السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسطيني يخترع جهازا يساعد مرضى الشلل الرباعي على تقليب صفحات الكتاب

فلسطيني يخترع جهازا يساعد مرضى الشلل الرباعي على تقليب صفحات الكتاب
18 أغسطس 2009 23:23
أثار منظر طفل عاجز عن تقليب صفحات الكتاب منذر القصاص فقرر أن يخترع جهازا يساعده على ذلك، قرر أن يتحول من سائق أجرة بسيط لا يحمل سوى مؤهل متوسط إلى مخترع يساعد الضعفاء. يقول القصاص، وهو من سكان مدينة غزة المحاصرة: «في عام 1998، كنت في معرضٍ للكتاب وكان عمري حينها 19 عاماً، أثارني منظرٌ لا أستطيع حتى اليوم أن أمحوه من مخيلتي، فقد رأيت طفلاً عاشقاً للقراءة إلا أن القدر كتب عليه أن يكون من مرضى الشلل الرباعي، حيث طلب مني حينها أن أساعده في تناول أحد الكتب من على أحد الرفوف، فقلت في نفسي: حتى لو جلبته لك يا صديقي الصغير من سيفتحه لك؟ ومن سيقلب لك صفحاته؟ ومنذ أن شاهدت ذلك الموقف تولدت لدي فكرة اختراع الجهاز». شغف الإبداع يقول القصاص، الحاصل على شهادة الدبلوم في العلوم السياسية من جامعة الأزهر عام 2004: «كنت شغوفا منذ طفولتي بتفكيك الأجهزة الحديثة وإعادة تركيبها ولكنني لم أكن محظوظا في دراستي العلمية، فلم أنجح في الثانوية العامة في المرة الأولى، وفي العام 1999 حصلت على معدل متواضع، فلم أتمكن من تحقيق أمنيتي لدراسة الهندسة». ويتابع القصاص: «توجهت للدراسة في كلية فلسطين التقنية وهي إحدى الكليات المتوسطة في غزة قسم الكهروميكانيك ولكني لم أوفق في المواد النظرية، ففصلت من الكلية بعد الفصل الأول الدراسي، لرسوبي بثلاث مواد». بعد ذلك يقول منذر: «أكرمني الله تعالى بعملي كسائق أجرة، وأيضا في موهبتي، كنت أقضي وقت فراغي في تحسين أفكار اختراعاتي وتطوير آليات تم تنفيذها داخل مختبري المتواضع، ونظمت حياتي بدقة حتى أثبت للناس أنه ليس شرطا أن أكون دارسا للهندسة حتى أبدع، فالإبداع كرم من الله، ومع هذا اضطررت لدراسة دبلوم متوسط «اقتصاد وعلوم سياسية» بجامعة الأزهر؛ كي أحمل شهادة، فقد كنت أحاول المشاركة في المعارض والمؤتمرات المحلية بالقطاع، لكن لم أتمكن من ذلك؛ بسبب عدم حملي لشهادة هندسة جامعية». جهاز «زايد» يقول القصاص: «الجهاز يتكون من جزأين، «زايد» وهو صندوق مصنوع من الزجاج وبداخله الكتاب على شكل رول لفاف ويشحن بالكهرباء ويعلق على قائم مساعد أو على الحائط مقابل للمعاق، والجزء الثاني وهو لوحة التحكم درع زايد والتي تركب على كرسي المعاق من الخلف من ناحية الرأس ويتيح له قراءة الكتاب وتقليب صفحاته لا سلكيا عن طريق تحريك رأسه يميناً وشمالاً عبر درع لوحة التحكم، فيستطيع بذلك قلب الصفحة التالية أو العودة إلى الصفحة السابقة بدون مساعدةٍ من أحد». ويوضح أن «جهاز زايد في بداياته الأولى كان عبارة عن الروبوت «منذر» فالكرسي لم يكن جزءاً منه، ودرع لوحة التحكم كانت قطعةً منفصلة توضع على كتف المعاق وتتصل برأسه، بينما كان جهاز قلب الصفحات المتصل لا سلكياً بدرع لوحة التحكم، يوضع على طاولة منفصلة». ويتابع القصاص: «أنتجت الجهاز بعد الثانوية العامة وكان عبارة عن جهاز كهروميكانيك وظيفته المساعدة بتقليب صفحات الكتب أتوماتيكيا أثناء القراءة بهدف مساعدة المعاقين حركيا ذوي الشلل الرباعي الكامل على تقليب صفحات الكتب أثناء قراءتهم للكتاب ثم قمت بعد ذلك بتطويره»، موضحا أن صنع جهازٍ «زايد» لم يستغرق منه أكثر من عشرة أيام، بينما تكلفة الصنع الحقيقية لا تتعدى المائة دولار أميركي. ويلفت القصاص إلى أنه أطلق اسم زايد على جهازه تيامنا باسم الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، وعن ذلك يقول: «الشيخ زايد كان مثالاً للإنسانية، ومساعدة الشعب الفلسطيني كان على سلم أولوياته، لم أعرف كيف أستطيع أن أعطيه حق قدره عندما توفي، فكتبت على زجاج السيارة التي أعمل سائقاً لها «الشيخ زايد في ذمة الله فادعوا له بالرحمة»، إلا أنني وجدت هذا غير كافٍ، فقررت أن أدمج اسمه بهذا الجهاز علّ من يستخدمه يدعو له بالرحمة، ولي بالتوفيق». ويتابع القصاص: «فضل الشيخ زايد لا ينتهي فمع اشتعال شرارة انتفاضة الأقصى وقيام الاحتلال بعمليات القصف والاغتيال خاصة في رفح وجنين كنت وقتها أشاهد على قناة الجزيرة إقدام البلدوزر الإسرائيلي على هدم نحو 40 منزلا برفح، فحزنت كثيرا لمشهد الأطفال والنساء وهم يهرعون إلى الشارع. وسرعان ما ابتسمت عندما قرأت في الشريط الإخباري الأحمر أسفل الشاشة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أصدر توجيهاته لجمعية الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة بناء جميع المنازل التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، ومن بعد هذا الخبر أصبحت أتابع كل شيء يتعلق بالشيخ زايد وأعماله الخيرية في جميع الدول دون استثناء». «صدقة» و«حمدان» نفذ القصاص جهاز «صدقة» الخاص بالصم والذي يساعدهم على التعايش بسهولة داخل البيت فهو يصدر إشارات لكل الأصوات التي تحدث بالبيت حتى أثناء النوم حيث يوضع الجهاز داخل الوسادة بحيث إذا نادى على الأصم أحد أثناء نومه أو قرع باب الغرفة تهتز الوسادة تحت رأسه وتوقظه، أما اختراع «حمدان» فهو كرسي متحرك مطور، يتحرك به المعاق عن طريق الفم وهو لم يكن متوفرا بغزة. ويشير القصاص أمين سر لجنة المخترعين الفلسطينيين إن اللجنة سجلت 25 اختراعاً من بينها قرابة 8 لمخترعين من غزة، موضحا أن المخترعين تواجههم صعوبات في توفير الإمكانيات والدعم المقدم لإتمام تجاربهم، وأن الأحداث السياسية عرقلت الكثير من تسجيل براءات الاختراع للفلسطينيين إضافة إلى أن معظم من سجلوا اختراعات من الطلبة الجامعيين وأنهم يواجهون تعقيدات في تسجيل اختراعاتهم التي تستغرق أكثر من عام ونصف إضافة إلى توفير المبلغ المقرر لتسجيلها.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©