الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2008 عام انتصار اللغة العربية

2008 عام انتصار اللغة العربية
22 يونيو 2008 01:33
عبارات كثيرة درجت على الألسن ودخلت قاموس العربية الحديث لاستعمالها اليومي، وذلك بسبب فئات غالباً مَّا تكون ''وافدة'' مضطرة إلى حفظ وترداد كلمات وعبارات ''عربية'' تحت ضغط الحاجة، ومن تلك العبارات الرائجة والمستخدمة: ''خلّي يولّي''، ''ما في معلوم''، ''واجد زين'' ''سيم سيم''··· وغيرها الكثير· لكنها تبقى دخيلة نافرة ومضحكة أحياناً· - روح نادي سياحي؟ - وين في نادي سياحي؟ أنا ما في معلوم· - ما تعرف النادي السياحي؟ انزين، أنا بخبرك وانت سير، روح على طول· - شو هذا كلام، إنت ما يعرف عربي؟ - طيب، روح سيدا؟ - هدا طريق مال سيدا واجد زحمة، أنا ما يروح هناك؟ - زين مشكور، إنت ينزل هنا! بهذه الكلمات ''العربية'' الركيكة يجري الحوار في معظم سيارات الأجرة داخل الدولة، حتى أن البعض يرى أن التحدث باللغة ''الإنجليزية''، مع غير العرب، أفضل من استخدام اللغة العربية، لأن هذا يعني استخدام لغة أخرى جديدة لها قواعد مختلفة عن قواعد العربية التي درستها في بطون الكتب، تخضع لقواعد أخرى وضعها سائقو ''التاكسي'' والخدم والعاملون في البقالات وغيرهم من الجنسيات الأجنبية الموجودة بأعداد كبيرة في الدولة· المظاهر الواقع أن الاستخدام المشوّه للغة العربية في منطقة الخليج عموماً من جانب غير العرب، ليس وليد اللحظة، وإنما هو إرث قديم يبلغ عمره عشرات السنوات، منذ وطئت أقدامهم هذه الأرض للعمل· وطوال السنين الماضية كرّسوا كلمات ومصطلحات أصبحت دارجة ومستخدمة حتى من قبل الخليجيين أنفسهم· ولكي تستطيع أن تتحدث وتتفاهم مع أحد هؤلاء ممن لا يجيدون الإنجليزية، وهم كثر، فما عليك إلا أن تكسّر لغتك العربية مثلما يفعلون· يقول باسم السامرائي: ''عجيبة هي اللغة التي يتحدث بها الأجانب في الخليج، إنها مزيج من العربية على الطريقة الآسيوية، وحتى تستطيع أن تتفاهم مع سائق ''التاكسي'' مثلاً عليك أن تلوي لسانك ليستطيع أن يفهمك، والمضحك أنه إذا لم يفهم كلامك فإنه ينعتك بأنك لا تعرف العربية!''· ''المشكلة أكثر خطورة عند الأطفال الذين ''يتشربون'' هذه ''اللغة'' الجديدة منذ طفولتهم، إذ يمضون فتراتٍ طويلةً مع الخدم، فينشأون على لغة عربية ركيكة مملوءة بالأخطاء''· هكذا، تقول فاطمة يوسف، ''وبدلاً من أن يقول الطفل، على سبيل المثال: ''هذه لي''، فإنه يقول: ''هاي مال أنا''، وبدلاً من ''أريد'' يقول ''أنا يريد''· وتزداد خطورة الظاهرة عندما تجد الأطفال يتحدثون فيما بينهم بهذه الركاكة التي تكبر مع الطفل، فيصبح وكأنه أجنبي تعلّم العربية حديثاً، بينما الأهل لا يكترثون''· ويقول محمد أكرم، أستاذ اللغة العربية في إحدى المدارس الخاصة: ''إضافة إلى مشكلة العربية الركيكة، نجد ضعفاً عامّاً لدى الطلاب العرب في اللغة العربية، إذ يدرسون في مدارس تطبق المناهج الغربية، فتزيد الطين بلة، ويصبح الطالب العربي أسير اللغة الإنجليزية في المدرسة والعربية الركيكة في الشارع، ويعيش في أسرة تفضل التحدث معه بغير اللغة العربية لاعتبارات مختلفة من أهمها المظاهر''· حماية اللغة يعترف الدكتور رضوان الدبسي، المدير التنفيذي لجمعية حماية اللغة العربية في الإمارات، بحقيقة وجود الظاهرة على أرض الدولة، بحكم تعدد الجنسيات على أرضها والبالغ عددها نحو 200 جنسية من مختلف دول العالم· وإذ يبدي د· الدبسي الخوف والقلق على مستقبل اللغة العربية في الدولة، يبدي أيضاً تفاؤله بالمستقبل، ويعتبر أن ''إعلان عام 2008 عاماً للهوية الوطنية يصبّ في مصلحة تعزيز استخدام اللغة العربية، كما أن قرار مجلس الوزراء باعتمادها لغة رسمية في جميع المؤسسات الاتحادية في إمارات الدولة يعتبر انتصاراً لها أيضاً''· ويؤكد د· الدبسي أن ''حماية اللغة هي مسؤولية مشتركة تتحملها الأطراف كافة، الأسرة والمدرسة والجامعة والأسواق والحياة العامة، وهو ما يتمثل بقول الرسول ''عليه الصلاة والسلام'': ''كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته''، فتعدد الجنسيات في الدولة أمر اقتصادي بحت يجب ألاَّ يؤثر كلية في لغتنا وتراثنا· فاللغة العربية بحاجة اليوم إلى تمكين أساليبها الصحيحة والفصيحة في مجالات الحياة كلّها، وأنا متفائل بأنها ستعود لغة التعليم في كل المستويات وحتى الجامعية، كما كانت من قبل وأنتجت العباقرة، وهنا أذكر مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: ''كانت العربية لغة العلوم والرياضيات والطب والسياسة، وظل الرياضيون والأطباء والمؤرخون المسلمون والعرب أساتذة الأساتذة، وفلاسفة الفلاسفة، ومعلمي المعلمين نحو ألف عام''· وأعتبر هذه المقولة بمثابة بزوغ فجر جديد لأمتنا، ولينطلق كل واحد منا تجاه مسؤوليته للغته لكونها غنية ومقدسة، ولا يؤثر فيها أي شيء حتى ''العولمة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©