خبراء وموجهون: الثقة بالنفس وتنظيم الوقت من أهم مقومات النجاح

الخبرة والتوجيه يلعبان دوراً تربوياً رئيسياً ومحورياً في التخفيف من قلق الامتحان وإضاءة معالم الطريق إلى أبنائنا الطلاب طوال أيام الدراسة، وقبيل الامتحانات النهائية. ويسعى الخبراء والاختصاصيون وموجهو المواد الدراسية نحو توجيه الطلاب إلى العادات الدراسية السليمة، ومساعدتهم في الإلمام بجوانب المقرر الدراسي وتقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين، يضمن عدم تراكم المادة المطلوبة على الطالب، بل ينصحون بأن تكون عملية المراجعة والدراسة أولاً بأول، ورفع ثقة الطالب بذاته وبقدراته، وتدعيمه بين وقت وآخر، وتدريب الطلاب على الهدوء والتركيز والتحكم بالذات والاسترخاء البدني والذهني قبل وأثناء الامتحانات، وكسر الحاجز النفسي بينهم وبينها، وخلق بيئة آمنة، إضافة إلى زرع التفكير الإيجابي عن الامتحان عند الطالب ومساعدته على التخلص من الأفكار السلبية عن الامتحانات، فالامتحان هو مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس غاية في حد ذاتها. تشير إيمي سيمونز”مديرة مدارس النهضة الوطنية للبنات في أبوظبي” إلى نقطة جوهرية تسعى إلى تنفيذها دائماً وهي أنها لاتستعد للامتحانات من الآن فحسب، لكن الاستعدادات الناجحة هي التي تبدأ منذ اليوم الأول للدراسة، من حيث تنفيذ تدريس المقرر الدراسي، ومتابعة مستويات الطالبات أولاً بأول، وتنظيم ورش عمل دائمة، ومحاضرات للهيئة التعليمية، وإجراء المراجعات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية بانتظام، وإرشاد الطالبات عن كيفية تنظيم الوقت بشكل جيد، والتنسيق مع الأسر، والاعتماد على دروس التقوية بالمدرسة للحالات التي تحتاج ذلك، والتركيز على تدريب الطالبات على كل صيغ وأشكال الامتحانات من خلال المراجعات النهائية، والعمل على إزالة التوتر والقلق والخوف من نفوس الطالبات من خلال تعويدهن على تنظيم الوقت و استخدام أسلوب و أسس الاستذكار الجيدة، والمتابعة المستمرة منذ بداية العام للدروس و الواجبات أولاً بأول، وألا يكون الاهتمام فقط في أيام الامتحانات، وغرس حب الطموح والتنافس في العلم والإبداع والعمل، واعتماد أسلوب التبسيط والتوضيح في المناهج الدراسية”. اتجاهات ثلاثة يحدد براء معروف “موجه مادة الأحياء” ثلاثة اتجاهات رئيسية ينبغي للطالب أن يسير فيها بنفس الوقت، وهي”الكتاب، وملاحظات مدرس المادة، وحل التطبيقات والتدريبات”، وأنصح الطلاب بتقييم أنفسهم بأنفسهم، وحل نماذج امتحانية مختلفة، ولا يتردد في سؤال المدرس عند الحاجة، والاهتمام بمراجعة التجارب المعملية التي تتم مع نهاية السنة، وأن يقوم الطالب بتقسيم وقته جيداً، ولا يمنع من مراجعة المادة مع زميل له، أو أكثر من زميل للوقوف على حقيقة استيعابه، وخلال المراجعة النهائية ينصح الطلاب بأن يقوم بكتابة وتدوين ماقرأه بخط يده، ويمكن أن يقوم بعمل ملخصات لما قرأ بطريقته الخاصة، ويركز على الجوانب الصعبة لديه وتكرار محاولاته، وأن يعتمد على الكتاب المدرسي، وما يحتويه من تدريبات وتمارين”. تحذير مهم نضال سليم الحلبي”موجه مادة الفيزياء” يوجه الطلاب إلى اتباع العادات الدراسية السليمة، ومحاولة استيعاب كل درس دون تسويف أو تأجيل أو تراكم، وخلال المراجعة يمكن تقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين، يضمن عدم تراكم المادة المطلوبة على الطالب، بل إن تكون عملية المراجعة والدراسة أولاً بأول، ورفع ثقة الطالب بذاته وبقدراته، وتدعيمه بين وقت وآخر، وتجنب الاعتماد على الحفظ الآلي، ومحاولة فهم واستيعاب المادة بالاعتماد على الكتاب المدرسي وليس الملخصات، والاهتمام بالجوانب والتجارب المعملية، وتبادل الخبرات مع زملائه، إلى جانب التدريب على أداء بعض الامتحانات التجريبية لكسر الحاجز النفسي، وحل الأمثلة التجريبية واعتبارها نموذجاً له، وإذا شعر الطالب بالارتباك، عليه ألا يفكر فيما مضى، ويركز في كيفية استغلال الوقت المتاح الآن، ويحاول استرجاع المنهج بشكل سريع، وتجنب الإجهاد، وإعداد برنامج زمني للمذاكرة يلتزم به خلال المراجعة النهائية”. تحديد الأهداف أما نورما حمادة “موجهة اللغة الإنجليزية”، فتؤكد أهمية فهم واستيعاب الطالب لأهداف محتوى المقررالدراسي، وعليه أن يسلك إلى ذلك مختلف الطرق والوسائل السمعية والبصرية والحركية، اللغة ثراء وإغناء وتنشيطًا، والاهتمام بالتدريبات عن طريق المحاكاة ولعب الأدوار، والتركيز على كل ما يخدم تراكمية، وأن يجري تقييم نفسه باستمرار. ولفترة المراجعة أهمية كبيرة في الإلمام بالمادة، وعلى الطالب أن يستعين فيها بحل التدريبات اللغوية، والاستعانة بأوراق المراجعة، وأن يعد لنفسه مخططاً يومياً وأسبوعياً، ويكثر من حل النماذج الامتحانية، وأن يحاول إبعاد كل مؤثر سلبي يزيد من قلقه وتوتره، وهنا يبرز دور الأسرة والمحيطين به، ولا يمنع من الانخراط في مجموعات دراسية مع زملائه للمراجعة الجادة، مع تنظيم الوقت وتهيئة مناخ ملائم للمذاكرة”. النظام التكاملي من جانب آخر ينصح علي عبد الله الفقي”موجه اللغة العربية” الطلاب والطالبات بالاعتماد على الكتاب المدرسي، وأوراق المراجعة المدرسية، وحل التمرينات والامتحانات والنماذج، واتباع المنهج أو النظام التكاملي الذي يخدم فروع مادة اللغة العربية بالتساوي، والاهتداء بأسئلة الوزارة، وعليه أن يبدأ مراجعته بالتدرج، ويمكن أن يبادر الطالب بتكوين” بنك للأسئلة” يراعى فيها التدرج والشمولية والتنوع”. ويضيف الفقي:” على الطلاب المتعثرين، ألا يلجأون إلى ما يربك برنامجهم في المراجعة، وأن يسعى إلى الابتعاد عما يشتت ذهنه، ويمكنه توظيف كافة المهارات للاستيعاب والمراجعة، وأن يعتمد على القراءة والمذاكرة الجهرية، وخلو المكان من كل ما يشتت ذهنه، وأن يتفاءل بالنجاح والحذر من التفكير السلبي، والسقوط فريسةً المخاوف من الفشل، فذلك يؤدي إلى اهتزاز ثقته بنفسه. والعمل الجاد لتنظيم الوقت بطريقة مناسبة، تُراعي فيها تقسيم وقتك بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، ووضع جدول للمذاكرة، والابتعاد عن السهر الزائد، وأخذ الكفاية من النوم والراحة فذلك مما يساعد على الاستذكار”. دور المكتبة تشير مي حسين “أمينة مكتبة” إلى أهمية ودور المكتبة المدرسية خلال فترة المراجعة، وتقول:” المكتبة ليست مجرد مكان يحتوي على مختلف ألوان وصنوف الكتب والمراجع، وإنما يمكن أن يقيم الطالب علاقة صحية وثيقة بينه وبين المكتبة، حيث الهدوء والراحة، والجو المناسب للمذاكرة والاستيعاب بالقرب من الكتب المهمة والمراجع العلمية المختلفة، فالمكتبة تتيح للطالب أن يجد كثيراً من المعلومات التي تخدم التراكم المعرفي لديه بشكل متاح وسريع ومتنوع، وهنا يمكن أن يجد الطالب كثيراً من الامتحانات والتدريبات والنماذج الامتحانية المتنوعة للإطلاع عليها والاستعانة والإسترشاد بها قبيل الامتحانات، فضلاً عن كون المكتبة تثير لدى الطلاب إحساساً بالجدية والانضباط والهدوء والمناخ الصحي للمراجعة”. «روشتة» المراجعة النهائية.. خطوات ومراحل ينصح خبراء التعليم الطلاب بعدة إجراءات وطقوس تعينهم على إنجاز المراجعة النهائية على النحو التالي: ? التعلم والاستيعاب: تدوين الملاحظات بشكل جيد في الحصة وفي الكتاب المقرر. والمراجعة الدورية، وتدوين الملاحظاتك بشكل جيد، وتقديِرالوقت اللازم لمراجعة المواد مع وضع جدول لتحديد ساعات المراجعة والمواد المطلوبة، وإجراء الاختبارات الذاتية. ? ملاحظة أي ارشادات دراسية يوزعها المدرس قبل الامتحان أو في بداية الفصل، وسؤال المدرس عما سيغطيه ويركز عليه الامتحان. ويمكن للطالب أن يكتب الأسئلة كما لو كان هو المدرس، ثم يحاول الإجابة عنها، ومراجعة الامتحانات السابقة، ? المذاكرة المكثقة، وفيها يراجع الطالب المواد المطلوبة، و يختار العناوين والافكار الرئيسة للمواد، ويركز على مراجعة واستيعاب النقاط الرئيسية والخطوط العريضةللمادة. ? من الممكن أن يرسم الطالب خرائط تسجل فيها الأفكار المهمة من المادة والعلاقة المتداخلة بين هذه الأفكار لتساعده على استرجاع المعلومات بسهولة، ويمكن أن يسجل الملاحظات والمقاطع المهمة من الكتاب على شريط تسجيل صوتي حتى يمكنه المراجعة عبر مسجل محمول. ? تنظيم الوقت، والبدء فى المراجعة مبكراً، ومراجعة المواد بشكل يومي ولو لمدة قصيرة. ? قبل الامتحان : أن يكون الطالب جاهزاً ودارساً للمواد بشكل كامل. وأن يأخُذ قسطاً كافياً من النوم. وأن يذهب إلى مقر اللجنة الامتحانية مبكراً دون عجلة، ويحاول أن يسترخي قُبيل الامتحان، ولايحاول أن يراجع كُل شيء في اللحظات الأخيرة، ولايذهب إلى الامتحان ومعده خاوية. وأن يواجه الامتحان بثقة تامة وهدوء. ? خلال الامتحان : على الطالب أن يقرأ الأسئلة والتعليمات بدقة وهدوء وعناية، وأن يحدد المطلوب من السؤال باهتمام ، وإذا واجهه سؤالاً صعباً، ينتقل الى سؤال آخر. وإذا كان الامتحان صعباً، يختار أحد الأسئلة ويبدأ الكتابة. ذلك قد يُعيد إلى ذآكرته مانسيه. ومن الممكن أن يكتب ملاحظاته وأفكاره في مسودة يستخدمها لاحقاً، وفي امتحانات الخيارات المتعددة، عليه أن يعرف متى يخمن، ويحذف الأجوبة التي يتأكد أنها غير صحيحة أولاً. وفي الامتحانات الكتابية، يفكر قبل يبدأ في الإجابة، ويكتب الخطوط العريضة لإجابته ببضع كلمات تشير إلى الأفكار التي يريد مناقشتها. بعد ذلك يرقم الأفكار حسب التسلسل الذي تريده. وأن يكتب النقطة الرئيسة في أول جملة. ولا يفوته أن يخصص جزءاً من الوقت للمراجعة النهائية. موقع إلكتروني للمراجعة وتصويب الأخطاء أيمن إبراهيم.. مدرس اللغة الإنجليزية، شاب طموح ومتحمس لا يميل إلى الطرق التقليدية في حياته، كما هو شأنه في مهنة التدريس، تلك الرسالة التي يحبها ويعشقها. دأب أيمن خلال سنوات عمله مدرساً للإنجليزية على إرساء وتشجيع صلته وتواصله بطلابه من كافة المراحل الدراسية ويقول: “إن التواصل الإيجابي المباشر بين الطالب والأستاذ يسهم في تحقيق حالة عالية من الاستيعاب والفهم، وكلما كانت العلاقة بين المدرس والمتلقي علاقة إيجابية مبنية على الاحترام والحوار، كلما تحقق الهدف التعليمي في مدة زمنية أقل”. ويقول أيمن إبراهيم: “دأبنا على مراجعة كل وحدة دراسية في الصف الدراسي أولاً بأول، وهناك أوراق العمل وأوراق المراجعات المستمرة والاختبارات الدورية التي لا تتوقف، وهذا من شأنه أن يتيح للمعلم أن يلم بمكان وقوف الطالب “أين يقف الطالب من حيث استيعابه للمادة؟”، ومن ثم نرى ماذا يمكن أن نقدمه له بعدها، وذلك من خلال تنمية مهارات التحدث والحوار والاستماع والترجمة وغير ذلك”. أما عن مبادرته الجديدة لتحقيق هذا التواصل، يقول أيمن إبراهيم: “قمت بتصميم موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يتيح للطلاب التواصل معي خلال ساعات محددة بشكل مباشر، على الموقع: «http:www//notezone.net» ومن ثم يمكنهم الاستفسار عن الجوانب المبهمة أو التي يحتاجون فيها إلى مزيد من الشرح والتوضيح، ويتم كذلك حل الأسئلة والتمارين والامتحانات المتنوعة وإعادتها إلى الطالب بشكل مباشر ليتعرف إلى أخطائه ومن ثم تصويبها، وتقديم المشاريع وأوراق العمل وأوراق المراجعات النهائية، كذلك يتم تطبيق الامتحانات القصيرة والطويلة على الموقع نفسه، إلى جانب إمكانية التواصل المباشر مع أسرة الطالب، وتقييم أدائه ومستواه أولاً بأول، وتقديم المحفزات التي تشجع الطالب بشكل مستمر، ولقد لمسنا أن هناك تجاوباً كبيراً بيننا والطلاب وأسرهم من خلال الموقع ولمسنا نتائج إيجابية مشجعة تدعونا إلى تطوير التجربة في المستقبل”.