الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رومانصية هالبنية !

رومانصية هالبنية !
22 يونيو 2008 01:50
في حقيقة الأمر، هذا هو الجزء الثاني من المقال الذي لم يجهز بعد، لكنني آثرت أن أقدم لكم هذا المقال كوجبة ''سناك'' ''تقرمشون'' فيها إلى أن ينتهي الجزء الأول الذي ما زالت أعمال البناء فيه جارية على قدم وساق، خاصة بعد الغلاء الفاحش الذي يعم قطاع البناء، وبسبب هروب المقاول الخامس من مقاولي أفكاري الذين أتعامل معهم!· بعض الفتيات لا يعرفن من الدلال الأنثوي سوى كلمة أنثى في جواز السفر· وكأن الواحدة منهن ولدت ''تكملة عدد''، جاءت لتكمل حسبة والدتها التي ظلت تردد لسنوات: لو أن الله يرزقني بفتاة أمشط شعرها وألبسها ''فيونكة''، مع أنها لم تعرف شكل ''الفيونكة'' إلا في أول العام الدراسي ويوم العيد· أما في غير ذلك من الأيام فتقضي الخادمة نصف النهار وهي تجري في الحواري والأزقة بحثاً عنها ''لتحمِّمها'' بينما هي تتلذذ بتسلق الشجيرات ولا تستجيب إلا لصوت والدها المزمجر: ''فطوم أم كشة''!· كبرت فطوم وصغرت ''كشتها''· وصارت تمشطها وتغسلها بنفسها مع أنها أحياناً تتركها ''لتنتكش'' على شكل تسريحة الشجرة التي تردد أنها موضة الأوروبيات حالياً، بينما تقول أم فطوم إن هذه التسريحة سببها غلاء الأمشاط في أوروبا··· ''والله يديم الرخص في بلادنا''!· فطوم مجرد مثال لكثير من الإناث المشابهات لها في الصفات والشكل والمضمون· وجودهنَّ في العالم يسبب تكتلاً قوياً لانعدام الرقة ولظهور صفة جديدة هي ''الرومانصية'' التي لا تشابه الرومانسية إلا بالحروف· هذه الفتاة ليست مسترجلة -معاذ الله- لكنها خليط بين صفات الصبيان وشكل البنات· تراها في أوج ''كشختها'' تجر عباءتها الملونة بشتى الألوان وتحمل حقيبة غالية تملؤها السلاسل و''تلعلع'' بصوتها العالي مع البائع، وتزجر أخاها الصغير، وتسحب كتف أختها في وقت واحد· لا تثيرها ''الدباديب'' والورود ومنظر البحر، وتحب أفلام الأكشن وأغاني ''بالروغة''· وأعتقد - والله أعلم- أنها تحيا منذ صغرها على مبدأ: ''بيدي لا بيد عمرو''، وسأكسر يد ''حمّود'' و''خلّود'' وحتى ''نصّـور'' إذا حاولوا الاقتراب مني!· المصيبة أن فطوم ستتزوج، وأمها تحاول البحث لها عن عريس· وبعد أن تأكدت الأم أن فطوم لو لم تكن ابنتها لما فكرت أبداً أبداً بخطبتها لأي شخص من أسرتها· قررت أن تجلس معها لتقنعها بتغيير أسلوبها في الحياة، وقالت لها: ''أي بنية، لقد بلغتِ من العمر عتيا، ولم يطرق بابنا لخطبتك شيخ ولا صبي، أما وأني ووالدك مللنا الوضع، وبدأنا الجزع، وصرنا لا نخاف عليك من العنوسة، لكننا نخشى من جلستك الكئيبة العبوسة، أن تبقى معنا طوال العمر، ونقابل وجهك أبد الدهر، فقد رأيت أن أحدثك، وأفهمك وأخبرك، أنك تفتقدين الأنوثة، وأن عليك تعلم طبخ ''البسبوسة''، ولبس الملابس الجميلة، وارتداء ثوب الرقة، وترك التكبر و''الخقة''، عسى أن يبعث الله لك رزقاً· ويأتيك رجل صالح تعمى عيناه عن البنات، فيتزوجك ويرحل بك، ويبعدك عنا و''نِفْتَكْ''!· الأنوثة المفقودة بين النساء صارت ظاهرة نلاحظها نحن الفتيات قبل الشباب· فنظرات النمرة المتوثبة لا تليق بفتاة· وحركة المجاديف لا تلائم يدي الأنثى· والأهم من ذلك المشية السريعة المتلاحقة ليست إلا للعسكريين· وهناك فئة من الإناث لا يعترفن بقانون صالونات التجميل، ولا يدركن أن البساطة تزين الملابس وتمنحها الصبغة الأنثوية· ويرفضن الاعتراف أن للنساء عطوراً خاصة غير تلك التي يجلبها الحجاج!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©