السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العين.. مدينة صديقة للمشاة وبساط أخضر من البيئة الحضرية المستدامة

العين.. مدينة صديقة للمشاة وبساط أخضر من البيئة الحضرية المستدامة
18 مارس 2013 00:26
يعود تاريخ مدينة العين إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وتعد كبرى مدن المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي، وتعتبر مركز التراث الثقافي لدولة الإمارات، حيث يقطنها ما يزيد على 800,000 ألف نسمة حسب تقديرات عام 2009م، وهي مدينة تهتم بتأصيل القيـم المعمارية والتخطيطية، كما تدعم التراث العمراني العربي، وهذا يظهر جليا في مدى تطور الأعمال والمشروعات في إطار منظومة الحفاظ على الهوية العمرانية العربية والإسلامية، كما تميزت مدينة العين بمشاريعها في مجال التشجير وتخضير المدينة، حتى أصبحت من المدن الصديقة للبيئة، وللمشاة أيضاً. (العين) - مدينة العين هي منطقة حارة جرداء صحراوية غير مطلة على أي مسطح مائي، ومحاطة بالكثبان الرملية الحمراء والجبال من جميع الجهات، هذا ما كانت عليه المدينة في الماضي وفقاً لما يقوله الدكتور مطر محمد النعيمي، مدير عام بلدية العين، موضحاً أن المدينة شاركت في الدورة الحادية عشرة لجائزة منظمة المدن العربية، والتي تمتد من عام 2010 وحتى 2013، موضحا أن العين تسقط عليها كميات قليلة من الأمطار، وتعرف هذه المنطقة تاريخيا باسم واحة العين، وتعني «ينبوع الماء»، وذلك لقهرها المناخ الصعب والطبيعة الجغرافية القاسية، وتحولها من صحراء جرداء إلى حديقة غناء، تزخر بالواحات والحدائق والطرق المحفوفة بأشجار النخيل الباسقة. تخطيط حديث متكامل وتعد مدينة العين، على حد قول النعيمي، نموذجا للتخطيط الحديث المتكامل، حيث ينعم فيها الزائر بروح البيئة العربية الفريدة المحافظة على الأصالة والتراث، والمناخ في المدينة حار إلى معتدل، مع هطول القليل من الأمطار، ونظرا لانخفاض معدل الرطوبة تعتبر مدينة العين الملاذ المحبذ للزائرين داخل الدولة في فصل الصيف. واليوم أصبحت المدينة مقسمة لخمس قطاعات، ومن أبرز مهام هذه القطاعات إدارة أنشطة التخضير، وزراعة الغابات العامة وتجميل وتشجير المواقع المختلفة، وأيضا تقديم الخدمات الاجتماعية والبيئية الرئيسية في الحدائق العامة ومناطق الترفيه. كما تم تشكيل إدارة للحدائق والمتنزهات الترفيهية في كل قطاع من القطاعات الخمس لتحقيق هذه المهام، وتقوم هذه الإدارات بتقديم خدمات للمناطق التابعة لمدينة العين، وتعمل على تصميم وتنفيذ وصيانة الحدائق والزراعات التجميلية بالمدينة، بالتعاون مع استشاريين ومقاولين مختصين في هذا المجال، وقد حرصت على تأهيل الكوادر الوطنية واستقطاب الخبرات للرقي بمستوى عمل الإدارات، وذلك تماشيا مع الخطة التطويرية لمدينة العين حتى عام 2030، ومع الخطة الإستراتيجية لبلدية مدينة العين. وتتعاون إدارات الحدائق والمتنزهات الترفيهية مع استشاريين عالميين في مجال تصميم الحدائق والزراعات التجميلية، للإشراف على تنفيذ مشاريع التخضير والتجميل في المدينة، رغبة من الإدارات في تطبيق أفضل الممارسات العالمية، في مجال التصميم وإعطاء طابع مميز للمدينة، وتبادل الخبرات العالمية في هذا المجال، ما ينعكس إيجابيا على الكوادر الوطنية بالتعامل مع هذه الخبرات، وإدخال مفاهيم وعناصر ومواد جديدة ومستحدثة في مجال الزراعات التجميلية والحدائق، لتعطي أبعادا جديدة للمدينة وتخرج عن المفهوم التقليدي. بيئة حضرية مستدامة كما تتعاقد إدارات الحدائق والمتنزهات الترفيهية مع مقاولين مختصين في هذا المجال، للقيام بتنفيذ أعمال الصيانة الدورية وتنفيذ أعمال التطوير والتجديد وفق المواصفات العالمية، حسبما قال النعيمي، موضحاً أنه تم وضع أفضل الممارسات في هذا المجال، والذي من شأنه أن يصب في رفع الكفاءة والإنتاجية، وتوفير 50% من التكاليف التشغيلية للمشاريع، مع إدخال أحدث التقنيات في مجال الري وإيجاد حلول إبداعية للتعامل مع المعوقات، وتتعاون وتتكاتف هذه الجهات للوصول لأفضل النتائج والرقي بمظهر المدينة، وتطلعات قاطنيها وكذلك السائحين. واليوم ترتكز مشاريع أعمال التجميل الطبيعي في بلدية مدينة العين، في إطار الخطة الإستراتيجية وأولوياتها القائمة، مع العمل على تحقيق التنمية المستدامة، كما أنها تساهم في خلق تمازج بين رؤية وسياسة البلدية الرامية إلى تحسين خدماتها في هذا المجال، والارتقاء بها وإفساح المجال لأهالي المدينة لممارسة الأنشطة المختلفة في الشوارع والمنتزهات، ووفقاً للخطط الموضوعة للتخضير في مدينة العين، وضعت بلدية مدينة العين من ضمن أولوياتها توفير الحدائق والمتنزهات الترفيهية، في الخطة الإستراتيجية والتي تعمل على خلق بيئة حضرية مستدامة، قابلة للمعيشة وجاذبة تقدم كل ما يلزم المجتمع من الخدمات، وإرساء قواعد البنية التحتية في الوقت المناسب. الزراعات التجميلية وتعد الحدائق والمتنزهات الترفيهية من أهم المعالم السياحية التي تميز مدينة العين، وتجعلها في مصاف المدن العالمية التي تشتهر بحدائقها ومرافقها الترفيهية، وينفرد بعضها باحتضان أشهر الآثار والقلاع والحصون التاريخية، كما تضم في جنباتها الأشجار الوارفة والمسطحات الخضراء الواسعة والزهور الموسمية بألوانها، وهناك النوافير التي تبهر الناظرين بأشكالها وألوان مياهها الزاهية، وهي تضفي على الحدائق منظرا جماليا مميزا، كما تضم العديد من الألعاب الترفيهية والملاعب. هذا ما أوضحه النعيمي، ويقول: رؤية مدينة العين هي الالتزام بزيادة المساحة الخضراء ورفع معدل نصيب الفرد منها، حيث تتم عمليات التوسع في الرقعة الخضراء وفق آلية دقيقة، تشمل عملية مسح المناطق التي تحتاج إلى تطوير، مع توفير خطوط الخدمات الرئيسية في المنطقة، واستصلاح وتطوير الأراضي الزراعية والاستفادة من الظروف المناخية، والإمكانيات المتاحة لاستدامة المناظر الطبيعية والخلابة في المجتمع، رغبة منها في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال وإعطاء طابع مميز للمدينة، وخلق فرص لتبادل الخبرات العالمية، مما ينعكس إيجابيا على الكوادر الوطنية بالتعامل مع هذه الخبرات، وإدخال مفاهيم وعناصر ومواد جديدة ومستحدثة في مجال الزراعات التجميلية والحدائق. حدائق بلا أسوار ويرى النعيمي، أن المطّلع على تاريخ مدينة العين وواحاتها الخضراء، يرى عزم المدينة القوي، والمستمد من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهات القيادة الرشيدة واهتمامها المستمر للمضي قدما في نشر البساط الأخضر، والمحافظة على عناصر البيئة الطبيعية والتنمية المستدامة لها، لذا جاءت مشاريع التخضير والتشجير من ضمن أولوياتنا وأبرز اهتماماتنا، حيث أصبحت المسطحات الخضراء بأنواعها وأشكالها من حدائق وأحزمة خضراء، وساحات عامة جزءا لا يتجزأ من كيان مدينة العين وأساسها. واليوم تعد الأشجار والحدائق رئة المدينة التي تتنفس بها، كما أصبحت العين منتجعا سياحيا للسكان والسائحين، فالحاجة إليها ليست حاجة إلى وحدة جمالية أو تكميلية فحسب، إنما هي ضرورة ملحة ورئيسية، ومن هنا جاءت تطلعاتنا لجعل مدينة العين مدينة خضراء. ومن المشاريع التخضيرية تلك الحدائق التي بلا أسوار، في نفس الوقت الذي حرص فيه المسؤولون على إنشاء حدائق ترفيهية ذات أسوار مخصصة للسيدات والأطفال، لتمكنهم من مزاولة الرياضة أو عمل أنشطة مختلفة من محاضرات وفعاليات تثقيفية في خصوصية وراحة. كما تم إنشاء حدائق بلا أسوار للعامة، لتسهل على الناس الوصول للحديقة من عدة اتجاهات فهي غير مخصصة بمدخل معين، وبدون أي حواجز موضوعة، وتشجع على مزاولة الرياضات المختلفة، ما يعزز المنظر الجمالي العام للمدينة، فهذه الحدائق المفتوحة غير المسورة تولي الزائر والأفراد مسؤولية الحفاظ على مساحاتها ومرافقها المتنوعة، كونها مسؤولية الجميع، حيث تساهم في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في ارتياد الحدائق لدى السكان، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية في المدينة، كما تم إعادة تصميم الطرق الداخلية المؤدية للحديقة، وزيادة ممرات المشاة فيها لتشجيع السكان القريبين من الحديقة لارتيادها مشيا على الأقدام. وفي السابق، كما يقول النعيمي، كان كثير من المواطنين يعزفون عن التوجه إلى الحدائق العامة، بسبب انعدام الأنشطة التي تقدمها الحديقة سواء كانت أنشطة تثقيفية أو ترفيهية أو رياضية، حيث إن الحدائق كانت تقليدية ولا تعمل على جذب المواطنين، إلى أن تم إعادة تخطيط الحدائق لتكون عنصر جذب حقيقي لكل الفئات العمرية والسنية، ومن ضمن الأفكار تم إنشاء مسارح في الحدائق بهدف تشجيع الطلبة والمدارس وذوي المواهب، لاستخدامها في التدريب وتقديم عروض مسرحية وفنية وثقافية هادفة. نسيج عمراني وبيئي يقول الدكتور مطر محمد النعيمي، مدير عام بلدية العين، إن مدينة العين أصبحت ترفع شعار «مدينة المشاة»، بعد أن بدأت بلدية العين في تطبيق خطط تستهدف توفير الخدمات، التي تدخل في نطاق اختصاصها والعمل على راحة سكان المدينة، والاستفادة مما تحقق خلال السنوات الماضية من تطور وازدهار في جميع المجالات، حتى أصبحت مدينة العين تضاهي أكبر المدن العالمية. ومن هذا المنطلق شرعت البلدية في الإعداد لجملة من المشاريع لإعادة تأهيل المدينة، من خلال توفير أرصفة وممرات المشاة لتصبح مدينة صديقة للمشاة، فالمشاريع التطويرية جاري العمل بها، وهي مستمرة لتحسين وتقديم الأفضل دائما، وإضافتها ضمن النسيج العمراني والبيئي، والتي تبعث أجواء المتعة والرفاهية، وتعد متنفساً لممارسة المشي والترويح عن النفس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©