السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروض فنية وسينمائية عراقية مميزة تعود للمشهد الفني العربي

عروض فنية وسينمائية عراقية مميزة تعود للمشهد الفني العربي
9 مايو 2010 21:04
قدمت الفرق العراقية بالدوحة، خلال مشاركتها في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية، عروضاً مميزة طيلة الأسبوع الماضي، وتنوعت العروض والفعاليات الفنية ما بين الفلكلور والرقصات الشعبية والأغاني الوطنية. وقد توافد عدد كبير من الجمهور إلى أماكن الاستعراضات، للاستمتاع بعروضها الفنية الرائعة. وقد تميزت الفعاليات التي قدمتها فرقة البصرة للفنون الشعبية باستحداث لوحات فنية جديدة، من بينها لوحة المرش وفقرة الغجرية والخشابة وأخرى بعنوان الهيوة، وجاءت عروض البصرة للفنون الشعبية تأكيداً لمكانة الثقافة العراقية وما وصلت إليه من رقي عبر تاريخ بلاد الرافدين الزاخر بالكثير من الإبداعات، وكيف لا وقد كانت بغداد حاضنة الخلافة ومنبع الثقافة اللذين استلهمت منهما الكثير من الحضارات ركائز ومقومات ثقافتها الحديثة، كما أكدت أيضاً على قدرة الفلكلور الشعبي العراقي على تسجيل وتدوين التاريخ بكل إيجابياته وسلبياته وقدرة المثقف العراقي على تصوير الواقع وتجسيد ملامحه في قصيدة أو أغنية أو رقصة شعبية، أو أي من ألوان الغناء المتعددة والتي يزخر بها الفلكلور العراقي، وجاءت الفقرات الفنية التي قدمتها الفرقة منوعة بمصاحبة الرقصات الشعبية المتوائمة مع الألحان والأداء العالي، بالإضافة إلى اللوحات المقدمة من مجموعة من المطربين الشعبيين، كما أن آلات الإيقاع العربية جذبت وأدهشت الجمهور المتعطش للفن العراقي، الذي عاد للمشهد الفني العربي بعد غياب طال سنوات، ورغم الألم، والهموم المحدقة بالعراقين إلا أنهم قدموا عروضهم على أكمل وجه. يوم آخر ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كانت هناك عروض للأزياء، ومسرحيات لفتت الأنظار إلى عمق الثقافة العراقية، بالإضافة إلى العروض السينمائية حيث أدهش فيلم «يوم آخر» للمخرج العراقي الراحل صاحب حداد، والذي ?يعود إنتاج الفيلم إلى فترة السبعينات من القرن الماضي، بعد أن تم عرض «بيوت في ذلك الزقاق» للمخرج قاسم حول، ويكاد موضوع الفيلمين يتشابه، من حيث طبيعة الصراع من أجل الثروة والسيطرة، عبر فئة قليلة طامعة في الاستحواذ على خيرات فئة الأكثرية من الشعب، وإذا كان «بيوت في ذلك الزقاق» يتناول استغلال البرجوازية لطبقة العمال الفقراء وسرقة جهدهم وتعبهم مقابل أجر ضئيل، فإن فيلم «يوم آخر» يتحدث عن زمن الإقطاع في العراق واضطهاده للفلاحين الفقراء الذين لا يجدون سوى جهدهم وقوتهم اليومي، بل إنهم يضطرون بسبب ضعف المواسم ومضايقات الرجل الإقطاعي للاستدانة منه!. البطل الجريح تتصاعد أحداث الفيلم عبر بنية حكائية درامية تزيد أوارها الدماء وحرق محاصيل الفلاحين وقتلهم غدراً، حيث يدفع الإقطاعي ابنه لقتل كل فلاح لا يرضخ لشروطه إلى أن تصل الأمور بالابن إلى قتل زوجة أحد الفلاحين الشرفاء والذي يرفض التخلي عن بقية الفلاحين مقابل سداد جميع ديونه وديون أبيه الفلاح أيضاً، وعندما يعود ويجد زوجته تلفظ أنفاسها الأخيرة مؤكدة هوية القاتل، تشتعل النيران في دمه، ويتأبط بندقية يناوله إياها أحد الفلاحين ويأخذ بثأره من ابن الإقطاعي الذي كان في سهرة ماجنة، وينتهي الفيلم بمشهد معبر حيث يذهب البطل الجريح باتجاه الشمس المضيئة في الأفق.?وشارك في الفيلم كبار النجوم العراقيين من أبرزهم، خليل شوقي وشذى سالم ونزار السامرائي وطالب الفراتي وناهدة الرماح وقائد النعماني وفوزي مهدي وبهجت الجبوري وأفراح عباس وراسم الجميلي وسلام زهرة وأفراح عباس وهاني هاني وأثمار، وهو من تصوير الفنان الكبير يوسف ميخائيل والموسيقى التصويرية للموسيقار السوري الكبير صلحي الوادي. «مونتير» محترف كما يعد صاحب حداد مخرج «يوم آخر» من أبرز الرواد السينمائيين العراقيين، وقد اشتهر في عمله في المجال السينمائي بـ»مونتيرا محترف»، درس السينما في هنغاريا، وعمل في أفلام سينمائية، مثل، «عروس الفرات» عام 1958 والذي أخرجه عبدالهادي مبارك، كما عمل في أفلام سينمائية عربية مونتيرا وأبرزها فيلم «بياع الخواتم» للمخرج العالمي يوسف شاهين والذي قامت ببطولته فيروز، وفيلم «حبيبتي» للمخرج الراحل هنري بركات وغيرها من الأفلام، وكان فيلم «يوم آخر» الذي أخرجه عام 1979 أول أفلامه وكتب قصته بنفسه. وتوالت بعدها أعماله الإخراجية في أفلام: «مطاوع وبهية» و»الحدود الملتهبة» و«عمارة 13» و»طائر الشمس».?وقد رحل صاحب حداد عن عمر يناهز الستين عاماً متألماً بما جرى لأحوال العراق، أما فرقة البصرة للفنون الشعبية فقد تأسست عام 1976، التي تتبع وزارة الثقافة العراقية وتضم في عضويتها الكثير من الطاقات الشبابية الذين تم اختيارهم من قبل متخصصين في الرقص الشعبي وتضم أكثر من 76 فناناً بين مطرب وموسيقي وراقص، سبق لها المشاركة في الكثير من المهرجانات الخارجية منها بابل الدولي والحسيمة المغربي ومسقط وقطر والفحيص وجرش.?
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©