توفي الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونج أمس عن 85 عاماً إثر إصابته بالتهاب رئوي نقل على أثره إلى العناية المركزة في 13 يوليو. وحاز جونج الذي تولى رئاسة كوريا الجنوبية في 1998 جائزة نوبل للسلام تقديرا لسياسته تجاه كوريا الشمالية.
وبفضل هذه السياسة المعروفة بسياسة «شعاع الشمس»، والمستوحاة من سياسة فيلي براندت للتقارب مع أوروبا الشرقية، حاز كيم في عام 2000 على جائزة نوبل للسلام. وتجسدت سياسته في جمع شمل العائلات المشتتة بين البلدين وإقامة تعاون اقتصادي متزايد بين الكوريتين اللتين انقسمتا اثر حرب كوريا (1950-1953). وكان كيم (1998-2003) أول رئيس لكوريا الجنوبية يزور بيونج يانج حيث وقع في 15 يونيو 2000 مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل إعلاناً مشتركا لتحسين العلاقات بين البلدين. ورغم فشله في احتواء سباق كوريا الشمالية النووي بقي كيم داي جونج حتى النهاية مقتنعا بضرورة المصالحة. وقال في آخر خطاب رئاسي «إنها أفضل طريقة لوضع حد للمأساة الوطنية وإعادة توحيد الوطن». ويتحدر كيم من عائلة فقيرة تعيش في جزيرة صغيرة قبالة ساحل كوريا الجنوبي الغربي. وبعد اقتحامه الساحة السياسية في الخمسينيات انتخب عضواً في البرلمان سنة 1961. وفي سن الـ45 هزمه الدكتاتور العسكري بارك شونج هو في الانتخابات الرئاسية سنة 1971 بفارق ضئيل. وبعد سنتين خطفه جهاز مكافحة التجسس الكوري الجنوبي في طوكيو التي لجأ إليها بعدما أعلن الرئيس بارك القانون العرفي. ونجا من إلقائه في قعر البحر ورجليه مكبلتين في الأسمنت بفضل تدخل وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه). وبعد عودته إلى كوريا تحت رقابة أمنية مشددة، حكم عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة إثارة اضطرابات سياسية قضى على أثرها 33 شهراً في السجن قبل الإفراج عنه لأسباب صحية. وبعد اغتيال الرئيس بارك سنة 1979 استأنف كيم نشاطاته السياسية. وسرعان ما استعادت مجموعة عسكرية يقودها شون دو هوان السلطة واعتقلت كيم قبل أن تحكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة. ولكن الضغط الدولي أدى إلى الإفراج عنه ونفيه إلى الولايات المتحدة، ليعود إلى بلاده سنة 1985 ويقود تظاهرات تطالب بالديموقراطية التي أرغمت الحكومة على تبني إصلاحات وتنظيم انتخابات رئاسية مباشرة فاز بها سنة 1998 ليبادر بانتهاج سياسة الانفتاح تجاه كوريا الشمالية.
عدد اليوم
