السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف من مضاعفة السيارات الصغيرة للانبعاثات الملوثة

مخاوف من مضاعفة السيارات الصغيرة للانبعاثات الملوثة
22 يونيو 2008 01:22
تنتظر الهندية شويتا كوماري بفارغ الصبر طرح السيارة نانو الجديدة التي تنتجها شركة تاتا موتور في الأسواق في مومباي في وقت لاحق هذا العام· والسيارة نانو التي ستباع بنحو 2500 دولار سيكون سعرها أقل من نصف سعر أرخص سيارة موجودة في السوق الآن وسيكون في مقدور كوماري التي تعمل في مجال البرمجيات شراءها· وتقول كوماري التي تشارك زوجها في سيارته حالياً: ''سيمكنني توصيل أطفالي إلى المدرسة والذهاب إلى عملي ثم الذهاب للتسوق بارتياح أكبر''، لكن بعض خبراء البيئة يخشون من طرح مئات الألوف من السيارات الرخيصة في الشوارع الملوثة المزدحمة بالفعل في مختلف أرجاء العالم في السنوات القليلة المقبلة· وقال مساعد مدير مركز العلوم والبيئة في نيودلهي انوميتا رويتشودوري: ''في اطار السياسة الراهنة وإطار العمل التنظيمي سيكون طرح السيارات الصغيرة بمثابة كارثة''· ولكن صناع السيارات الذين يتطلعون بقلق لتراجع مبيعاتهم في أسواق الدول المتقدمة لا يرون ذلك، ويقولون إن السيارات الصغيرة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود تعد خيارا أقل اضرارا بالبيئة من سيارات الدفع الرباعي الرياضية الكبيرة التي تحرق كميات كبيرة من البنزين مع ارتفاع سعر النفط فوق مستوى 130 دولارا للبرميل ومع تزايد أعداد راكبي السيارات بسرعة كبيرة في أسواق صاعدة مثل الصين والهند وروسيا· وتقول شركة تاتا موتورز الهندية التي كشفت النقاب عن سيارتها الصغيرة نانو التي قوبلت باستقبال حافل في يناير إن أرخص سيارة في العالم تلتزم بأكثر المعايير البيئية صرامة وتصميمها يوفر أعلى كفاءة في استهلاك الوقود إذ تسير 20 كيلومترا بكل لتر واحد من البنزين· والسيارة التي تباع لدى الموزعين بسعر مئة الف روبية (2330 دولارا) ستكون انبعاثاتها من العادم داخل إطار المسموح به في الهند، وتقول ''تاتا موتورز'' في موقع السيارة الجديدة على الانترنت إنها أقل تلويثا للبيئة من الدراجات النارية· وقال العضو المنتدب للهند في شركة جيه·دي باور لمنطقة اسيا والمحيط الهادي موهيت ارورا: ''القلق يتعلق أساسا بالعدد''، وأضاف ''قد تكون اكثر كفاءة في استهلاك الوقود من السيارات الأكبر لكنها ستبعث الكربون وأكسيد النيتروجين·· وهذا عامل قلق قائم''· والأرقام مذهلة، فمازال ثمانية فقط من كل ألف في الهند يملكون سيارات، بينما يصل المعدل في الصين إلى نحو 20 من كل ألف وفي اليابان والولايات المتحدة يملك نحو 450 من كل ألف سيارة خاصة· وكل يوم تضاف نحو 17 الف سيارة جديدة إلى شوارع الصين المكدسة بالفعل في حين من المتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات في الهند بنحو 50% على مدى ثلاث سنوات· والهند من الدول التي حققت السبق في مجال انتاج السيارات منخفضة التكلفة وتبذل ما في وسعها للترويج لالتزامها بالمعايير البيئية، وتقول شركة باجاج أوتو الهندية لصناعة الدراجات النارية إن سيارتها التي يبلغ سعرها 2500 دولار والتي ستنتجها بالاشتراك مع رينو ونيسان موتور تهدف لتحقيق معدل كفاءة في استهلاك الوقود يبلغ 30 كيلومترا للتر أي ضعف المتوسط في السيارات الصغيرة وانبعاثات عادم بمعدل مئة جرام للكيلومتر· وقال راجيف باجاج العضو المنتدب للشركة: ''هذا سيجعلها متفوقة على السيارات حتى في الاتحاد الأوروبي الذي يرغب في خفض انبعاثات العادم إلى 120 جراما للكيلومتر (اعتبارا من عام 2010) ومعدل 180 جراما للكيلومتر الذي تدافع عنه الهند''، والطاقة الانتاجية الأولية لمشروع باجاج ستبلغ 400 الف وحدة في حين تتوقع تاتا طلبا قدره مليون وحدة على السيارة نانو· وأبدت شركات السيارات المنافسة مثل فيات وجنرال موتورز وفورد موتور وهيونداي وتويوتا موتور اهتمامها بانتاج سيارات صغيرة تكون في متناول المستهلكين من الطبقات المتوسطة في الأسواق الناشئة· وقال ارورا من جيه·دي باور: ''النمو يتركز في الأسواق الناشئة والنسبة الأكبر من الطلب هناك على السيارات الصغيرة لأن الناس هناك أكثر حساسية لأسعار الوقود''، لكن لا تقبل جميع الشركات على انتاج السيارات الصغيرة فشركة هوندا موتور أكبر مصنع في العالم للدراجات النارية لا تبدي اهتماما يذكر بإنتاج سيارات مثل نانو· وقال الرئيس التنفيذي للشركة تاكيو فوكوي للصحفيين في طوكيو في الفترة الأخيرة: ''لا أرى ميزة في هذا النوع من السيارات··· في الهند الطرق مزدحمة للغاية فمن الأسهل والأسرع ان تقود دراجة نارية هناك''، وتقود هوندا وتويوتا الطريق في مجال انتاج المحركات المزدوجة التي تعمل بالبنزين والكهرباء ويقول بعض خبراء البيئة إن الجهود يجب أن تتركز على خفض تكلفة هذه التكنولوجيا· وتتوقع جنرال موتورز اطلاق سيارة شيفروليه فولت التي تعمل بالكهرباء في عام ،2010 وتقدمت تاتا موتورز التي تعمل مع شركة فرنسية على استخدام الهواء المضغوط كوقود بطلب للاشتراك في مسابقة للسيارات المتطورة قيمة جوائزها عشرة ملايين دولار لإنتاج أول سيارة قابلة للانتاج على نطاق واسع بمعدل كفاءة يعادل 42 كيلومترا للتر· وقال نيكولاس ستيرن مؤلف تقرير عام 2006 عن التكاليف الاقتصادية لظاهرة الاحتباس الحراري: ''الهند لديها سمعة طيبة في التوصل إلى حلول بتكاليف غاية في الانخفاض''، وقال في زيارة لمومباي هذا العام: ''في الغرب ليس لدينا اتجاه مماثل لإيجاد حلول غير مكلفة''، وأضاف ''الكثير من التكنولوجيات معطلة الآن لدى المصنعين إذ أنه من الأسهل اقناع المستهلكين بشراء سيارة كبيرة عن شراء سيارة أصغر حجما وأقل اضرارا بالبيئة وأكثر تكلفة''·
المصدر: مومباي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©