فاطمة الرحبي أول عُمانية تركب الهجن

''أبلغ من العمر 12 سنة، وقد اجتزت بتفوّق الصف السادس وأحب كثيراً ركوب الهجن والقراءة، بدأت أركب الناقة منذ كنت في السابعة، كان جدي وأبي يصطحبانني إلى العزبة (الحظيرة)، وهناك أراهما يعتنيان بالنوق، فرحت أتعلم أصول تربيتها، وساقني ذاك الشوق إلى عالم الإثارة لأكون على سنام الناقة وأخترق الهواء''· بهذه الكلمات تُعرف فاطمة الرحبي، أول عمانية تركب الهجن وتشارك بسباقات العرضة، نفسها لقراء ''دنيا الاتحاد''، وتقول: شاركت في السباقات التي تلائم فطرتي كأنثى، مثل سباقات العرضة التي تجري بين ناقتين ولمسافة 300 متر، وفي العديد من الاحتفالات الوطنية، ومنها السباق الذي أجري في ولاية إبراء، وفي سباق الديوان بالفليج في مسقط''· رغم غرابتها، لم تجد هواية فاطمة رفضاً من الأهل، بل ''بالعكس، وجدت التشجيع المطرد من أهلي، والدي ووالدتي وإخوتي، وكنت أذهب صباحاً وأحياناً عند المساء مع إخوتي وأهلي إلى العزبة، حيث النوق وأمضي وقتي بجوارها، ولديّ ناقة تسمى ''الزعفرانة'' أعتز بها كثيراً وأخصص وقتي للعناية بها ورعايتها''· بيد أن الأمر لا يخلو من الدهشة خاصة أن هذه الرياضة للرجال، وحسب فاطمة فإن ''العجب والاندهاش من الناس أمران واردان، لكن سرعان ما تزول علاماتهما عندما يرون الثقة التي أمسك بها خطام الناقة وأقودها، الكثير منهم يقولون لي: ''عزّيتي أهلك لما ركبتي الناقة''، وهذا دليل على أن هناك تشجيعاً أيضاً من الناس''· فاطمة التي لا تنوي التوقف عن ممارسة هوايتها طالما أن حبها لها لا يتوقف، وتؤكد أن ''هذه الرياضة تحتاج إلى الصبر والرغبة والجدية، وكل يوم أتعلم شيئاً جديداً، وتعلمت الكثير عن كيفية إطعام الهجن والحبال التي تستخدم في ربط الهجن من الخطام والحزام وغيرها، بالإضافة إلى تحمل الصعاب وخصوصاً في البداية، فكم من المرات وقعت عن الهجن وأصبت بالرضوض البسيطة، ولكن ذلك لم يقف حجر عثرة أمامي، فأنا أعتبر نفسي في بداية الطريق والمستقبل لا يزال أمامي''· أما عن دراستها فلم تتأثر بتاتاً بالهواية، ''بل على العكس، أنا متفوقة وأخصص وقتاً لدراستي وآخر، خصوصاً في العطل، لركوب النوق، فليس هناك ما يغنيني عن أن أكون بينها أسقيها وأرعاها وأنظفها''· بالإضافة إلى الصفات الحميدة كالصبر والتحدي والعطف واللطف والاهتمام بالحيوان، تعلمت فاطمة من هوايتها التحمل والإلمام بأنواع النوق وعددها وأشكالها وطرق تربيتها وإطعامها أثناء السباقات·