الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد سواعي يرصد دور الشدياق في وضع مصطلحات عربية حديثة

17 مارس 2013 23:12
بيروت (رويترز)- في كتابه «الحداثة ومصطلحات النهضة العربية في القرن التاسع عشر.. دراسة في مفردات احمد فارس الشدياق في جريدة الجوائب»، يتناول الباحث الأردني محمد سواعي موضوع المصطلحات العربية الحديثة ونشوئها. وجاء الكتاب في 335 صفحة كبيرة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. وفيه بدأ محمد سواعي الفصل الأول من كتابه بالقول «واجهت اللغة العربية في القرن التاسع عشر صعوبات لغوية شتى ولا سيما ما يتعلق بإيجاد المفردة المناسبة للمؤسسات الحضارية والعلوم الحديثة التي بدأت تفد من الغرب نتيجة الاحتكاك الحثيث الذي بدأ يرمي بظله على المنطقة العربية وبخاصة بعد غزو الفرنسيين لمصر ( 1798-1801 م). ويقول الكاتب «وتضاعفت صعوبات إيحاد المفردات العربية القادرة على التعبير عن العلوم الحديثة الواردة من الغرب والمؤسسات الحضارية الطارئة على المجتمع العربي بكثافة أثر الصحوة التي حمل رايتها محمد علي والي مصر» والبعثات التي أرسلها للدرس في أوروبا. وتفاقمت هذه الصعوبات اللغوية خاصة من ناحية المفردات والمصطلحات العلمية إثر عودة هؤلاء المبعوثين إلى مصر وانخراطهم في تدريس العلوم الغربية في المعاهد العليا التي أسسها محمد علي في العقد الثالث من القرن التاسع عشر كمدرسة الطب والهندسة والزراعة والعلوم العسكرية.» وأخذ بعض كتاب العربية يستعمل بعض الألفاظ الغربية «بلفظها الفرنسي محرفا قليلا. فرفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873) الأزهري المتعمق لغويا يستعمل في كتاباته على سبيل المثال ألفاظا مثل «الكومسيون» و»الكونستيتوسون» و»القونفرانس» مما أثار حفيظة دعاة نقاء اللغة من الشوائب الدخيلة ولو من الناحية النظرية فقط وكرد فعل على ذلك نرى أحمد فارس الشدياق يهيب بالطهطاوي أن يتجنب استعمال مثل هذه الألفاظ الأوروبية حفاظا على سلامة العربية وصفائها من شوائب المفردات الدخيلة». اضاف سواعي ان نداء الشدياق هذا إلى الطهطاوي وكتاباته العديدة عن هذا الموضوع قادت المؤلف «لسبر غور جريدته «الجوائب» (التي اصدرها في الآستانة) للاطلاع على المفردات التي استنبطها ذلك الكاتب للتعبير عن مناحي الحياة الجديدة. ويحاول الكاتب في دراسته تبيان مدى التزام الشدياق باستعمال كلمات عربية لمظاهر حضارية. كما يتتبع مدى نجاح الشدياق أو فشله في التقيد بالدعوة التي أهاب بها رفاعة رافع الطهطاوي باستعمال ألفاظ عربية. وخلص إلى القول إن الشدياق مع دعوته المشار إليها استعمل أيضا من خلال عمله الصحفي ألفاظا غير عربية مع سعيه الدائم الى إيجاد مصطلحات عربية للكلمات الغريبة. وقال محمد سواعي «فمن ناحية كان شديد الحماس للعربية والتعبير بها عن كل منحى من مناحي الحياة بمفردات من ذات اللغة.. من ناحية أخرى يقترف الشدياق نفسه تناقضات كثيرة وذلك باستعمال بعض الألفاظ الأجنبية التي كان ينادي بتجنبها. وقد تناول الشدياق (1805-1887) من خلال عمله الصحفي مختلف نواحي الحياة ووضع لها مصطلحات عربية أو استعمل مصطلحات معربة. ومن ذلك مثلا تعبير «مدرسة جامعة»، على حد ما يسمى عند الافرنج يونيفرسيتي.» وفي مجالات أخرى استعمل الشدياق تعبير «سكة الحديد» وبعد استعمال ألفاظ مختلفة استعمل كلمة «قطار» نقلا عن تعبير قطار الإبل القديم. كما استعمل مصطلح «فطر» واستعمل الشدياق المفردتين «عربة» و»عربية» كلتيهما. كما استعمل تعبير «العجلة» و»العجلات» بالمعنى نفسه. ومما استعمله تعبير «حوافل» و»حافلات» ترجمة لكلمة اومنيبوس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©