الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي شراب: مهارة التركيز «كلمة السر» خلال المراجعة النهائية

علي شراب: مهارة التركيز «كلمة السر» خلال المراجعة النهائية
9 مايو 2010 21:07
يشكو كثير من الطلاب مع اقتراب نهاية العام الدراسي، وخلال استعداداتهم النهائية للامتحانات النهائية من عدم التركيز والقدرة على الاستيعاب، أو الاستيعاب البطيء بما يعرضهم للتوتر والقلق والأرق، ولا سيما أن البعض منهم يجري مقارنة لنفسه خلال فترتين مختلفتين، أو يشعر البعض منهم بأنه لا يفهم ولا يستوعب ما يقرأ إلا بعد قراءته عدة مرات مع أنه كان في السابق غير ذلك. الدكتور علي شراب “دكتوراه علم النفس وخبير تطوير المهارات البشرية” يشير إلى أهمية وفاعلية التركيز في أثناء المراجعة النهائية للامتحانات، ويقول: “علينا أن نتعرف أولاً على طبيعة التركيز بأنه أحد جوانب التفكير العميق كعملية عقلية، وتعني تجميع وحصر التفكير في موضوع واحد فقط. والتركيز في الامتحانات يشير إلى حصر التفكير في هذا الجانب أكثر من غيره، وهناك عدة مشتتات للتركيز أهمها العوامل الداخلية مثل: الحالة الجسمية والصحية والجوع أو العطش، والحالة الذهنية للطالب، والحالة المزاجية والنفسية، والمشاكل الخاصة أو الأسرية، وأحلام اليقظة، والقلق، والتخطيط الجيد للأهداف، والقدرة على التحصيل، أما العوامل الخارجية كمكان الدراسة أو الاستذكار، وأدوات الدراسة، والبيئة المحيطة كالإنارة، والضوضاء، أو وجود عناصر بشرية تشتت الانتباه ولا تساعد على التركيز”. .. ويضيف: “هناك عدة أمور تعوق التركيز مثل نقص مهارة التركيز، والتشتت، والانشغال بأمور فرعية أو هوايات أو عادات شخصية محببة، ووجود عوامل إثارة الانتباه الخارجية كالأصوات وقلة التدريب والممارسة، والاهتمام بأمور جانبية، والاستسلام للإحباط البسيط، وضعف الاهتمام ونقص الدافعية والحافز، والميل إلى التأجيل التلقائي لمهمة غير محببة وعدم وضوح الهدف، واختلاط الأولويات والالتزامات والواجبات، فضلاً عن التعب والإجهاد أو المرض أو وجود انفعالات سلبية”. مسببات التشتت من أجل كيفية اكتساب مهارة التركيز، ينصح د. شراب الطالب بأهمية التخلص من مسببات التشتت الخارجية والذاتية، والمذاكرة في غرفة خاصة خالية من المؤثرات الخارجية كالتلفاز أو غيره، ووسط إضاءة هادئة مريحة، ومناخ صحي متجدد، ويحدد مهمة سهلة في البداية، ويشجع نفسه، ويتدرب على وقف التفكير في الأمور التي تشغله كممارسة هواية يحبها أو الأصدقاء، ثم التمسك بالصبر والمثابرة وعدم الاستسلام للمشتتات، ويدرب نفسه على إقصاء هذه المؤثرات بالتجاهل التام وإلغاء المؤثرات غير المرغوبة تلقائياً وقصر نشاط المخ على شيء واحد رغم تعدد المثيرات حوله، بمعنى لو كان لا يستطيع التركيز أثناء استماعه للموسيقى عليه أن يتوقف عن سماعها. وإذا كان يعاني من مرض أو أعراض مرضية عليه أن يعالجها أولاً، فإذا كان مصاباً بمشاكل في الرؤية، أو مشاكل معوية أو إصابته بنزلة برد مثلاً عليه أن يعالج هذه الأعراض حتى لا يشتت انتباهه ويفقد تركيزه، مع الاحتفاظ بقائمة شاملة لكل الالتزامات، مع البدء بالمهمة ذات الأولوية القصوى، وضرورة تعلم مهارة التركيز واحترامها. ومن ثم يحدد الطالب لنفسه خطة أو برنامجاً زمنياً للمراجعة، وتحديد الوقت المتاح، وأن يقل لنفسه مثلاً: “اليوم سأراجع كذا.. وكذا، ويعمل على تنفيذ ما حدده سلفاً، وعليه أن يختار الوقت المناسب للمراجعة بحيث لا تكون هناك مؤثرات خارجية تحول دون تحقيق هدفه. ومن العوامل المهمة أيضاً، الاهتمام بالبرنامج الغذائي السليم، وتحديد الأولويات، والوقت المتاح، وطريقة المطالعة، والاهتمام بأخذ أقساط من الراحة وعدم الاستغراق في السهر وتضييع الوقت، والابتعاد عن أية مشاكل أو ضغوط أسرية قد تصرف انتباهه وتشتت تركيزه”. خطوات مهمة ويؤكد د. شراب على عدة جوانب، ويقول: “على الطالب أن يدرك أن الظروف والعوامل النفسية كالقلق والتوتر، والحزن حتى الفرح الزائد، تؤثر على التركيز والاستيعاب. كذلك الاهتمام بالظروف البيئية المحيطة مثل المناخ ودرجة حرارة الغرفة، والإضاءة، والتهوية، والهدوء، والاهتمام أيضاً بممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من النوم والراحة والابتعاد عن المنبهات، واعتماد نظام غذائي سليم”. ويضيف: “على الطالب أن يدرك أن هناك عدداً من الحقائق يجب ألا تغيب عن باله، كأن يفعل ما يراه ضرورياً لضمان فهم ما يقرأ أو ما يدرس. وأن يدرس المحتوى يوماً بيوم. ولا ينسى أن يربط المعلومات المدرسية بالمعلومات العامة خارج نطاق الدراسة. وخلال المراجعة عليه أن يقرأ كل كلمة بعناية تامة، ويحاول الاستمتاع بما يدرس. ويقرأ وهو يقظ لما قد تكون له علاقة بالمادة من قراءات ومشاهدات، والبحث عن المبادئ العامة في الفصل المدروس من الكتاب بما يسهل من قدرته على التركيز. ولا ينسى أن يغير المادة ونوع النشاط الذي يقوم به، فليقرأ ساعة ويكتب ساعة أخرى لكي لا يشعر بالملل، وأن يضع أهدافاً محددة “قصيرة وبعيدة المدى” في ذهنه وهو يذاكر. وأن يفعل كل ما بوسعه لاستمرار تركيزه أثناء المذاكرة. وأن يحاول التأكد من الحصول على نتاج مذاكراته المثمرة أولاً بأول”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©