السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متفوقون: «التحدي» طريق التميز واجتياز الصعاب

متفوقون: «التحدي» طريق التميز واجتياز الصعاب
9 مايو 2010 21:03
التميز والتفوق.. حصاد رحلة طويلة من الجهد والتعب والسهر والتفاني.. التفوق.. أكليل غار على رؤوس وهامات عشقت النجاح.. والمتفوقون.. نماذج جديرة بالاعتزاز والافتخار، والإمساك بمفاتيح الآمال والطموحات المشرقة لمستقبل وغد أفضل، وهم دائماً الثروة الحقيقية في كل زمان ومكان، ولكل نموذج من هؤلاء تجارب وخبرات - وإن بدت قصيرة - يقدمونها إلى زملائهم وزميلاتهم للأخذ بسواعدهم، وشحذ هممهم نحو النجاح والتفوق. كيف يستعد هؤلاء للامتحانات؟ كيف ينهون مراجعاتهم النهائية لدروسهم؟ هل لهم طقوس معينة نتوقف عندها؟ وكيف يمكن الاستفادة ونقل “عدوى النجاح” إلى أقرانهم في سياق تشجيع الدعم الذاتي والإيجابي لمئات وآلاف الطلاب والطالبات قبيل خوض الامتحانات النهائية. يقول محمد كمال قعفراني “بالصف الحادي عشر”، دأب على التفوق، وآخر معدل له في السنة الماضية 96 %، ويحلم بأن يصبح طبيباً للأسنان، يحب مادة الأحياء، ويذاكر دروسه منذ اليوم الأول من العام الدراسي بمعدل 3 - 4 ساعات يومياً، وتزيد إلى 6 ساعات مع نهاية العام، ويهوى كرة السلة والعزف على الجيتار، وعما يمكن أن يقدمه إلى زملائه قبيل الامتحانات، يقول: “أنا أحب أن أراجع بمفردي في مكان هادئ، ولا أعتمد على الدروس الخصوصية، أبدأ مراجعتي بالمواد السهلة، وأحرص على تنظيم وقتي بشكل جيد وفق جدول محدد أطبقه يومياً، أضع التفوق هدفاً أو وسيلة في الوقت نفسه لتحقيق أمنيتي في الحياة، ولا أدعي أي شيء آخر يؤثر على حالتي النفسية ولا المزاجية ولا تشتت انتباهي وتركيزي”. ويضيف: “أنصح زملائي بالاهتمام والتركيز منذ بداية العام الدراسي، وهذا لا يعني التخلي عن ممارسة الهوايات وتجديد النشاط، لكن وقت الجد للجد واللعب للعب، وأحرص على عدم إضاعة الوقت وأن أستغل كل ساعة قبيل الامتحانات، وأحرص على إنهاء المراجعة قبل الامتحانات بوقت كاف”. عاشقة التحدي أما مهرة محمد القبيسي “بالصف التاسع”، ودأبت على التفوق أيضاً، فتقول: “بطبيعتي أعشق التحدي، وأحب أتحدى ذاتي للوصول إلى أهدافي المشروعة، والتفوق الدراسي نوع من التحدي للنجاح وإثبات الذات، وطريقي في ذلك العمل وبذل الجهد والمثابرة، وأحرص ألا يشغلني عن تحقيق أهدافي أي شيء آخر، لذا فأنا أركز جيداً في الصف، وأتابع دروسي أولاً بأول، ولا أنتظر أن ينبهني أحد إلى ذلك، وأعتمد على نفسي تماماً، ولعل نصيحتي إلى زميلاتي وزملائي أن يحددوا أهدافهم، ويترجموا ذلك إلى خطوات عمل تبدأ من الانتباه في الصف، والحرص على الفهم، والمراجعة أولاً بأول، وتنظيم الوقت، والثقة بالنفس، ومن جانبي فإنني أعتمد على الشرح داخل الصف، ولا أعتمد على الدروس الخصوصية، لكنني حريصة جداً على تنحية كل ما يشتت انتباهي وتركيزي عند المراجعة النهائية، وأنا عادة أترك كل شيء خلفي، وأميل إلى الانعزال في غرفة خاصة، ولا يكون هناك سوى أنا والكتاب فقط، ومن الطبيعي أن أهتم بحل التمارين والتدريبات الامتحانية بتنوعها وتعدد مستوياتها حتى أطمئن أنني استوعبت المقرر بشكل جيد، ومن ثم الاستعداد للامتحانات بهدوء وثقة وثبات”. أولاً بأول أما عائشة محمد نجيب “الصف التاسع” متفوقة في جميع المراحل السابقة، وتهوى مشاهدة مباريات كرة القدم، وتتمنى أن تصبح سفيرة للإمارات في المستقبل، تلخص تميزها - كما تقول - في الانتباه جيداً في الصف، والسعي نحو استيعاب المواد استيعاباً جيداً، والمراجعة أولاً بأول دون تسويف أو تأجيل، وتنظيم الوقت مع الاهتمام بأخذ قسط من الراحة بين ساعات المراجعة وأنها تحرص على تنوع المراجعة حتى لا تصاب بالملل، كما أنها تفضل أن تطبق برنامجاً يومياً للمراجعة وتلتزم به حيث إنها تعتمد تماماً على نفسها، وإن كان هناك متابعة جادة ودائمة من الأسرة التي تشجعها وتحفزها نحو التفوق”. وتقول عائشة: “أعتمد على الكتاب المدرسي، وأسير في المراجعة من السهل إلى الصعب، وكثيراً ما أقيّم نفسي أولاً بأول” - لا أؤجل عمل اليوم إلى الغد - من خلال حل الامتحانات والتمارين، ومراجعة المواد قبل الامتحانات جيداً دون ارتباك أو خوف”. كيف أدرس؟ من جانب آخر يقول علي محمد البلوشي “الصف الحادي عشر”: “أنا أحرص على التفوق دائماً، وهذه هي طبيعتي، وأتمنى أن أتخصص في الطب الجنائي في المستقبل، وأذاكر يومياً من 3-4 ساعات وتزداد إلى 6 ساعات قبيل الامتحانات، وعادة أبدأ مراجعتي اليومية للمواد بالفروع التي أحبها كالفيزياء، وأقسم وقتي جيداً، وأعطي لكل مادة حقها، وألا أنتقل من جزء إلى آخر قبل أن أتأكد من هضمه جيداً”. ويضيف البلوشي: “إن أبرز ما يزعجني هو الملل، لذا فإنني أخصص وقتاً للعزف على البيانو، ولعب “البولينج” وممارسة هواياتي، ولا سيما أنني أحظى بتشجيع الأسرة ودعمها، وأميل إلى المراجعة في غرفة هادئة جداً ومنعزلاً عن أي شيء يشتت ذهني، وقد استفدت كثيراً من والدتي التي علمتني كيف أدرس وكيف أراجع دروسي، وكيف أستجمع طاقتي خلال المذاكرة، وهذا أمر مهم جداً لكل من يقصد النجاح والتفوق، لذا أنصح زملائي بالتفكير في مستقبلهم ويحددوا ما يريدون بالضبط، ومن ثم العمل والجهد للوصول إلى هذا الهدف بدءاً من النجاح والتفوق بطبيعة الحال”. كذلك تقول مريم فولاذي “الصف العاشر” إنني أحرص على التفوق، وأسعد بنقل تجربتي إلى زميلاتي، وأتمنى لهن النجاح أيضاً، وطريق النجاح يبدأ من الجد والاجتهاد منذ بداية السنة الدراسية وعدم هدر الوقت، وهذا لا يمنع من ممارسة الهوايات، لكنني أميل إلى الاعتماد على النفس، والمذاكرة بانتظام أولاً بأول، وألا أترك أي شيء يؤثر في تركيزي وخاصة قبل الامتحانات”. الدافعية والحافز وتضيف اليازية المنصوري: “التفوق يحتاج إلى دافعية وحافز، وأنني أحرص أن أراجع بمعدل 3-4 ساعات يومياً منذ اليوم الأول للدراسة، وإن كنت أتفوق في الرياضيات فلا يعني أن أهمل بقية المواد، حيث إنني أذاكرها بالاهتمام والتركيز نفسهما، لكن المشكلة هي طول المناهج الدراسية وحشوها، لذا فإنني قبيل الامتحانات أضطر إلى زيادة ساعات المراجعة إلى 7-8 ساعات يومياً مع تنظيم الوقت بشكل جيد والتخلي عن الهوايات مؤقتاً إلى ما بعد الامتحانات”. «كبسولات» النجاح والتفوق من خلال خبرات الطلبة والطالبات المتفوقين الذين حرصوا على نقل تجاربهم الذاتية إلى زملائهم وزميلاتهم، أمكن استخلاص أمور إيجابية عدة، يمكن تسميتها بـ”كبسولات” النجاح والتفوق، واختصارها فيما يلي : ? الحضور الإيجابي داخل الفصل، والتأثير على المعلم إيجابياً بالأخلاق الحسنة، وحسن الاستعداد والاهتمام بالمادة، والتأقلم مع المعلم والتركيز معه، وحسن التحضير المسبق للدرس. ? الحرص على المشاركة الصفية والمتابعة والاستذكار أولاً بأول، والفهم المنطقي والموضوعي واستجماع القوى الفكرية والاسترجاع الذكي للمعلومات، تساعد على قوة الاستيعاب. ? وضع جدول ينتهي قبيل الاختبارات، وتحديد عدد الأيام المخصصة لكل مادة. ? الاستعانة بالرسوم التوضيحية - ما أمكن ذلك - فهي تزيد من القدرة على الفهم والتحصيل واسترجاع المعلومات بعد ذلك. ? تحديد النقاط الأساسية في كل درس، وتكرار قراءتها بحيث تكون مرتبطة ببقية الموضوع ? اكتساب مهارات تنظيم الوقت وتحديد الأولويات. ? فهم القوانين والقواعد والمعادلات والنظريات، وما شابهها فهماً جيداً ثم حفظها عن ظهر قلب. ? محاولة وضع أسئلة على أجزاء الدرس والتعرف إلى الإجابة الصحيحة لها. ? الاهتمام بالمراجعة وحل الاختبارات، وتخصيص وقت للاطلاع على نماذج الامتحانات السابقة. ? اختيار مكان هادئ بعيد عن الضوضاء كلما أمكن مع مراعاة توافر المناخ الصحي المناسب. - تخير الأوقات المناسبة للدراسة وتخصيص ساعات للنشاط مثل الصباح الباكر أو بعد القيلولة لمذاكرة الموضوعات التي تحتاج إلى فهم دقيق. ? تجنب الإرهاق أيام الامتحانات النهائية. ? الهدوء في قاعة الامتحانات، وقراءة الأسئلة كلها قبل الإجابة، وفهم كل سؤال، والبدء بالسؤال السهل، ثم الأصعب، ومراجعة الإجابة، وعدم الاستعجال في الخروج من القاعة، وعدم التفكير فيما مضى من امتحانات. ? الثقة بالنفس والنجاح والاعتماد على الله. تجربة ذاتية مشرقة الصداقة والتفوق .. وأخلاق الفرسان أبوظبي (الاتحاد) - كثيرون من يشبهون التنافس العلمي بين الأوائل المتفوقين كأنه صراع، وأن هذا الصراع يزداد حدة وكأنه “صراع ديوك” في كثير من الحالات، ولا سيما إذا كان الصراع طرفيه إناثاً، لتطرف وحدّة مشاعر الغيرة والتنافس بين الإناث بطبيعة الحال. لكن الابنة “لين عدنان عباس”، كان لها موقف آخر مع زميلتها وصديقتها المقربة، فتخلت عن كل المشاعر السلبية التي نجدها كثيراً في مثل هذه الموقف التي سترويه بنفسها، واتشحت بأخلاق الفرسان النبيلة، ولم تتخل عن زميلتها المقربة عندما كانت في أمس الحاجة إليها، لتقدم نموذجاً مختلفاً من الإيثار ونكران الذات. لين.. طالبة بالصف التاسع، دأبت على التفوق في جميع مراحلها الدراسية السابقة، تهوى الرسم والسباحة، وتعشق الكيمياء وإن تميزت في جميع المواد، وتتطلع إلى أن تصبح طبيبة في المستقبل، وهي تعرف أهدافها جيداً، وتحدد خطواتها باهتمام. طريقها نحو التفوق، ينطلق من مظلة أسرية وتربوية صحية، ومناخ أسري مفعم بالحب والألفة والتشجيع، فهي تنظم وقتها بعناية، وتركز في مسعاها بحرفية بريئة تحسد عليها وتفوق سنها، وحضور متميز في صفوف الدراسة، ولا تخجل أبداً من سؤال أساتذتها إن احتاجت لإعادة الشرح، ولا تتردد في الذهاب إليهم إن كان هناك ضرورة.. ولما لا..؟ فاستيعاب الدرس كل مبتغاها! للامتحانات معها طقوس خاصة، تركيز.. ومراجعة.. وجو هادئ منعزل.. واختبارات للذات دون ملل، ولايمنع من “استراحة” لالتقاط الأنفاس ومواصلة الجهد مابين 5-7 ساعات يومياً. تجربة ذاتية عن تجربتها الذاتية مع صديقتها المقربة، تقول: “صديقتي كانت متميزة، وكنا نتناوب التنافس والتفوق فيما بيننا، ولا تعارض بين علاقتنا الحميمية والتنافس الشريف بيننا، لكنني لاحظت أن معدلات صديقتي بدأت تنخفض هذا العام لأسباب لا أعلمها، ولاحظت أنها ملّت من الدراسة، وأظن أن هذه أعراض غير منطقية لفتاة في هذا العمر وهذه المرحلة الدراسية الحاسمة، وقررت أن أقف بجانبها لاجتياز الأزمة، وتحدثت إليها كثيراً، وشجعتها، وحرصت على متابعة استيعابها للدروس في الصف، وعندما ألاحظ غير ذلك أصمم على مساعدتها في تدارك ما فاتها، وكثيراً ما تناقشت معها في الحصص الشاغرة وأوقات الفراغ حتى أراجع معها الدروس التي تفوتها أو لا تستوعبها، وأتأكد من ذلك، واصطحبها أيام الخميس للمراجعة سوياً، وتدريجياً استطاعت أن تستعيد توازنها وتحسنت درجاتها وعادت إلى سابق عهدها. وكنت دائماً أشجعها أنها ستكون قادرة أن تعود أفضل مما كانت. وبالفعل نجحنا معاً. وأنا سعيدة جداً لأنني استطعت أن أسهم في الأخذ بيد صديقتي، فهذا هو حق الزمالة والصداقة الحقيقية دون حقد أو نزاع أو أنانية”. وتتابع:” وصفتي لزميلاتي وزملائي للفوق، بألا يعلو صوت فوق صوت “ إرادة التميز”، ومشوار التميز يبدأ من الخلق القويم، والانضباط، وتحديد الأهداف، والمثابرة، وتنحية كل ما يشغل الإنسان عن تحقيق أهدافه، والعمل الجاد منذ اليوم الأول للدراسة دون تأجيل للواجبات أو تسويف، والسعي للحصيل والاستفادة والاستيعاب والمعرفة بكل الطرق المشروعة المتاحة، وعلينا أن نسعى وننتظر من الله سبحانه وتعالى التوفيق”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©