الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

للكبار فقط.. وخلافه!

للكبار فقط.. وخلافه!
9 مايو 2010 21:10
(1) تجد أفلاماً مكتوباً عليها، أو تظهر على الشاشة عبارة: «للكبار فقط». طبعاً نفهم من الموضوع أن القصة فيها إن وأخواتها وبنات عمها، فنبعد الصغار، ونشرع في بحلقة العيون والذهون، وقد نصاب بخيبة أمل، حين يتبين لنا أن القصة مجرد مشاهد مرعبة أو تمثيل بحثث وما شابه. المشكلة أنهم لا يحددون عمر الكبار ولا نوعهم، فهل تصلح هذه الأفلام، لمن هم فوق التسعين؟ وهل يقصد العمر فقط، أم تشمل الكبار في المنصب والجاه والحسب والنسب وخلافه.. حتى لو كانوا أطفالاً؟ وهل يحق لهؤلاء الكبار، أن يستمتعوا بحلقات «توم آند جيري»، إضافة إلى أفلام الكبار، ولماذا لا يكتبون على مسلسلات الأطفال للصغار فقط....!! السبب واضح: الصغار ليسوا أنانيين مثلنا!! (2) الكاتب هو ابن الواقع أولاً وأخيراً؛ لأنه مرتبط عضوياً بالبنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية طبعاً. أما الكاتب الساخر، فهو مريض على الأغلب بالتمرد الدائم على الواقع المعيش، مريض، يتأوه ويتنهد ويتعذب، فتخرج أناته على شكل خليط سخري عجيب وفوضوي... من السخرية والمرارة والمقاومة والعبث والعدمية أحياناً. مريض بالبحث عن آليات جديدة ومبتكرة لنقل المعادل الشعوري لمواقف الناس السياسية والاجتماعية والإنسانية. الكاتب الساخر مريض.. أعترف بذلك! لكنه طبيب أيضاً.. طبيب لا يعالج ولا يشفي، لكنه يشخص ويوثق لمجتمعه.. يشخص عيوب السلطات أمام الناس ويفقع بالونات «البروبوغندا»، ويبصق على الهالات المزيفة التي يضعها الكبار حول أنفسهم. وهو لا يكتفي بذلك، بل يشخص أخطاء الناس أيضاً وممارساتهم التي يصورها بشكل كاريكاتيري يجعلهم يعون ممارساتهم المغلوطة، لعلهم يفكرون أكثر إذا قرروا ممارستها مرة أخرى. (3) تجري عيادة طبية بريطانية عمليات جراحية خاصة للتخلص من حمرة الخجل... وتقول المعلومات الصحفية المتواترة إن العملية تستغرق 40 دقيقة فقط لا غير، ويخرج من تحت مباضع الأطباء كائنات لا تخجل ولا تستحي. في العملية، يثقب الجراحون فتحة بالقرب من إبطك، لا سمح الله، ويولجون تلسكوباً مجهرياً يمكنهم من متابعة العملية الجراحية الدقيقة التي يقوم الأطباء خلالها بقص أطراف الأعصاب عند قاعدة العنق... تلك الأعصاب التي يقولون إنها تسبب حمرة الخجل التي تعترينا وتؤدي إلى تورد الوجه وافتضاح المشاعر.. في العيادة الآن عشرات الزبائن الذين يعتقدون أن علامات الخجل الظاهرة كانت مسؤولة عن تأخرهم الوظيفي. هذه المعلومات والأخبار المتواترة وضعتني في أزمة أخلاقية صعبة، إذ تبين بعد أن اشتعل الرأس شيباً بأن معلومات والدتي كانت مغلوطة تماماً، حيث كانت تقول كلما ارتكبت عملاً منكراً في ما يسمى بطفولتي بأن عرق الحياء «شريان أو وريد» قد طق «انفلق» من بين عيوني، وأن الداية لم تملح فمي جيداً. العمليات الجراحية التي تجريها هذه العيادة تثبت بأن «شرش» الحياء يقع في عنق الرحم وما يقارب ذلك الموقع عند الذكور، ويتم الدخول إليه عن طريق الإبط... الآن فقط أستطيع أن أعذر القائمين على جائزة نوبل؛ لأنهم لم يمنحوا الوالدة الرؤوم جائزة نوبل لتفوقها في مجال فسيولوجيا وبيولوجيا الأعضاء والهندسة البشرية. كل ما على الحكومات العربية «الطفرانة» الآن هو التعاقد مع العملية لإجراء بتر جماعي لـ»شرش» الحياء عند الشعب، فنتخلص فوراً من ثقافة العيب، ونرسل زوجاتنا للعمل كخادمات في ماليزيا وسيريلانكا «عشان العملة الصعبة»، ونشتغل في أي عمل وأي راتب ونحل محل العمالة الوافدة في كل مكان.. وإذا لم نجد عملاً مهما كانت درجة تواضعه، فما علينا إلا تفتيش الحاويات...! ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©