الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنون الرقص في السودان تجلب الحظ وتزيد الإنتاجية وتذبح الكلاب

فنون الرقص في السودان تجلب الحظ وتزيد الإنتاجية وتذبح الكلاب
18 أغسطس 2009 23:23
يتميز السودان بتعدد الثقافات وتنوعها نسبة للاختلاط بين القبائل العربية والأفريقية التي تمازجت منذ قديم الزمان فنشأت حضارة ذات خصوصية ويمثل الرقص أحد أبرز العادات والتقاليد المتوارثة والتي تختلف من قبيلة إلى أخرى حسب البيئة التي تؤثر في كيفية الرقص الذي تتعدد مناسباته فلا تقام الاحتفالات دون سبب أو حسب المزاج فنجد ان الحصاد يعتبر أشهر تلك المناسبات التي تقام فيها احتفالات الرقص الجماعي الذي يشترك فيه كل أفراد القبيلة صغارا وكبارا شيبة وشبانا من الجنسين. ونجد أن رقصة «الكمبلا» في جنوب كردفان و«جدع النار» في منطقة الانقستا جنوب شرقي السودان هي الأشهر إذ تمارس في موسم الحصاد ويسود اعتقاد عند قبائل الانقسنا أنها تجلب الحظ وتزيد من الكميات المنتجة كما تشتهر رقصة «الكسوك»، و«الفرنبية» في دارفور إذ ترتبطان بمواسم الحصاد والزواج والطهور. وفي جنوب السودان ترتبط معظم أنواع الرقصات بالكجور والسحر خصوصاً عند قبائل النوير والشلك الذين يقيمون احتفالا ضخما عند تنصيب كبيرهم «الرث» على رقصات عديدة بعد أخذ الإذن من الكجور أو «الساحر» الذي يحدد مواعيد بدء الاحتفالات ولا يجوز الرقص إلا في الزمن الذي يحدده. رقصة «الآلهة» يوضح الدكتور صلاح فرج الله المتخصص في مجال الثقافة المحلية ومنتج فيلم «جدع النار الروائي» أن السودان يتميز بتعدد الثقافات وتنوع الأعراق والمجالات الجغرافية إذ يمكن تقسيمه إلى إقليم البحر، والنهر، والصحراء والغابة وكل له خصائصه وميزاته الثقافية. ويقول فرج الله إن الرقص يرتبط بالواقع الحياتي ففي جبال النوبة مثلا يعتقد إن للرقص علاقة بالكجور وهو طقس عقائدي وله علاقة بالحصاد الذي يمارس فيه رقصة «الكمبلا» المستمدة من جبال النوبة التي تقع في جنوب ولاية كردفان بغرب السودان وهي مستوحاة أيضا من الديانات الشعبية المعروفة في أفريقيا (الاميتيس والفيتشذ) وهي عبادة للأفارقة القدماء ولها قصة شعبية معروفة إذ تقول الأسطورة الشعبية إن الرجال كانوا يذهبون إلى الحقول للعمل وينتظرون النساء ليأتين لهم بالطعام ولكن في يوم تأخرت النساء فغضب الرجال وأرسلوا رسولاً ليعرف سبب التأخر لكنه هو الآخر لم يعد فذهبوا لمعرفة الحقيقة فوجدوا «الآلهة ذات القرون» ترقص ومن يومها اتخذوا الرقص كعادة مقدسة تمارس. ويقول فرج الله عن عادة «جدع النار» التي تمارسها قبائل الانقسنا بجنوب شرقي السودان في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود مع إثيوبيا وإريتريا إنها عادة متوارثة لقبيلة الفونج والبرتا وهي تقدم على أساس اعتقاد مفاده أن النجاة من الكذب على الآله عندهم واسمه «تل» وهو الشمس التي يعبدونها ويعتقدون أنها تتطلب إحراق كل شيء في القرية زمن الحصاد ويخرجون إلى الأماكن المقدسة كجبل تابي وعند مفارقتهم لمواقعهم بالقرية يحرقون كل شيء ويخرج رجال القرية لمحاربة الموت ويموت الرجال الكهول والاطفال والنساء بفعل الحريق الكبير، موضحا أن هذه العادة حدث فيها بعض التغيير إذ كانت تشمل عاداتهم ذبح زائر غريب للقرية من البشر زمن الحصاد وكذلك إضرام النار في كل شيء لكن الان استعاضوا عن الذبح بقتل كلب بدلا عن إحراق القرية وأصبحوا يشعلون النار بعيدا عن المساكن في الأشجار. الرقص اجتماعيا يشير فرج الله إلى اختلاف التقاليد نوعا ما في منطقة دارفور اذ تمارس رقصة «الكسوك» و«الفرنبية» في أوقات الحصاد والطهور على التوالي الثانية تجتمع فيها النسوة حول صبي الذي يراد ختانه. وعن رقصة «الكسوك» يقول إنها تمارس ليلا حيث يصطف الرجال والنساء في صفين مختلفين يقفز الرجل إلى أعلى ويختار امرأة محددة ويرجع إلى الصف وتقوم بعدها هذه المرأة إلى الرجل الذي اختارها ويرقصا سويا احتفالا بالحصاد. ويوضح فرج الله أن جنوب السودان يحتوي يحوي العديد من الرقصات التي تتصل بزمن الحصاد والسحر خاصة عند قبائل النوير والشلك والسحر أو ما يعرف باللغة المحلية بـ«الاوركل» مرتبط بطقوس معينة تمارس وقت الحصاد يعتقد أنها تجلب الحظ وتزيد الإنتاجية وأشهر أنواع الطقوس تلك المرتبطة بتنصيب كبير الشلك أو ما يعرف بالرث صاحب المكانة السياسية والاجتماعية إذ يحتوي حفل التنصيب على العديد من الرقصات. ويلفت إلى أن القبائل في شمائل السودان لا تحتفل بالرقص في الحصاد لكنها تكثر من الزواج بعد موسم حصاد البلح للعائد المادي المجزي، مشيرا إلى أن الرقص احتفالية ذات طقوس اعتقادية وهي مآل للاستلهام و مصدر للتفاؤل.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©