الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن طحنون يكشف عن مشروع ضخم لإعادة تأهيل قلعة الجاهلي

سلطان بن طحنون يكشف عن مشروع ضخم لإعادة تأهيل قلعة الجاهلي
22 يونيو 2008 02:21
كشف معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن قلعة الجاهلي في مدينة العين تشهد اليوم برنامج إعادة تأهيل وتطوير طموح يرمي إلى الحفاظ على بنية هذا المبنى التاريخي وقيمته الثقافية وجعله مقصداً سياحياً جاذباً ومميزاً، بحســــب بيان اصدرته الهيئة امس· وذكر أنه مع اكتمال هذا المشروع الضخم، فإن قلعة الجاهلي التي يعود تاريخها إلى العام 1898 وتعتبر أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة العين وأكبر قلاعها، سوف توفر لسكان العين وزوارها مركز معلومات جديدا للسياح، صالة عرض للفعاليات الفنية والثقافية، معرضا دائما عن الرحالة (مبارك بن لندن- ويلفريد ثيسنجر)، وبرنامج عرض ''سمعي- بصري'' يستعرض تاريخ مدينة العين وتطورها· وأوضح الشيخ سلطان بن طحنون أن مشروع تطوير قلعة الجاهلي يأتي في إطار جملة من المشاريع الثقافية المهمة التي باشرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذها في مدينة العين، وأكد أن النقلة النوعية التي ستشهدها الحركة الثقافية في مدينة العين تشمل تأسيس وإطلاق العديد من المشاريع التراثية الثقافية المتميزة· وأشار إلى أن دور المجتمع المحلي بكافة فئاته سوف يكون فاعلا ومؤثراً في المشهد الثقافي للمدينة، حيث تعمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على توفير الأماكن المناسبة لاستضافة الأنشطة الثقافية وتقديم مختلف أشكال الدعم اللوجستي· وبحسب بيان الهيئة، ذكر محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تسعى لاستغلال الأماكن الأثرية بمدينة العين وتفعيلها واستقطاب الزوار والسياح لها في إطار تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، وذلك من خلال تنظيم أنشطة فنية وثقافية تعمل على تفعيل وتطوير السياحة الثقافية، وبشكل خاص من خلال إعادة تأهيل قلعة الجاهلي، وذلك بالتوازي مع تسجيل جميع الشواهد الأثرية للقلعة بهدف توثيق تاريخ القلعة والحفاظ عليه وتفسيره بالكامل· وأوضح المزروعي أنه تتم حالياً إعادة تأهيل قلعة الجاهلي بعناية فائقة باستخدام مزيج من المواد التقليدية والتقنيات الحديثة· وسينتج عن هذا المزيج مبنى يتميز بانسجامه البيئي والتاريخي مع المكان المحيط به، خاصة مع حديقة الجاهلي القريبة منه· وأكد أن قلعة الجاهلي سوف تصبح الوجهة الثقافية الجديدة في مدينة العين التي يجد فيها كل زائر ما يبحث عنه، وسوف تتضمن، مركزا للزوار مزودا بمكتبة ومجلس ويقدم المعلومات عن كل ما يمكن زيارته والقيام به في مدينة العين، مع وجود فريق مطلع ومدرب يقدم النصح والإرشاد للزوار· كما سيتم تخصيص برنامج عرض سمعي- بصري في برج القلعة الأثري حيث سيتم عرض '' قصة العين '' التي ستكشف عن تراث المدينة وثقافتها بأسلوب مميز وجذاب، إذ سيمر الزوار على مجموعة من الغرف لاكتشاف قصة مختلفة في كل غرفة· وسيتم استخدام مؤثرات عديدة من الموسيقى والشعر وخرير الماء ونسمات الهواء المنعشة لإعادة تاريخ مدينة العين إلى الحياة وتجسيدها في الحاضر· وسيتم استغلال قلعة الجاهلي كمركز معارض في قلب مدينة العين، حيث ستنطوي عملية إعادة تأهيل قلعة الجاهلي على إنشاء مساحتين للعرض، الأولى ستكون صالة عرض فنية داخلية تمتد إلى فناء القلعة، ما يجعلها مناسبة للمعارض المؤقتة، ويمكن لهذا المكان أن يستقبل نحو عشرين معرضاً في العام· أما صالة (بن لندن وحرية الصحراء)، فستكون معرضاً دائماً جديداً مخصصاً لويلفريد ثيسنجر الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في الأربعينيات من القرن الماضي· وقد كان ويلفريد ثيسنجر- صديق المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' - يعرف مدينة العين جيداً حيث كان يستمتع بالاستكشاف والصيد بالقرب من منطقة جبل حفيت· وسيكشف هذا المعرض عشق ثيسنجر للصحراء وتقديره للبدو الذين قدموا له العون خلال رحلاته الاستكشافية، وفق المزروعي· وحول التفاصيل الفنية والهندسية والتاريخية لمشروع إعادة تأهيل قلعة الجاهلي، كشف د·سامي المصري مدير التخطيط الاستراتيجي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن نموذج التصميم الهندسي يتبع النمط التاريخي لأرضيات القلعة ويعمل على إظهار كوّات الإضاءة وفتحات التهوية المنتشرة في المبنى التاريخي· أما الأروقة التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، فسيتم إحاطتها بالزجاج، فيما ستتحول المساحات الداخلية الجديدة إلى مساحات خاصة بمعرض مبارك بن لندن ومركز المعلومات للزوار· أما أسلوب البناء فسيعتمد على استخدام قوالب الطين والجبص وخشب النخيل مع احترام الحفاظ على مواد البناء التاريخية الموجودة في القلعة بالكامل· ومن شأن استخدام التقنيات الحديثة إلى جانب استخدام الطين كمادة للبناء أن يحافظ على المناخ الداخلي للقلعة في درجة حرارة معتدلة بدرجة 22 مئوية· كما ستتولى أنابيب المياه الباردة الموجودة داخل طبقة الطين تبريد المبنى في فصل الصيف، بينما يتم التحكم في تيار الهواء البارد بأسلوب ذكي عن طريق مجسات تحد من اندفاع التيار وتقلل من استهلاك الطاقة· وذكر أنه تمّ العمل على عدد من المتغيرات التي طرأت على المبنى، منها معالجة وإعادة تركيب جذوع النخيل في الأسقف، إعادة بناء طبقة اللبن الداخلية كجزء من نظام تبريد المبنى، وتوفير مساحات أكبر للاستخدام عبر توسيع الغرف بغية إنشاء مركز المعلومات والمجلس والمكتبة·
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©