البرادعي: ضرب إيران سيحول المنطقة إلى كرة من اللهب

نأت الادارة الاميركية بنفسها عن اهداف المناورات الجوية الاسرائيلية التي كشفت صحيفة ''نيويورك تايمز'' النقاب عنها وألمحت الى ارتباطها بضربة محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك خلال مؤتمر صحفي إن بلاده لا تعرف شيئا عن اهداف المناورات وانها لا تزال تفضل العمل الدبلوماسي في الملف النووي الايراني· ورأت روسيا أن تهديد إيران بعمل عسكري بشأن برنامجها النووي قد يقوض قوة الدفع الجديدة في حملة القوى الكبرى الست لحل المواجهة النووية· فيما حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس من ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران سيكون اسوأ من أي شيء وسيحول منطقة الشرق الاوسط الى كرة من اللهب، ولوح بأنه قد يستقيل اذا تعرضت ايران لهجوم· وكانت صحيفة ''نيويورك تايمز'' نسبت الى مسؤولين اميركيين قولهم إن أكثر من 100 مقالتة إسرائيلية من طرازي ''إف ''16 و''إف ''15 شاركت في تدريبات أجريت فوق شرق البحر المتوسط واليونان خلال الاسبوع الاول من يونيو الجاري· وتضمنت التدريبات أيضا استخدام مروحيات في إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم· وأكد ماكورماك مجددا التزام بلاده بحل الخلاف مع ايران بطرق دبلوماسية، وأوضح ''قلنا للاسرائيليين وقلنا لكافة المستمعين وأي شخص يسأل ان ما نركز عليه فيما يتعلق بالدبلوماسية هو محاولة إنجاز هذا العمل، والسعي وراء ايجاد حل سلمي لقضية غاية في الخطورة''· لكنه اعترف أن أي نجاح دبلوماسي ليس بعد على جدول الأعمال، وقال ''لم نصل بعد الى نقطة غيرت معها ايران موقفها''، وأعرب عن الامل في أن يرى العقلاء في الحكومة الايرانية ان الاستمرار على الطريق الذي يسيرون عليه ليس الطريق الجيد لأنهم سيستمرون في دفع تكاليف أكثر وأكثر ارتفاعا من قبل الاسرة الدولية''· وقال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد ''نحن في مرحلة الدبلوماسية ونريد تسوية دبلوماسية لهذه المسألة''· وأضاف ''رأيت مقال نيويورك تايمز وانتم تعرفون رأينا بشان ايران وهو انه من غير المقبول ان تمتلك اسلحة نووية لكن نحن الآن في مرحلة الدبلوماسية، وهذا ما ندفع باتجاهه، ونريد حلا دبلوماسيا لهذه المشكلة، وبصراحة أن الكرة في ملعب ايران''· لكنه اضاف أنه من الواضح ان فرص الحل التفاوضي ستتقلص اذا لم تتوصل الدبلوماسية الى وقف برنامج ايران النووي وإن كان أشار إلى أن أي عملية لا يمكن أن تتم إلا بدعم الولايات المتحدة· وقالت مصادر اميركية ان الحكومة الاسرائيلية ابلغت ادارة بوش قلقها البالغ بأن ايران قد يمكنها انتاج السلاح النووي خلال عام، مما يعتبر خطرا داهما على اسرائيل· واضافت ان عدم مواجهة الخطر الايراني قبل نهاية ولاية الرئيس جورج بوش سيمنح طهران المزيد من الوقت للمضي قدما في عملية تصنيع القنبلة· لكنها أشارت إلى أن أي هجمات اسرائيلية ضد المنشآت النووية الايرانية لا بد أن تحظى بمساعدة اميركية، في حين أن الادارة تخشى حملة انتقام ايرانية ضد القوات الاميركية في العراق· وحذر مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين من ان تهديد إيران بعمل عسكري بشأن برنامجها النووي قد يقوض قوة الدفع الجديدة في حملة القوى الكبرى الست لحل المواجهة النووية مع طهران· وقال ''ما لدينا الآن للمرة الأولى منذ بعض الوقت، بعض الزخم الدبلوماسي في أعقاب رحلة خافيير سولانا إلى طهران بحزمة جديدة موسعة''· واضاف أن هذا الزخم الجديد يمكن وينبغي أن يستغل في تعاملات القوى الست مع إيران· وامتنع تشوركين عن التعليق على مقال ''نيويورك تايمز''، لكنه قال إن التهديدات باستخدام القوة ضد إيران أو محاولات فرض عقوبات خارج مجلس الأمن ستكون صرفا للانتباه من شأنه تقويض المفاوضات الحساسة مع إيران· واضاف ''أي مساع أو محاولات لاستخدام القوة في هذا الموقف ستأتي بنتائج عكسية بصورة بالغة··إذا بدأت أمور تحدث خارج تلك الاستراتيجية المشتركة مثل التهديدات باستخدام القوة ضد إيران أو مناقشة عقوبات من جانب واحد ضد إيران فهذا يصرف الانتباه عن عملية التفاوض''· الى ذلك، حذر البرادعي من ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران سيكون أسوأ من أي شيء وسيحول منطقة الشرق الاوسط الى كرة من اللهب· ولوح بأنه قد يستقيل اذا تعرضت ايران لضربة· كما اعتبر ان العقوبات وحدها لن تكون فعالة في اقناع ايران بوقف التخصيب النووي، قائلا ان المطلوب هو مزيد من الحوار الدولي· ورأى البرادعي في مقابلة مع محطة ''العربية'' الفضائية أن أي هجوم لن يؤدي إلا إلى جعل ايران اكثر تصميما في مواجهتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي وانه حتى ولو لم تقم اليوم بصنع سلاح نووي ستؤدي الضربة الى تشجيع خطة عاجلة لصنع سلاح نووي بموافقة كل الايرانيين حتى هؤلاء الذين يعيشون في الغرب· وشدد البرادعي في تعليق على ما نشرته صحيفة ''نيويورك تايمز'' نقلا عن مسؤولين اميركيين بان اسرائيل اجرت مناورات جوية ضخمة وكأنها استعدادات لشن ضربة محتملة على المنشآت النووية الايرانية، على انه لا يرى في البرنامج النووي الايراني حاليا أي خطر بالغ وملح· وقال إن القيام بعمل عسكري ضد ايران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله، وأضاف ''أنا لا أعتقد أن ما أراه اليوم في ايران خطر حال وحادق وعاجل، وبالتالي اذا اصبح فهذا وضع اخر، انما اذا تمت اي ضربة عسكرية لايران في الوقت الحالي فهذا في رأيي سيكون ليس لي مكان وليس لدى مجال كي استمر في عملي اذا تم استخدام القوة العسكرية في الوقت الحالي''·