صندوق النقد يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي

قال صندوق النقد الدولي أمس الأول إن الاقتصاد الأميركي استقر ومن المتوقع ان يبدأ في الانتعاش وحث مجلس الاحتياطي الفيدرالي على الابقاء على أسعار الفائدة الراهنة دون تغيير· وكان التباطؤ في الاقتصاد الأميركي قد أثر على بقية العالم وقال الصندوق إن معدل النمو في النصف الثاني من هذا العام في جميع الدول الصناعية الكبرى سيكون اقل من الاتجاه العام لأول مرة منذ بداية هذا العقد، وحذر الصندوق من ان الانتعاش الاقتصادي مهدد بالقيود على الأوضاع المالية للأسر والبنوك وبارتفاع اسعار الغذاء والطاقة· وقال الصندوق إن الحملة النشطة لخفض الفائدة التي شنها مجلس الاحتياطي الاتحادي ساعدت في حماية الاقتصاد من تباطؤ أكثر حدة، وأضاف الصندوق: ''التباطؤ في اداء الاقتصاد الأميركي لم يعد يخشى منه والانتعاش سيبدأ العام المقبل بعد التغلب على أصعب المشكلات''، وتابع: ''أوضاع السياسة النقدية الآن أكثر ملاءمة للانتعاش واتباع اسلوب ادارة المخاطر يتطلب الابقاء على هذه السياسة في الوقت الراهن''· وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) قد قلص أسعار الفائدة بمقدار 3,25 نقطة مئوية منذ سبتمبر لكن المستثمرين تكهنوا بأن المجلس سوف يزيد أسعار الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه الأسبوع الجاري كرد فعل على تزايد المخاوف بشأن التضخم، واخذت قرارات الاحتياطي الفيدرالي السابقة في الاعتبار احتمال دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود بعد تضرره بشدة من انهيار سوق الاسكان وازمة الائتمان· ورفع الصندوق بنسب ضئيلة توقعاته للنمو في الفصل الرابع من العام مقارنة بالفصل عينه من العام الماضي، بحيث باتت نسبة النمو ''اجمالا'' صفر في العام 2008 مقابل نمو سلبي بنسبة -0,7 بالمئة كان توقعها في ابريل، وارتفعت الى ''حوالى'' 2% في 2009 مقابل 1,6% توقعها في ابريل· وعلى اساس القاعدة السنوية اصبح معدل النمو المتوقع للعام 2008 ''حوالي 1%''، و0,8% في ،2009 وكانت توقعات الصندوق الاخيرة للنمو في الولايات المتحدة تقف عند حدود 0,5% للعام الحالي و0,6% في ·2009 ولم يأت الصندوق في دراسته على ذكر عبارة ''انكماش اقتصادي'' بعدما كان في إبريل توقع ان يشهد الاقتصاد الاميركي ''انكماشا طفيفا'' هذا العام· وقال النائب الأول لمدير الصندوق جون ليبكسي: ''لا نتوقع ركوداً كبيراً، البيانات لا تشير إلى ذلك''، وقال الصندوق ان مستويات الفائدة الراهنة كانت في الماضي مرتبطة بمكافحة الركود وحذر من انه مع تزايد توقعات التضخم يتعين على مجلس الاحتياطي الفيدرالي ان يتوخى الحذر لابقاء التضخم تحت السيطرة· وفيما خص السياسة الاقتصادية، حض الصندوق الادارة الاميركية على وضع خطة ثانية لانعاش الموازنة من اجل دعم النمو بسبب غياب ''هوامش المناورات'' اللازمة، وفي النهاية وتجنبا لهبوط السوق العقاري ''الى ما دون نقطة توازنه''، اوصى صندوق النقد الدولي الحكومة باتخاذ اجراءات جديدة للحد من عدد الملكيات المحجوزة·