الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل و«حزب الله»: عودة أجواء الحرب

إسرائيل و«حزب الله»: عودة أجواء الحرب
18 أغسطس 2009 23:29
تدور بين إسرائيل وخصمها اللدود، «حزب الله»، حرباً كلامية مستعرة، مؤججة المخاوف من اندلاع مواجهة أخرى دامية بين العدوين اللذين تصادما في معركة مدمرة في العام 2006 انتهت دون أن تُحسم نتيجتها، ففي خطاب مهم ألقاه زعيم الحزب حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي بمناسبة مرور الذكرى الثالثة على انتهاء حرب 2006 بين الطرفين أوضح الزعيم الخطوط العريضة لاستراتيجية الحزب الرامية إلى الدفاع عن لبنان وردع إسرائيل عن شن هجوم آخر، حيث رد على التهديدات التي أطلقتها إسرائيل بتسوية قرى الجنوب اللبناني أرضاً وتدمير البنية التحتية بتوعده بضرب تل أبيب إن استهدفت إسرائيل بيروت، أو ضاحيتها الجنوبية التي يتخذها «حزب الله» مقره الرئيسي. وفي معرض رده على التهديدات الإسرائيلية، قال نصر الله: «إننا قادرون على ضرب أية مدينة، أو بلدة في عموم إسرائيل»، معتبراً التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين في الدولة العبرية والتي يتوعدون فيها الحزب بأنها مجرد حرب نفسية، مضيفاً: «عندما يتحدث الإسرائيليون كثيراً، فذلك يعني أنهم لن يفعلوا شيئاً، لكن عندما يلتزمون الصمت مثل الأفعى يتعين علينا توخي الحذر»، وجاء خطاب نصر الله الذي نُقل بالفيديو مباشرة وأذيع أمام حشد من المؤيدين الذين كانوا يلوحون بأعلام الحزب في أعقاب سيل من التهديدات المتبادلة بين إسرائيل والحزب استمرت طيلة الشهر الماضي. فمنذ أواسط شهر يوليو الماضي، بدأت تلوح في الأفق نذر الحرب عندما سُمع دوي انفجارات تسبب فيها مخبأ للأسلحة قيل إنها تعود إلى «حزب الله» بإحدى القرى الواقعة في أقصى الجنوب اللبناني، وهو ما يبدو، حسب مراقبين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أنه مدفوع بالخوف من اتخاذ الطرف الآخر لأي تحرك أكثر منه رغبة في شن هجوم على إسرائيل. فقد أوضح «ميلوس شتروجر»، مستشار بارز لقوات حفظ السلام الأممية المعروفة باسم «يونيفل» أنه «خلافاً للحديث الجاري حالياً، فإن الواقع على الأرض يظل هادئاً بصفة عامة، وفي جميع اتصالاتنا مع الأطراف كافة يشددون على مصلحتهم في التمسك بوقف إطلاق النار». وفي إسرائيل، عكست وسائل الإعلام مخاوف البعض من أن يكون «حزب الله» بصدد التخطيط لشن هجمات على إسرائيل انتقاماً على اغتيال قائده العسكري البارز «عماد مغنية» في حادث انفجار سيارته بدمشق خلال شهر فبراير الماضي. ومع أن أحداً لم يعلن مسؤوليته عن الاغتيال، إلا أن «حزب الله» سارع مباشرة إلى اتهام إسرائيل، وتأتي هذه المخاوف بعدما أشارت مجموعة من التقارير إلى إجهاض سلسلة من عمليات الانتقام الموجهة ضد أهداف إسرائيلية في آسيا الوسطى وأفريقيا. وألقت هذه التحذيرات الإسرائيلية بأجواء من الشك على الموسم السياحي الذي يبدو إلى حد الآن مزدهراً في لبنان بعدما سجل توافد أكثر من مليون سائح خلال شهر يوليو الماضي لبلد لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة. ففي إطار الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة التي يطلقها الطرفان، نعت الرئيس الإسرائيلي «شمعون بيريز» الحزب بأنه «لعنة» حطت على لبنان واتهمه «بتدمير» البلاد وجلبه لـ«كارثة» بسبب ارتهانه لإيران، وكأن ذلك لا يكفي لتوتير الجو صرح وزير الدفاع الإسرائيلي في الأسبوع الماضي بأنه في الحرب القادمة ستقوم إسرائيل بقصف البنية التحتية اللبنانية، وهو ما رد عليه «شيخ هشام صفي الدين»، المسؤول الكبير في «حزب الله» بأنه لو أقدم «باراك» على أي «عمل طائش» في لبنان، فإن حرب عام 2006 ستبدو «كنزهة لنا» مقارنة بما سيجري في الحرب القادمة. وفي المقابل، لم يحاول «حزب الله» إخفاء أنه أعاد تسليح نفسه، أو تطوير قدراته العسكرية تحسباً لأي صراع قادم، ففي حوار أجرته صحيفة «ساينس مونيتور» مؤخراً مع «شيخ نعيم قاسم»، نائب زعيم الحزب أكد أنه تم استيعاب الدروس من الحرب السابقة وأن الحزب «يحضر نفسه حالياً في حال شنت إسرائيل أي هجوم على لبنان ليكون على أهبة الاستعداد لرد العدوان»، مضيفاً: «ان حزب الله اليوم أفضل حالاً مما كان عليه في السابق، وإذا كان الإسرائيليون يعتقدون أنهم سيلحقون الضرر بنا، فإننا قادرون أيضاً على إلحاق الضرر بهم». أما «داني أيالون»، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، فقد وسع من النطاق الجغرافي لتهديدات الدولة العبرية، حيث حذر من أنه «إذا لُمست شعرة واحدة من الممثلين الدبلوماسيين لدولة إسرائيل في الخارج، أو أي مواطن إسرائيلي حتى وإن كان لا يشغل منصباً رسمياً، فإننا سنعتبر (حزب الله) مسؤولاً». ويرجع هذا التصعيد الكلامي الخطير بين «حزب الله» وإسرائيل إلى أواسط شهر يوليو الماضي عندما هزت سلسلة من الانفجارات القوية بلدة «خربة سالم» بالجنوب اللبناني التي تبعد عشرة أميال فقط عن الحدود الشمالية لإسرائيل والتي يُعتقد أن السبب يعود إلى مخبأ للأسلحة يملكه «حزب الله»، هذه التفجيرات التي عززت مخاوف المسؤولين الإسرائيليين من أن الحزب يقوم بتجميع السلاح وإخفائه في القرى الجنوبية، مخالفاً بذلك القرار الأممي رقم 1701 الذي يحظر ذلك، لكن «حزب الله» ينفي علاقته بالأسلحة، مؤكداً أنها ذخيرة من مخلفات الجيش الإسرائيلي خلال حرب العام 2006 ومذكراً في الوقت نفسه بأن إسرائيل هي من تخرق وبشكل يومي القرار الأممي بانتهاكها المتكرر لسيادة لبنان وتحليقها فوق أجوائه. نيكولاس بلاندفورد - لبنان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©