تطبيق مواصفات فنية ومعمارية جديدة في بناء المساجد

أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عن تنفيذ خطة شاملة لتحديث المساجد وترخيصها وفق اسس تتماشى مع النهضة العمرانية التي تشهدها البلاد التي يزيد عدد المساجد فيها عن 5000 مسجد· وتستند الخطة الى محورين أساسيين، الأول يتعلق بصيانة المساجد القائمة، والثاني بتطبيق مواصفات وشروط جديدة في المساجد التي يتم بناؤها في الدولة· وشكلت ''الهيئة'' لجنة مختصة لتراخيص المساجد تكون مهمتها التأكد من انطباق الشروط التي حددتها والبالغ عددها 20 شرطا ومواصفة، على المساجد الجديدة، بحسب ما صرح لـ'' الاتحاد'' الدكتور محمد الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية· وناقشت الهيئة، في وقت سابق، مع البلديات تطوير المواصفات الفنية لبناء المساجد الجديدة، وعقدت مع بلدية أبوظبى العديد من الاجتماعات بهذا الخصوص· وفي بيان صدر امس، أشار الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة، إلى أن الهيئة تسعى لتكون بيوت الله بيئة مريحة وجاذبة لجمهور المصلين عن طريق جعل المسجد والمباني الملحقة طرازا معماريا يعود إلى مدينة تاريخية أو فترة معينة في التاريخ الإسلامي· وقال ان الطابع المعماري المحلي والإسلامي سيظهر في جميع عناصر ومكونات المسجد الداخلية والخارجية مثل المئذنة، القبة ،المحراب ، المنبر، الزخارف الداخلية· وأكد المزروعي أهمية مراعاة ظروف الفئات الخاصة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وتيسير دخولهم إلى المساجد والخروج منها عبر مداخل مائلة خاصة بهم ، بالإضافة إلى توفير دورات مياه تناسبهم· وبالنسبة لصحن المسجد، سيتم مراعاة الاستغناء عن الأعمدة الداخلية للمساجد تجنباً لقطع صفوف المصلين خاصة مع التقدم المعماري الهندسي الذي يستطيع الاستغناء عن الأعمدة· وستشتمل المساجد الجديدة على رخام بارتفاع متر ونصف في كافة جدران المساجد الداخلية حتى لا تتعرض للاتساخ ، مع تجنب تركيب الستائر ما أمكن وأن تكون الإضاءة الداخلية كافية · وتشترط المواصفات الجديدة للمساجد المزمع بناؤها، وفقا لما ذكره المزروعي، على ملحقات المسجد كمصلى النساء وأماكن الوضوء وغرفة تحفيظ القرآن التي يشترط أن تكون متصلة بمبنى المسجد، أما سكن العاملين بالمسجد فسوف يكون منفصلا تماماً عنه· وتراعي الشروط الجديدة أهمية توفير ممرات مرصوفة ومساحات خضراء حول المساجد وتوفير مواقف للسيارات في المواقع الكبيرة، مع مراعاة أن تكون ثلاجات مياه الشرب محاطة ببناء إسمنتي وفق تصميم فني يراعي سلامة الأطفال وجمهور المصلين والذي تم تنفيذه مؤخراً في عدد من المساجد مثل مسجد الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في منطقة البطين · وتنص الشروط الجديدة على تكييف أماكن الوضوء ودورات المياه الملحقة بالمساجد حرصاً على راحة المصلين، كما يفضل تركيب الحنفيات من النوع الضابط أو الحساس والتي تساعد في ترشيد استهلاك المياه، بحسب المزروعي · وقال الدكتور محمد مطر الكعبي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية لـ'' الاتحاد'': ان الهيئة تعمل في اتجاه آخر يتعلق بالمساجد القائمة عن طريق صيانتها وتحديث طرازها المعماري· وذكر الكعبي ان الهيئة رصدت نحو 25 مليون درهم لرعاية وصيانة 256 مسجدا في ابوظبي منها 65 مسجدا صيانة شاملة والبقية صيانة طارئة، وتشتمل عمليات الصيانة تنظيف الحمامات والسجاد والجدران والمكتبات· ويوجد نوعان من الصيانة تتم لمساجد الدولة، أحدهما تتكفل به الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف والآخر تقوم عليه جهات محلية كالبلديات· كما رصدت الهيئة، وفقا للكعبي، ما يزيد عن 500 ألف درهم لصيانة حوالي 580 مسجدا في الإمارات الشمالية· كما خصصت الهيئة 6 ملايين درهم ضمن ميزانية العام الجاري لشراء 130 ألف يارد من السجاد لتجديد عدد كبير من المساجد المحتاجة إلى تغيير فرشها، وفقا لخطة وضعتها الهيئة بحيث يتم تغيير فرش العدد الأكبر من مساجد الدولة التي تتبع الهيئة والتي تتجاوز 5000 مسجد بين قائمة أو مؤقتة· وفي الوقت الذي اشترت فيه الهيئة بنحو 1,5 مليون درهم مكيفات هواء يستفيد منها ما يتراوح بين 500 و 600 مسجد على مستوى الدولة، خصصت 600 ألف درهم لتوفير برادات يستفيد منها 400 مسجد على مستوى الدولة، بسحب مدير قسم المشتريات في هيئة الشؤون الاسلامية والأوقاف· وتعمل الهيئة على تبديل مكبرات الصوت لحوالي 500 مسجد على مستوى الدولة بتكلفة تتجاوز 700 ألف درهم· وكانت الهيئة أنفقت أكثر من 19 مليون درهم العام الماضي على صيانة نحو 54 مسجدا في الإمارات الشمالية، بينما أنفقت 5 ملايين على فرش 330 مسجدا على مستوى الدولة منها قرابة 200 مسجد في الإمارات الشمالية·