الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة مبارك... ومهمة كسر جليد «التسوية»

زيارة مبارك... ومهمة كسر جليد «التسوية»
19 أغسطس 2009 23:46
اعتبر الرئيس أوباما في تصريح له، أول من أمس الثلاثاء، أن عملية السلام في الشرق الأوسط «متعثرة»، وحث الرئيس المصري حسني مبارك على تقديم المساعدة من أجل كسر حالة الجمود على مسار عملية السلام العربية/ الإسرائيلية، التي كانت عثراتها سبباً في إحباط جهود الإدارة للبدء مجدداً في تلك المباحثات. وقال أوباما أثناء لقائه مع مبارك في البيت الأبيض: «إذا ما كانت جميع الأطراف راغبة في الخروج من حالة التعثر التي نعاني منها في الوقت الراهن، فإنني أعتقد أنه ستكون هناك فرصة استثنائية لتحقيق تقدم حقيقي على مسار عملية السلام في الشرق الأوسط»، وأضاف أوباما: «لكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد». وقد جاءت تعليقات أوباما هذه في ختام أول زيارة يقوم بها الرئيس المصري إلى العاصمة الأميركية بعد فترة انقطاع دامت خمس سنوات بسبب ما اعترى تلك العلاقة من فتور خلال إدارة الرئيس السابق بوش. ويقول المراقبون إن الاجتماع بين الرئيسيين، الذي كان ينظر إليه منذ أشهر قليلة على أنه سيكون جزءاً من جهد دبلوماسي طموح، قد انتهى بإبراز مدى صعوبة وتعقيد ملفات عملية السلام في الشرق الأوسط. وعدم تحقيق تقدم خلال الاجتماع، اتضح بجلاء من خلال التحدي المبطن الذي طرحه أوباما على نظيره المصري عندما قال: «في نهاية المطاف، ستستدعي الحاجة بعض القيادة الشجاعة ليس فقط من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين وهما طرفا الصراع، ولكن من الدول العربية الأخرى التي ينبغي عليها تقديم الدعم والمساندة لجهود السلام». وقد حاول مبارك تفادي تحميل بلاده أية أعباء، وذلك عندما قال: «إذا ما بدأت المفاوضات، فإن ذلك سيقود الدول العربية إلى مساندة عملية السلام في الشرق الأوسط، والتحرك قدماً إلى الأمام، إذا ما استأنف الطرفان المفاوضات... وأستطيع أن أقول لكم إن الشعب العربي قد ضاق ذرعاً بالفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها تلك القضية دون أن يتم التوصل إلى حل لها». ومن المعروف أن أوباما، منذ توليه الحكم في بداية هذا العام، قد عمل على جعل قضية السلام في الشرق الأوسط على رأس قائمة اهتماماته، كما حاول باستمرار دفع الطرفين المتنازعين لاتخاذ مواقف تصالحية تجاه بعضهما بعضاً للخروج من دائرة الصراع الدامي الذي لم يسفر سوى عن مآسٍ وآلام. فمن ناحية، حث إسرائيل ورئيس وزرائها اليميني نتنياهو على إيقاف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي يأمل الفلسطينيون أن تتشكل عليها دولتهم المأمولة في المستقبل، في الوقت نفسه الذي مارس فيه ضغطاً على الدول العربية لاتخاذ خطوات رمزية تساعد على السير قدماً في جهود التسوية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر السماح للطائرات الإسرائيلية بالطيران في مجالها الجوي. وكانت المشكلة التي واجهتها الإدارة الأميركية هي أن كل طرف من الطرفين، ونتيجة لانعدام الثقة بينهما بسبب تجارب الماضي المريرة، قد أصر على أن الطرف الآخر هو الذي يجب أن يبدأ أولاً بتقديم المبادرات على أن يأتي دوره هو لاحقاً. وفي الفترة الأخيرة، ظهرت مصر باعتبارها أهم حليف للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يرجع إلى العلاقات القائمة بينها وبين إسرائيل، وتأثيرها على الزعماء الفلسطينيين، وقدرتها واستعدادها للتصدي للجهود الإيرانية الرامية للتغلغل وبسط النفوذ في المنطقة. وقد عمل أوباما منذ بداية ولايته على تعزيز وتقوية أسس العلاقة التي تربط بلاده بمصر، وهو ما ظهر من خلال اختياره لها لتكون المنبر الذي يلقي منه خطابه التاريخي الذي خاطب به العالم الإسلامي في شهر يونيو الماضي، وهو الخطاب الذي كانت له أصداء واسعة النطاق أشار إليها مبارك خلال الزيارة الأخيرة حين أكد أن ذلك الخطاب كان «قوياً للغاية»، وأنه «قد أزال كافة الشكوك التي كانت تحيط بالولايات المتحدة في دول العالم الإسلامي». كما ألمح الرئيس المصري كذلك إلى الخلافات بين بلاده وبين إدارة الرئيس السابق، وذلك عندما قال: «على رغم الصراعات التي دارت بيننا حول بعض الموضوعات والقضايا، فإن ذلك لم يؤدِ إلى تغيير طبيعة العلاقات الثنائية القائمة بين بلدينا». وكانت سياسة الإدارة السابقة قد ساهمت في إقصاء مصر عن جهودها الرامية لتحقيق تسوية للصراع في الشرق الأوسط وذلك بسبب الانتقادات التي دأبت على توجيهها للقاهرة بشأن قضايا الإصلاح الداخلي، والتحول الديمقراطي، بالإضافة إلى ما قيل عن ملف تعامل السلطات المصرية مع بعض المعارضين السياسيين وكان الغزو الأميركي للعراق الذي تم في ربيع عام 2003 سبباً آخر من الأسباب التي أدت إلى زيادة الجفاء بين الجانبين، وعندما قام أوباما بعكس هذا الموقف، قوبل ذلك بانتقادات واتهامات ومزاعم، بأنه يغض الطرف عن سجل مصر في معاملة المعارضة وغيرها من الموضوعات الحساسة التي كانت سبباً في الفتور الذي اعترى العلاقة بين البلدين. وفي ختام الاجتماعات التي عقدت بين الجانبين، أدلى أوباما بتصريح قال فيه إنه قد عقد «محادثات مكثفة» مع الرئيس المصري حول موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي، وإن البلدين يمكنهما العمل معاً من أجل حل العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ذلك المتعلق بكبح طموحات إيران للحصول على أسلحة نووية. جريج ميلر - واشنطن يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©