السنيورة يدعو الفرقاء إلى التعاون لإنجاح تشكيل الحكومة

أكد الرئيس فؤاد السنيورة المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة العمل على إبقاء موضوع التشكيل الحكومي داخلياً يحله اللبنانيون بأنفسهم، ودعا السنيورة في تصريح للصحفيين عقب اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، جميع الفرقاء إلى التعاون من أجل إنجاح تشكيل الحكومة، وأشار الى أن مقاربته تنطلق مما نص عليه اتفاق الدوحة في توزيع الحقائب بحيث إن الأكثرية تحصل على 16 وزيراً والمعارضة على ·11 وجدد تأييده تولي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حقيبتي الداخلية والدفاع، مشدداً على أن من يطلب تولي حقيبة معينة عليه أن يتخلى عن حقيبة أخرى، ورد السنيورة على المطالبين باعتذاره عن تشكيل الحكومة، فوصف هذا الأمر بـ''طبخة بحص''، مستبعداً اعتذاره عن التكليف طالما حصل على ثقة الأكثرية وتفويضها إليه بتشكيل الحكومة، وأعلن استمراره في التعاون مع الرئيس سليمان، مؤكداً أن موقفهما واحد من موضوع الحكومة· ورداً على سؤال آخر قال السنيورة: ''من دون شك يجب أن نكون شديدي الحرص على العهد الجدد وانطلاقته، فمصلحة اللبنانيين في تشكيل حكومة، وهناك جملة كبيرة من المصالح ويومياً يخسر لبنان الفرص، لذلك يجب أن نخرج من ذاتيتنا لنخرج باتفاق''· من جهتها قررت المعارضة اللبنانية إمهال السنيورة يومين لتشكيل الحكومة الجديدة قبل الانتقال الى مرحلة جديدة· وذكرت صحيفة (السفير) الصادرة امس ان قيادات المعارضة أجرت تقييماً شاملاً لما آلت اليه الأمور بعد مرور شهر على توقيع اتفاق الدوحة وقررت في ضوء سلسلة اجتماعات مكثفة إعطاء مهلة محددة لا تتجاوز 48 ساعة أي عطلة نهاية الأسبوع قبل الانتقال الى مرحلة سياسية جديدة· من جهة أخرى، نقلت صحيفة (النهار) عن أوساط مقربة من السنيورة قولها إن الأخير ليس بوارد الاعتذار عن عدم تمكنه من تشكيل الحكومة ما دام كرئيس مكلف يتولى المهمة بطلب من اكثرية نيابية، وتوقعت الصحيفة وصول مبعوث قطري الى بيروت للمشاركة في البحث عن مخارج لأزمة تشكيل الحكومة انطلاقاً من اتفاق الدوحة الذي رعته دولة قطر الشهر الماضي وكانت اولى نتائجه الايجابية انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 25 مايو الماضي· وقالت مصادره لـ''الاتحاد'' إنه غير مستعجل في مهمته، ويعتبر أن الكرة الآن هي ملعب فريق المعارضة الذي عليه حسم خياراته، والرد على التشكيلة التي سبق وتسلم مسودة عنها من السنيورة، وأوضحت المصادر نفسها أن الرئيس المكلف لم ييأس بعد ولديه معطيات كثيرة توفر له حظوظ النجاح في إعلان التشكيلة الحكومية في أي وقت ما لم تطرأ تعقيدات جديدة· وكشفت مصادر سياسية مستقلة لـ''الاتحاد'' أن السنيورة ينتظر محطات لافتة لحسم خياراته وابرزها القمة الروحية الإسلامية- المسيحية التي ستعقد يوم الثلاثاء في القصر الجمهوري برعاية الرئيس سليمان، ويأمل في ان تساهم في حلحلة التعقيدات، وأشارت المصادر نفسها الى أن رئيس الحكومة المكلف يعتزم رفع تشكيلته الحكومية الى الرئيس سليمان يوم الخميس، دون الأخذ باعتراضات فريقي الاكثرية والموالاة، لتكون حكومة افضل الممكن، يراعي فيها ما ورد في اتفاق الدوحة بالنسبة للحصص على أن يكثف اتصالاته مع كل من رئيسي الجمهورية والبرلمان للتشاور حول الأسماء والحقائب، ولم تستبعد دخول قطر مجدداً على خط الازمة من خلال موقعها كراعية لاتفاق الدوحة، سواء من خلال اتصالات هاتفية مع الأطراف كافة، او ايفاد مبعوث على عجل الى بيروت كما المحت بعض الصحف اللبنانية امس· وتوقع قطب بارز في فريق الأكثرية لـ''الاتحاد'' احتمال حصول مفاجئة الأسبوع المقبل قد تكون شبيهة بما حصل في الدوحة لجهة سرعة تأليف الحكومة، معتبراً أن السنيورة يعمل بنفس طويل وقال: ان الرهان على حكمة الرئيس سليمان كبير جداً· وقال وزير الشباب والرياضة اللبناني احمد فتفت: ''ان المعارضة تسعى جاهداً لوضع كل العراقيل امام مساعي السنيورة لإنجاز تكليفه بتشكيل الحكومة، متهماً المعارضة بالعمل للاطاحة باتفاق الدوحة ونسف اتفاق الطائف من خلال الهجوم على صلاحيات رئيس الحكومة·