الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطَّرق يبدد وَحشة الليل

الطَّرق يبدد وَحشة الليل
22 يونيو 2008 01:36
تشكّل البوادي بامتدادها واتساعها ومصافحتها لخط الأفق، وعناقها للشمس في النهار، ومسامرتها القمر والنجوم في الليل، باعثاً على التأمل والشجن، وإطلاق الشعر والأغاني والمواويل في محاكاة لأوجه الطبيعة التي تبدو شاهدة على ذهب الرمال· إنما هذا الذهب المتحرك، ليس وحده اللامع في البادية، فهو يحرّك قصائد ومشاعر تلمع في ذهن البدوي فيطلقها في المدى خلال ترحاله الطويل فوق ناقته سعياً للرزق، أو أثناء رحلته القصيرة مع رفاقه وإبلهم إلى مواقعها الرحبة الجميلة، للسمر معهم تحت ضوء قمرها· ومع أن تلك القصائد والأغاني، تنتمي في مجملها إلى ''فنون البادية'' وتحديداً فنون ''المسير الليلي والسمر فيها'' إلاّ أنها تختلف فيما بينها· وثمة فنون عدة تتقاسم فيها الرمال والإبل والليل الغناء مع الشاعر أو المغني ورفاقه· وفن ''الطَرق'' أحد أشهر هذه الفنون· وهو فن شعري جميل (قديم جداً ويكاد يندثر) وعنه يقول الشاعر عبد الله الشامسي، مدير مركز ''ملتقى شعراء العين الشعبي'': ''يعتبر فن ''الطَرق'' أحد أقدم وأجمل فنون الشعر الشعبي الذي عرفته معظم مناطق شبه الجزيرة العربية· وجرى تناقله في البوادي بين القبائل المرتحلة، فصور شعراء البادية حياتهم ويومياتهم عبر هذا الفن الذي يشترط هبوط الليل وسير الركبان، لينطلق تحت ضوء القمر مبدداً وحشة المكان''· ويضيف الشامسي: ''يجدر التنويه إلى أن مفردة الطرق التي يتداولها الشعراء تعني ''البحر الشعري''، وهو مختلف كلياً عن فن الطرق الذي يلتزم نظمه ببحر قصير واحد، يتناول غالباً أغراض الغزل والشوق وأيضاً الفراق عن المضارب وصعوبة الحياة· ويتم ترديده أو إنشاده كما المواويل أو الزجل· ويمكن أن يردده صاحب صوت جميل أو أكثر، شريطة أن يتمتع بصوت قوي وشجي ومؤثر، سواء كان من نظمه أو أبيات شهيرة متداولة''· يقول أحد الشعراء في طرق شعري: ثـــوب جبيب اكســـــوني اتــــروز ولا ابدنــــــــه باشــرخ صنايف ثوبي وبأبـــدل ثــوب عــــنه :
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©