الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ا لانترنت مواقع الأبراج تحتل نصيب الأسد

ا لانترنت مواقع الأبراج تحتل نصيب الأسد
22 يونيو 2008 01:51
وكأن المساحات المخصصة لقراءة الطالع والأبراج في الصحف والمجلات لا تكفي· وكأن البرامج التي تفرد لها القنوات الفضائية أوقاتها وتستضيف الدجالين و''خبراء'' علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى هي الأخرى لا تكفي!، لكي تنهال على رؤوس الشباب العربي آلاف مواقع الإنترنت المتخصصة وغير المتخصصة في ترويج كل هذا السخف والتسطيح· وكأن ''حظك ''2008 أو ''حظك اليوم'' أو ''أعرف شخصيتك من برجك'' لا تكفي لتدمير العقول حتى نستورد الأبراج الصينية والهندية وأبراج ''الجن الأزرق''، وكلها معلومات تافهة حول البرج ومواصفات مواليده وأشهرهم، إضافة إلى مواصفات شريك الحياة الأنسب من مواليد الأبراج الأخرى· لكن الأعجب والأغرب أن مثل هذه المواقع تلقى رواجا كبيرا بين الشباب المسلم الذين يقول رسول أمتهم: ''كذب المنجمون ولو صدقوا!''· اطبع كلمة برج أو أبراج ثم أنقر نقرة سريعة على أي محرك بحث على الإنترنت، وستظهر أمامك مئات عناوين المواقع المتخصصة، بالإضافة إلى مواقع ذات اهتمامات أخرى مختلفة تماما، لكنها تقدم خدمة الأبراج كعنصر جانبي إضافي يجذب الشباب لتصفحها، خاصة وأن هناك فئة من الناس تصدق كل ما يكتب في أبراجها وتقرأه قراءة عمياء، فإذا قرأ أحدهم في برجه: ''لا تخرج اليوم'' ظل قابعاً في منزله وربما يتغيب عن عمله وأداء واجباته الاجتماعية· ومنهم من إذا قرأ: ''ستأتيك رسالة خلال هذا الأسبوع''، ظل ينتظرها بفارغ الصبر حتى تتحول إلى هاجس مرضي يحتل جميع أوقاته· لكن الشباب ليسوا سواء في قناعتهم بالأبراج وما فيها، وربما يحملونها على محمل الطرافة وتسلية الوقت، وما ان يقرأ عبارة: ''يأتيك مبلغ من المال'' حتى يشمر ساعديه استعدادا لمرحلة عصيبة من الإفلاس، فقد علمته تجاربه السابقة أن كل ما في الأبراج وما حولها ليس سوى أوهام في أوهام· ولذلك ليس غريبا أن يوجه بعض الشباب طاقاتهم للسخرية من الأبراج وتفاهتها، فيتداولون على الإنترنت رسائل مضحكة ''لحظك اليوم'' بالخليجي والمصري والصعيدي وحتى الهندي! ومنها على سبيل المثال وصف برج الثور (يصبح بالهندي برج مخ ما في) والذي يقول: ''إنته ما في يطلع من بيت هذا أسبوع، واجد مشكل في طريق ممكن حصِّل· يمكن إنته يكون فكر في حبيبة مال إنته، ييجي سيارة كبير واجد (تريلا) يدوس إنته بعدين يسوي واهد جباتي شوارمة''!!· في أحد المنتديات العربية استوقفتنا هذه الملاحظة لطالب جامعي قال فيها حول الأبراج: ''أنا طالب مسلم أدرس في روسيا بين شعب غير مسلم، يصدق 75 في المئة منه الأبراج وتأثيرها عليهم في حياتهم الخاصة، فقررت بعد مواقف أن أبحث في هذا الموضوع الغريب الذي تُصدق به معظم شعوب العالم المتحضرة، بينما شعوبنا العربية المسلمة ترفض حتى التفكير في هذا الموضوع مع أن معظم مجلاتنا وجرائدنا تترك مكانا تحت عنوان (حظك اليوم)! في تناقض غريب، فما يكتب في ''حظك اليوم'' هو التفاهة بعينها''· العضو ''الرفيق الحلو المر'' في منتدى فُِّقُّىٍمَّف يقول: ''يحرص كثير منا على متابعة ما تقوله أبراجهم اليومية سواء عن طريق الصحف أو المجلات أو حتى عبر البحث في ''النت''· وكثيرون من يربطون أعمالهم اليومية وما يجري فيها من أحداث بما قالته أبراجهم!، وفي المقابل هناك من يقول بعدم الإيمان بها، وإنما يتخذها وسيلة للتسلية، ولكن هل تستطيع منع نفسك من الاعتقاد بها حقا؟ وقد كثرت في أيامنا هذه، قارئات الكف (الفال) والفنجان، كما كثر أيضا انتشار المتعاملين بالسحر وكثر الإقبال عليهم!''· أما العضو ''دكتور فلاش'' في موقع ''دار ليلى'' فيقول: ''دار نقاش بيني وبين صديق عزيز عليٌ ''الماسنجر'' حول ما يسمى ''بعلم الأبراج''· وبداية كلنا على ثقة من أن التنبؤات والأشياء التي تقرؤها في باب ''حظك اليوم'' في الجرائد محرمة شرعاً، فقد نهانا عنها ديننا ورسولنا ''صلى الله عليه وسلم'' لكن ما أريد مناقشته هو أن الأبراج تحدد أحيانا بعض الصفات للشخص، ومن واقع التجربة أرى أن معظم تلك الصفات صحيحة· ويمكن أن يتشابه أشخاص كثيرون في صفاتهم عندما يكونون من نفس البرج، فمثلا يقال عن مولود برج الأسد انه عصبي لكنه قيادي وطيب، لكن هناك آراء أخرى تنفي هذا التشابه في صفات الأشخاص وبرجهم وتقول أن ذلك مرده محض صدفة''· مواقع الأبراج في تفريخ مستمر، ولا ندري متى سنستغل طاقة الانترنت الاستغلال الأمثل لحياتنا العصرية، بدلا من هدر هذه النعمة المعرفية التي لم تتيسر لآبائنا وأجدادنا· يُصنف علم النفس الاجتماعي ''علم التنجيم''، في خانة المعتقدات ذات الطابع الوهمي، والبعض يصفه بالخرافي الباطل، ويعزو ذلك إلى فقدان هذا ''العلم'' للثوابت والبراهين المنطقية، لكن بعض الاتجاهات في علم النفس الاجتماعي، لا تتخذ موقفاً جذرياً حاسما، فالدكتورة ''فرانسوز أسكيفيس'' المسؤولة عن قسم علم النفس الاجتماعي في جامعة السوربون، تميّز بين المعتقدات الخرافية وتلك التي تقبل نقاشا علميا وتطلق عليها صفة (أشباه العلوم) ومنها الأبراج· ويزعم علم التنجيم بأنه يدرس كيفية تأثير الكواكب وحركتها علينا كأفراد على كوكب الأرض الذي يرمز إلى طاقة أو قوة معينة، انطلاقا من أن كل برج من الأبراج الاثني عشر، يمثل نمطاً مختلفاً أو نموذجاً تتمثل فيه هذه الطاقة، وعندما يرجع الناس إلى أبراجهم، فإنهم يعبرون فقط عن إشارة دائرة الأبراج التي كانت فيها الشمس عندما ولدوا، حيث يعكس علم التنجيم مبدأ أنه لا يوجد في الكون شيء بالغ البساطة وبالغ التعقيد بنفس الوقت كالإنسان ذاته، ابتداء من الصفات البسيطة الموجودة في كل البشر عند الولادة وانتهاء بتعقيدات شخصيات خاصة وأساليب التصرف للفرد·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©