السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب يقتحمون الفن السابع

شباب يقتحمون الفن السابع
22 يونيو 2008 01:50
توجه الشباب الإماراتي ناحية مساق الإخراج في كليات الإعلام، لافت للانتباه ويدعو إلى التساؤل: هل هو خيار مبني على إدراك لأهمية المشهد الحي والصورة النابضة في عصرنا، أم أن الأمر مجرد تعلق ببريق الشهرة و''فلاشاتها'' ؟ شباب وبنات مهتمون بالغوص في أعماق بحر الإخراج، يدرسونه أكاديمياً، يبحثون عن كل جديد فيه ويتطلعون بنظرة التلميذ إلى تجارب من سبقهم· وفي أي مسابقة للأفلام، تراهم يشاركون بالجملة· ولعل مسابقة الأفلام الوثائقية التي نظمتها شركة ''أناسي'' أخيراً، مثالاً يعكس حجم ''الإقبال الشبابي'' على تحقيق الأفلام، حيث شارك أكثر من 100 فيلم لشباب وبنات ينتمون الى 15 جنسية مختلفة فيما لفت حضور الشباب الإماراتي الأنظار، ما دفعنا إلى تسليط الضوء على ''سينمائيي المستقبل''، فماذا قالوا؟· سينديا ابراهيم سعد (18 عاماً)، طالبة في كلية التقنية بالفجيرة، اختارت تخصص الإخراج لشدة تعلقها به، وهي تستعد للسفر في السنة المقبلة لإكمال تعليمها في الخارج في بعثة من الدولة· تقول سينديا: ''إخراج الأفلام هواية تجري في عروقي، وأشعر أن من واجبي أن أنقل أفكاري إلى المجتمع من حولي، خصوصاً عندما يكون لديَّ جديد أقوله وبطريقة مختلفة''· أخرجت سينديا خمسة أفلام قصيرة، أربعة منها تعبيرية مدة كل فيلم منها 40 دقيقة، وضمنتها أفكارها في رسائل موجهة· وبعد نضج تجربتها، بحسب قولها، تشجعت وشاركت بفيلمها الخامس: ''ماذا يحدث بعد التخرج؟'' وفيه تلخص الواقع الذي يعيشه كل متخرج جديد وهو يقف على أبواب مرحلة حياتية مختلفة تماماً· سينديا التي ترغب في التخصص بإخراج الأفلام الروائية، وجدت الأمر ممتعاً ''لأنه مبني على الحركة الدائمة· وأعتقد أنني عندما أخوض مجال الدراسة الأكاديمية في مجال الإخراج، سوف أتقن عملي بشكل أكبر''· صنع في الإمارات أما ياسر النيادي، الذي تعرف عليه الجمهور من خلال تجربته التمثيلية في المسلسل المحلي ''طماشة''، فهو مشروع مخرج مع أنه لا يزال طالباً في الثانوية· انطلاقته الأولى كانت في التمثيل والتقديم عبر الإذاعة المدرسية، ومن ثم اتخذ طريقاً موازياً بحيث بدأ إخراج الأفلام الروائية القصيرة· وشارك في مسابقات عدة عربية ودولية، من بينها مهرجان ''باليه'' العالمي في جاكرتا، ومسابقة ''أفلام من الإمارات'' بدورتيها السادسة والسابعة· وفاز عام 2007 بجائزة أفضل ممثل دور أول في مسابقة المسرح المدرسي في الدولة· يقول النيادي: ''حبي للإخراج لا يضاهيه حب آخر، ومع ذلك كانت تجربتي في ''طماشة'' مفيدة جداً كوني تعاملت مع أسماء محترفة، مثل الكاتب سلطان النيادي والمخرج وليد العاقل وأديت دور البطولة إلى جانب حبيب غلوم وأشجان''· ويشرح أنه في التمثيل يحاول أن يدخل تفاصيل الشخصية التي يؤديها، أما في الإخراج فهو يسعى إلى صنع المشهد من مخيلته محاولاً الوصول إلى نقطة المنتصف بين أفكاره وبين ما هو متاح لتطبيقها· قام النيادي حتى اليوم بإخراج 7 نصوص كتبها بنفسه، آخرها فيلم ''الحمدلله'' الذي شارك به في المسابقة وعنه يقول: ''يجمع الفيلم بين ثلاثة أولاد من مراحل عمرية مختلفة، يُطرح عليهم السؤال نفسه: ''إذا أعطيت ورقة وقلماً، وطلب منك أن ترسل رسالة إلى السماء، ماذا ستكتب في هذه الرسالة؟''· يضيف: ''لقد أردت أن أوضح من خلال الإجابات المختلفة أن أبناء الإمارات ليسوا هامشيين ولا مترفين كما هي الصورة السائدة عند البعض· وإنما هم جيل واع ومدرك لما يدور من حوله''· ويعتبر النيادي أن ما يحتاج إليه المجتمع الإماراتي هو ''عمل محلي متكامل ينتجه ويكتبه ويخرجه وتمثل فيه مجموعة من المواطنين بحيث يخطون بإبداعاتهم تحت الفيلم عبارة تحمل شعار: صنع في الإمارات''· من جهته، يتحدث حسين الجلاف عن حبه لمهنة الإخراج كونها تعبر عما في داخله من مشاعر وما في ذهنه من أفكار· وقد شارك بفيلم عنوانه: ''التناقضات التربوية'' يظهر فيه وجهة نظره فيما يدور داخل الكواليس التربوية من تناقضات غير مقبولة· معايير النجاح تعتبر مخرجة البرامج العامة في تلفزيون أبوظبي زينب النويس أن ''لدى الجيل الصاعد أفكاراً بناءة لا يمكن الاستهتار بها، فهو مواكب لتقنيات العصر بشكل مذهل· من هنا، قد يكون التوجه ناحية الإخراج خياراً لإثبات الذات وتحقيق الجديد، خصوصاً أن العمل في مجال التلفزيون له نكهته الخاصة لدى الطامحين إلى الانتشار والشهرة''· وتشرح النويس أهمية أن يعي كل من لديه مشروع إخراج، ضرورة الانتباه إلى عوامل عدة، ''فلا يكفي أن يركز المخرج على تصوير المكان والإغراق في المؤثرات الصوتية، وإنما لابد من اتباع معايير كفيلة بإنجاح العمل وصقله ومنها: وضع عنوان لافت له ارتباط مباشر بالمادة، عدم الإفراط بمدة الفيلم بحيث لا يغزوه الحشو، أهمية الطرح ووضوح الفكرة، طريقة المعالجة والجدية في تسلسل الأحداث''· تضيف: ''عند تقويم أي فيلم لمخرج مبتدئ يتم النظر إلى التقنية التي استخدمها· وتتلخص بكيفية التصوير، المونتاج، المؤثرات الخاصة، الجرافيكس، الصوت والسكريبت''· وتستطرد: ''أهم ملاحظة يمكن تسجيلها هنا، هي القدرة على إيصال الرسالة التي يريد المخرج أن يوجهها من خلال الفيلم، والتي تؤخذ في الحسبان عند الحكم على أي عمل· وأخيراً، لابد من أن يؤخذ في الاعتبار المستوى العام للفيلم بالنظر إلى الإمكانيات المتوافرة للمخرج''· معنوي ومادي تطالب ذكرى والي، مديرة الجوائز الوثائقية في ''أناسي''، بضرورة ''توفير الدعمين المعنوي والمادي لجيل الشباب''· وتدافع عن واجب إعادة إحياء الأفلام الوثائقية التي غالبا ما تكون مهمشة في نطاق الأفلام السينمائية والتي من المفيد أن يهتم بها الشباب من باب أنها تثقفهم وتطلعنا على وجهة نظرهم الإخراجية منها· وتنتقد والي العرف السائد في أوساط المهرجانات السينمائية حيث الجوائز المرصودة للأفلام الوثائقية قليلة وكذلك نسبة المشاهدة والحضور، لاعتبارها أفلام نخبة أو أنها عبارة عن كتب مصورة تلفزيونياً· ولذلك ''تتهم بكونها أفلاماً مملة، لكن الحقيقة غير ذلك لأنها حافظة للذاكرة، لأنها تنقل الوقائع التاريخية كما هي تماماً· فيوم كل أسرة فلسطينية هو فيلم وثائقي، ويوم كل شارع لبناني هو فيلم وثائقي، ويوم كل حي عراقي هو فيلم وثائقي''· وتوضح والي أن ''هذا النوع من الأفلام يستمد نصه من سيناريو الحياة التي من الواجب اطلاع الناس عليها باختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، حتى تتشكل لديهم فكرة عامة عن مختلف الأحداث والموضوعات المجتمعية''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©