السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كشخة الشباب» بين التقليد «المرضي» والتفاخر بشراء الماركات العالمية

«كشخة الشباب» بين التقليد «المرضي» والتفاخر بشراء الماركات العالمية
17 مارس 2013 20:04
هناء الحمادي (أبوظبي) - يتخذ بعض من الشباب «الأناقة» شعاراً لحياتهم، ويصنفون في المحال التجارية على أنهم زبائن «درجة أولى»، حيث يرون أن تقديرهم يتحدد بما يملكونه من كل ملابس جديدة وساعات ونظارات من ماركات عالمية وأحدث الهواتف النقالة، وبعضهم يتبع خطوط الموضة لحب التقليد والتفاخر، لينتهي بهم المطاف إلى فواتير ذات مبالغ طائلة. وفي تعليقه على هذا الموضوع، يقول هارون النعميمي موظف إن من أهم الأسباب التي تدفعنا نحو الاستهلاك الترفي، هو الحرص على التبديل المتكرر والتجديد غير المبرر، سواء كان للهواتف أوالأجهزة، وهناك أيضا الكرم الذي تخطى الكرم «الحاتمي» بمراحل كبيرة تصل إلى درجة المبالغة بشكل جنوني، منتقداً حب المظاهر وما يطلق عليه «الفشخرة»، حتى أصبحنا نشعر برغبة ملحة ودائمة في الاستهلاك والشراء. إسراف يبدو الإسراف غير المبرر بين الشباب واضحاً عند أصدقاء طالب عبدالله، موظف، حيث يقول إن الشباب اليوم يهدر أمواله، على أشياء غير ضرورية، وضرب مثالاً على صديقة الذي يسرف بشكل جنوني علي الملابس ذات الماركات العالمية كل شهر وقد تصل فاتورته الشرائية إلى أكثر من 5000 دراهم وقد يتعدى ذلك أحياناً أكثر، وكل ذلك من أجل «الكشخة». وأرجع السبب في ذلك إلى أن الشباب يتباهون بالثمن الغالي للسلعة أمام الأصدقاء والأهل، وأن مثل هذه التصرفات تدل على درجة كبيرة مـن الإسـراف والتبذير وعدم الوعي. وأن هناك نظرة خاطئة لدى البعض الذين يعتبرون الإسراف من باب الكرم، والاعتدال في الإنفاق يدخل في إطار البخل. واستغرب سالم خليفة المرزوقي، طالب، ممن لا يعيرون للأموال قيمة واهتماماً ومن ثم يتمادون في التبذير والإسراف، مؤكداً أنه من غير المعقول أن يعمل المرء ويتعب ويكد طوال الشهر، وحين تسلمه الراتب ينفقه بلا وعي على سلع غير معمرة. ورغم أن بعض المحال التجارية ترفع الأسعار، فإن الإقبال يزيد وبشكل كبير على السلع والبضائع من قبل الشباب، حباً في «الكشخة» غير المبررة. صورة متوازنة ويعد خالد حميد فكري 30 عاماً، أحد الذين ينفقون على الكشخة بصورة متوازنة، وأرجع سبب انتشار التبذير على المظاهر والكماليات لدى الشباب إلى عدم الوعي الكافي لديهم، فينجرفون وراء المظاهر والمغريات، بسبب استغلال تلك المحال للشباب لأنهم يمشون وراء المظاهر. ومن وجهة نظر محمد يوسف، موظف، فإن الحياة العصرية هي التي فرضت على الشباب هوس المظاهر والشراء من دون حدود، وأن الموضة وتطوراتها السريعة لم تدع أي فرصة للتريث أو التفكير، فكان الاهتمام بالتجميل والملابس، وأن الموضة هي المتهم الأول في إسراف الشباب وعدم قدرتهم على التوفير. ويتفق محمد البلوشي مع أن الكثير من الشباب يقومون بشراء ما يتفق مع رغباتهم، وكل منهم يحكمه عقله في عملية الشراء، فالبعض قد لا يستطيع شراء شيء، لكن عندما تتوافر له المادة في وقت لاحق، فإنه يقوم بشراء ما كان يريده، وذلك لإحساسه بأنه قام بتعويض النقص الذي لديه، مطالباً أولياء الأمور بتعليم الشباب منذ الصغر عدم شراء ما ليسوا بحاجة إليه، لأن الوقوع في مثل هذه السلوكيات يؤدي إلى تدمير مستقبل الشباب. مستوى المعيشة وعن وجود هذه المسألة بين شبابنا، قال الخبير الاقتصادي والأستاذ في جامعة الإمارات، الدكتور محمد العسومي إن البعض يعيدها لتحسن الظروف المادية وارتفاع مستوى المعيشة، وإن هناك الكثير من السلوكيات الشرائية للمستهلكين تؤكد وجود ما يعرف بالمحاكاة والتقليد والاستهلاك التفاخري، وهذا النوع من الميول لاستهلاك السلع، لا للحاجة الحقيقية لهذه السلع، لكن رغبة في إشباع حالة نفسية وعقدة شخصية لدى بعض الفئات الاجتماعية من ذوي الدخل المتوسط، ما يؤثر سلبا على ميزانيتها، لأن تلك السلوكيات تبدد طاقات اقتصادية لا جدوى من ورائها، مشيراً إلى نقطة أكثر أهمية تدفع الشباب للاستهلاك وهي أن الكثير من التجار وأصحاب السلع يستعملون أنواعاً من الوسائل والأساليب التي تشجع على شراء سلعهم وخدماتهم، في جذب أكبر عدد من المشترين. الوعي يرى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماع بجامعة الشارقة الدكتور أحمد عموش أن العوامل النفسية هي الأسباب التي تكون وراء إسراف وتبذير الشباب على المظاهر والكماليات، وأن البعض من هؤلاء الشباب لديهم هوس غير طبيعي باقتناء الجديد من السلع والأشياء والكماليات من دون مبرر ومن غير احتياج حقيقي، مرجعاً السبب في ذلك إلى الشعور بالنقص لدى البعض، والذين يحاولون تعويض فراغهم النفسي أو العاطفي بالشراء واقتناء الأشياء. وبخصوص حب المظاهر، أوضح أن صفات المباهاة والافتخار تلازم الكثير من الناس في مجتمعاتنا بسبب عدم الإحساس بالمسؤولية الحقيقية وعدم الوعي الكامل بأهمية التوفير، إضافة إلى الرغبة في تقليد الآخرين ومحاولة الظهور في صورة مزيفة تخالف الواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©