبالتالي تزخر مائدة رمضان بالكثير والكثير من الأصناف، وبما لذ وطاب من الأطعمة. وكأن أفراد الأسرة في حالة حرمان، وينتهزون قدوم شهر رمضان لتعويض ما فاتهم من أطعمة، قد يكونوا حُرموا منها طوال العام. ومن مائدة الطعام وبأصنافها المتعددة، إلى وجبات الدراما والمسلسلات العربية التي تصل إلى المئات، والتي تختار شهر رمضان لتنصب فوق رأس المشاهد دون هوادة أو رحمة، والذي كلما أفاق من غيبوبة الطعام والتخمة أصيب بإغماءة أخرى أمام شاشة التلفاز ويدخل فـي حالة من التوهان نتيجة تداخل الأعمال الدرامية مع بعضها البعض، فيجد نفسه لا يستطيع أن يفرق بين البطل والمخرج، وكل ما يستطيع فعله أنه يرفع الراية البيضاء مستسلماً لهذه الفضائيات بعد إصابته بحالة هذيان. وبالتالي يمر الشهر الكريم على البعض منا، دون أن يجنوا من ثماره شيئاً، فيضيع أجرهم وثوابهم وينتهي رمضان دون أن يستثمروا خيراته وأجره العظيم، ويفوزون فقط بملء البطون وفراغ العقول. • سبوت - هناك من يدّعي المعرفة بـ «لسانه» فقط! - الغبي.. شخص أختار أن يسير في الاتجاه المعاكس لعقله! سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae