السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمو أميركا الأفريقيون··· صدام الحضارات وهم

مسلمو أميركا الأفريقيون··· صدام الحضارات وهم
22 يونيو 2008 02:46
يجابه المسلمون الأميركيون من أصول أفريقية، مشكلين نقطة خروج عما يسمى ''صدام الحضارات''، الادعاء القائل بأن العداء أمر لا محال منه بين الغربيين والمسلمين، في غياب أي ارتباطات تاريخية مع الدول والأمم الحديثة في الخارج، تشكلت شخصية المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية بشكل كامل نتيجة للتجربة الأميركية، فـ''أميركيتهم'' بالطبع لا تقبل التحدي، ولكنهم رغم ذلك مسلمون بشكل كامل· يملك المسلمون الأميركيون من أصول أفريقية جذوراً في أميركا يبلغ عمرها أربعة قرون، وهم يوفرون للجالية الأميركية المسلمة الأوسع رابطاً فريداً مع الغرب، لا يوجد بشكل عام في أوساط الجاليات المسلمة في أوروبا، ويقدم هذا الرابط طرحاً مسانداً لكافة المسلمين في أم]ركا ويعطي للمسلمين من أصول أفريقية دوراً ناشطاً في جَسر الفجوة بين الغرب والعالم المسلم· وبعكس المسلمين الذين هاجروا إلى أوروبا، يشكل المسلمون الأميركيون مجموعة سكانية محلية مهمة، يملكون -وهم أميركيون من أصول أفريقية بشكل كاسح- رابطاً لا يمكن دحضه مع أميركا· وفي الوقت الذي حاولت فيه مؤسسة العبودية محو الأديان واللغات والممارسات الثقافية، جرى الحفاظ على التراث الأميركي المسلم من أصول أفريقية من خلال مساهمته التاريخية في الحرية والعدالة والمساواة· لقد أفاد الدور الذي شكّله الأميركيون من أصول أفريقية لأنفسهم جميع الأميركيين، وكافة الشعوب في أنحاء الأرض في الواقع، فقد مهد كفاحهم، وخاصة أثناء حركة الحقوق المدنية، الطريق لممارسة الإسلام في أميركا بأسلوب غير موجود في دول غربية أخرى بل وحتى في بعض الدول ذات الغالبية المسلمة، على سبيل المثال، أعطت المادة السابعة من قانون الحقوق المدنية لعام 1964 المسلمين حق حضور صلاة يوم الجمعة وأعطت المرأة حق ارتداء الحجاب في مكان عملها وفي المدرسة· لا يعطي قانون الحقوق المدنية لصاحب عمل الحق في ''أن يحدد أو يميز أو يفصل أو يصنف موظفيه بأي شكل يمكن أن يحرمهم أو ينزع لأن يحرم أي فرد من فرص العمالة، أو يؤثر بشكل شديد على وضعه كموظف، بسبب عرق ذلك الموظف أو لونه أو جنسه أو جذوره الوطنية''، وقد تحدت الحركة نفسها أميركا لتخاطب المشاكل الاجتماعية الناتجة عن سيادة الرجل الأبيض، وفتحت الباب أمام قانون الهجرة لعام ،1965 والذي كان له الأثر في زيادة عدد المهاجرين المسلمين إلى حد بعيد إلى أميركا من جنوب آسيا· لقد استفادت الجالية المسلمة الأميركية من غالبية أعضائها المنتمين إلى الجالية الأميركية من أصول أفريقية، وهم مجموعة تجسّد وعي أميركا فيما يتعلق بالحقوق المدنية والإنسانية، قد يكون الإدراك المتزايد لأهمية هذه المجموعة السكانية داخل الجالية الأميركية المسلمة أمراً حديثاً، إلا أن قيمته قد سبقت إدراكه· لقد حصل المسلمون، محلياً ودولياً، على القوة والتمكين من جانب الرواد الأميركيين من أصول أفريقية، من أول قاضٍ مسلم في أميركا ''آدم شكور'' وأول نائب مسلم لعمدة ''ديترويت''، إلى أول عضوين مسلمين في الكونغرس الأميركي، ''كيث إليسون'' -ديمقراطي من مينيسوتا- و''أندريه كارسون'' -ديمقراطي من أنديانا-، ومن الفوائد الملموسة لذلك، إدخال تشريعات محلية تأخذ بالاعتبار اهتمامات المسلمين، والتصويت بتفهم أكبر من رجل الكونغرس الأميركي العادي حول قضايا تتعلق بالعالم الإسلامي، واضحة للعيان· المكافأة الأعظم للمسلمين إذن هي مكافأة الأمل، فقد تغلب هؤلاء المسلمون على تجربة التهميش في الحصول على مراكز بالانتخاب في أميركا فقد يكون جميع الأميركيين المسلمين يملكون الاحتمالات نفسها· يستطيع المسلمون في أفريقيا وآسيا وأوروبا أن يتمسكوا بفكرة أنه إذا استطاع المسلمون من أحفاد العبيد الأميركيين أن يحصلوا على الاحترام في المجتمع الأميركي على اتساعه، فقد يمكن لأميركا أن تمر بعملية إصلاح صحية لسياستها الخارجية وأن تقيّم العالم المسلم بمنظور أكثر توازناً· تتمتع فكرة جيفرسون بأن ''جميع الناس ولدوا متساوين وقد أعطاهم الخالق حقوقاً معينة لا يمكن إنكارها، من بينها الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة''، بتبعية قوية بين المسلمين الأميركيين من أصول أفريقية، بهذا التاريخ الثري والشرعية التاريخية كأميركيين سوف يستمر المسلمون الأميركيون من أصول أفريقية بكونهم عناصر حيوية في السعي لتحقيق حياة أفضل للمسلمين في كافة أنحاء أميركا، وسوف يستمرون في أن يكونوا حلقة ربط روحانية بين أميركا والعالم المسلم· داود وليد المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في ميشيغان ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كومن جراوند'' الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©