طرابلس تتوعد بتسليح مليون ليبي لـ «حرب طويلة»

أعلن التلفزيون ووكالة الأنباء الرسمية في ليبيا أمس، أن الحكومة الليبية ستسلح أكثر من مليون مواطن في غضون ساعات، وذلك بعد وقت قصير من توجيه العقيد معمر القذافي فتح مخازن الأسلحة لتسليح الجماهير بما فيهم النساء للتصدي لما وصفه بـ”العدوان الصليبي الاستعماري”، في إطار خطاب مقتضب بثه التلفزيون نفسه الليلة قبل الماضية. وتوعد الزعيم الليبي الذي وجه كلمة أخرى أمس، القوات الغربية بالهزيمة، داعياً الغرب إلى “مراجعة حساباته والتراجع”، مهدداً بمهاجمة كل هدف مدني أو عسكري في البحر الأبيض المتوسط، وضرب مصالح الدول التي تشارك في القصف الجوي لفرض الحظر، قائلاً: الغربيون “يتمتعون بنفط ليبيا”، وحذر بأن التحالف ضده سيسقط، كما سقط “هتلر ونابليون وموسوليني”. لكن نجله سيف الإسلام نفى في مقابلة بثتها شبكة “ايه بي سي” الأميركية أمس، أن ليبيا تعتزم مهاجمة طائرات مدنية في المتوسط رداً على العملية العسكرية الغربية، قائلاً و”ليس هذا هدفنا.. هدفنا هو مساعدة شعبنا في ليبيا، خصوصاً في بنغازي”. من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الليبية الليلة قبل الماضية، أنها تعتبر أن قرار مجلس الأمن 1973 الذي فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية “انتهى مفعوله” بعد الغارات التي شنتها طائرات التحالف، ودعت مجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ، قائلة إنه أصبح من حق الجماهيرية العظمى “استخدام الطيران العسكري والمدني دفاعاً عن النفس بعد أن أسقطت فرنسا منطقة الحظر الجوي”. كما نقل التلفزيون الرسمي عن مسؤول أمني قوله إن طرابلس قررت عدم التعاون مع أوروبا لمكافحة الهجرة غير المشروعة، بينما وصف محمد الزوي رئبيس البرلمان الليبي الضربات العسكرية الغربية بأنها “عدوان همجي” طال أهدافاً مدنية وعسكرية وتسبب بسقوط عدد كبير من المدنيين وأحدث أضراراً جسيمة. قالت الوكالة الرسمية إن الحكومة الليبية بدأت في توزيع أسلحة على أكثر من مليون شخص وستكمل العملية خلال ساعات. ونقلت عن مصادر في وزارة الدفاع الليبية قولها إنها تتوقع أن تنتهي العملية خلال الساعات المقبلة، وأن يجري تسليح أكثر من مليون رجل وامرأة من المدنيين للدفاع عن البلاد. وكان العقيد القذافي أعلن في كلمة بثها التلفزيون الرسمي بعد ساعات من بدء الهجمات مساء أمس الأول “يجب الآن فتح المخازن وتسليح كل الجماهير بكل أنواع الأسلحة دفاعاً عن استقلال ليبيا وحدتها وشرفها”. وأضاف أن ليبيا ستمارس حقها في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، قائلاً إن البحر المتوسط وشمال أفريقيا أصبحا الآن ساحة معركة. وأضاف “وفقاً لذلك، ستكون الأهداف البحرية والجوية عسكرية أو مدنية معرضة لخطر حقيق في المتوسط، حيث إن منطقة المتوسط وشمال أفريقيا صارت بفعل هذا العدوان العسكري السافر، ميدان حرب فعلية”. وأضاف “ندعو شعوب ومواطنين الأمة العربية والإسلامية.. وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، للوقوف مع الشعب الليبي البطل لتصديه لهذا العدوان الذي لا يزيد الشعب الليبي إلا قوة وصلابة ووحدة في جبهة وطنية متحدة”. وأكد القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الحكومي أمس، غداة بدء العملية العسكرية للتحالف أنه سينتصر، داعياً الغرب إلى “مراجعة حساباته والتراجع”. وتوقع القذافي أن تكون الحرب التي وصفها بـ”الصليبية” ضده “طويلة”، وتوعد بالقضاء على الذين يتعاونون مع قوات التحالف. وقال القذافي إن “المهاجمين مهزومون... نحن لن نتراجع أبداً، ولن نموت، أنتم ستموتون، وسنبقى أحياء وننتصر”. وأضاف “أنتم بإمكانكم أن تتراجعوا وتنسحبوا وتذهبوا إلى بلدانكم وقواعدكم، لكن نحن هذه أرضنا... أنتم بإمكانكم أن تراجعوا حساباتكم وترجعوا”. وأكد القذافي أنه لن يترك الغرب يتمتع بنفط ليبيا، مشدداً على أن التحالف الذي بدأ هجومه “سيسقط كما سقط هتلر ونابليون وموسوليني”. وقال “لن نتركهم يتمتعون بنفطنا... لن نفرط بثورة الفاتح، ولن نترك أميركا وفرنسا وبريطانيا تتمتع بنفطنا”. ودعا من أسماهم “المهاجمين المهزومين” و”الطغاة” إلى “مواجهة برية”. وقال إن “الليبيين على استعداد للاستشهاد”، موضحاً “نحن نوزع السلاح على الشعب الليبي كله”. وأضاف “اعطيتموني فرصة تاريخية لمواجهتكم.. ارجعوا إلى صوابكم وفكروا، مهزومون لا محالة، ستقاتلكم النساء أيها الجبناء”. وقال متوجهاً إلى الغربيين “أنتم نفسكم قصير، ونحن نفسنا طويل. سنقاتلكم ولن نمكنكم من أرضنا. نحن مظلومون وبرهنتم أنكم إرهابيون برابرة وحوش”. وأضاف متسائلاً “نحن لم نخرج من أرضنا لنغزوكم، فما مبرر هذا العدوان؟”، متهماً قوات التحالف بأنها “تريد محو الإسلام”. وبث التلفزيون صوت القذافي دون أن يعرض لقطات له. وقال الزعيم الليبي إن قوات التحالف لم تتعلم من دروس الماضي في الصومال وفيتنام. وأضاف “ضربتم شعب الصومال بصواريخكم، ولكن فشلتم، وهزمكم أسامة بن لادن الرجل الضعيف في أفغانستان”. وبعد فترة وجيزة من كلمة القذافي ذكرت رسالة على التلفزيون الرسمي نقلاً عن مصدر أمني أن ليبيا قررت إنهاء جهودها لوقف الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا، قائلاً “قررت ليبيا رفع يدها عن هذه الهجرة إلى أوروبا؛ لأن هذه المسألة لم تعد حالياً ضمن اهتماماتها”. وفي بيان لاحق، اعتبرت وزارة الخارجية، قرار مجلس الأمن 1973 الذي أجاز استخدام القوة لفرض الحظر الجوي فوق ليبيا،”منتهي المفعول”، ودعت المجلس لعقد جلسة طارئة بعد وقوع الضربات الفرنسية البريطانية الأميركية على ليبيا الدولة المستقلة العضو في الأمم المتحدة، وهو أمر قالت إنه “يهدد الأمن والسلم الدوليين”. وأشار البيان إلى أن “العدوان الجوي والبحري الصاروخي” استهدف “عديد المناطق المدنية في غرب البلاد وأوقع ضحايا مدنيين وألحق أضراراً بمرافق مدنية بينها طرق ومستشفيات ومطارات”.