تشاجر الآباء ينعكس على الأبناء

يتشاجر بعض الآباء، للأسف الشديد، أمام الأبناء دون النظر للنتائج السلبية المترتبة على ذلك، والآثار المستقبلية خاصة على شخصية الأبناء، وما قد ينقلونه من هذا السلوك غير المقبول إلى المجتمع بدلاً من المواقف السلوكية المقبولة التي يتفاعلون بها مع المجتمع، لأن المظاهر غير المقبولة قد تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية والصحة النفسية من خلال فهمهم الخاطئ لطبيعة العلاقات الأسرية بين الآباء· لذا من الأمور التي على التربويين والمختصين من ذوي العلاقة، التأكيد على توجيه الآباء عن طريق وسائل وطرق مختلفة تتضمن أساليب علمية مدروسة ودقيقة عن الكيفية التي يمكن من خلالها التفاهم بين الآباء في المشاكل التي تواجههم بعيداً عن الأبناء· وللأسف الشديد، يعتقد بعض الآباء أن الشجار فيما بينهم والذي يتطور أحياناً في بعض الأسر ليصل إلى مستوى الاعتداء والضرب خاصة من الأب، لا يؤثر على الحالة النفسية للأبناء على أقل تقدير على الرغم من إظهار هؤلاء الأبناء لمظاهر سلوكية تدل على تأثرهم بهذا الشجار كالبكاء أو الصراخ أو الكآبة أو الانطواء· لذا علينا نحن كآباء أن نتبع السلوك القويم والجيد خاصة أمام الأبناء لأنهم يقومون دائماً بتقليد ومحاكاة الكبار وبالذات الآباء والأمهات، وإذا كان هذا السلوك غير مقبول، تكمن هنا الخطورة مما يتطلب من الآباء أن يحرصوا أشد الحرص على نقل العادات والمظاهر السلوكية المقبولة من المجتمع إلى أبنائهم، كما أن هذا الأمر يتطلب من التربويين أن يلاحظوا المظاهر السلوكية المختلفة للأطفال لاسيما في المراحل الدراسية المبكرة لتشخيص غير المقبول منها، أو التي تدل على أخطاء تربوية لغرض معالجتها تربوياً كي لا تنتقل إلى الأطفال الآخرين· حمدة خالد