السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفوانيس و«الياميش» ينغصان فرحة المصريين بحلول رمضان

الفوانيس و«الياميش» ينغصان فرحة المصريين بحلول رمضان
19 يونيو 2016 18:56
سعيد ياسين (القاهرة) تراجعت مظاهر فرحة المصريين بقدوم شهر رمضان الكريم هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، لأسباب متنوعة، يأتي في مقدمتها ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه لغالبية السلع، نظراً لارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري من ناحية، ومن الناحية الأخرى لزيادة نسبة التعريفة الجمركية على السلع المستوردة، ما أثر على الأسعار، وأدى إلى تدشين حملات مقاطعة واسعة لشراء «ياميش» (مؤونة) رمضان، وهو ما تم ضرب عرض الحائط به، حيث نشطت عملية الشراء قبل رمضان بأيام قليلة، ولكن بنسب أقل من حيث كمية المشتريات، كما انشغلت آلاف البيوت بامتحانات الثانوية العامة التي تتزامن هذا العام مع الشهر الكريم. مؤونة الفقراء قال تاجر التمور محمد عبدالله إنه رغم ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي، حيث وصلت في بعض الأصناف إلى نحو 40 في المئة، إلا أن الإقبال على الشراء لم يتأثر كثيراً، خصوصاً وأن البلح يعد بمثابة «ياميش الفقراء»، وأن الزيادة فيه رغم ارتفاعها بشكل غير مبرر تعد ضئيلة مقارنة بالأصناف الأخرى، إلى جانب توافر أصناف متعددة منه وبأسعار متفاوتة تناسب مختلف الطبقات، ومنها الذي تم جلبه من الواحات البحرية مثل سيوة والفرافرة والخارجة والداخلة، أو من أسوان وصعيد مصر. وعن أبرز الأسماء التي تحملها أصناف التمور هذا العام، قال إن هذه الأسماء تتغير طبقاً لمتغيرات السوق، ويقوم بعض التجار بكتابة أسماء معينة على بعض الأصناف في محاولة لجذب الزبائن، ولم يخف أن الأسماء المحببة لدى الجمهور تطلق على الأنواع الجيدة كنوع من التحفيز لهم على الشراء، مشيراً إلى أن أسماء فنانات شهيرات أطلقت على أنواع مختلفة من البلح طوال السنوات الماضية، منها أسماء فيفي عبده وليلى علوي وصفية العمري وهيفاء وهبي، وبعد ثورة 25 يناير أطلق التجار اسم الثورة على أفضل أنواع البلح، وفي العام الماضي أطلق اسم الرئيس السيسي على أفضل الأنواع، وأيضاً اسم أغنية «بشرة خير». ولفت إلى أن أبرز الأسماء المتداولة هذا العام هي «السيسي قلب الأسد»، و«آه لو لعبت يا زهر» نسبة إلى الأغنية الشهيرة التي غناها مطرب الأغنية الشعبية أحمد شيبة، وحققت نجاحاً لافتاً، إلى جانب أسماء «أم كلثوم» وبعض أغنياتها، ومنها «الحب كله» و«أنت عمري» و«أمل حياتي» و«رق الحبيب» وهي تزين الأنواع التي تتميز بالحلاوة والجودة، و«الزمن الجميل» و«الصبر جميل» و«أنا بعشقك» وهي الأغنية الشهيرة لميادة الحناوي، إلى جانب أسماء «الشيخ» و«شيخ العرب»، و«زينب»، و«خد الجميل» و«الشبح»، ومن الأسماء التي لفتت الأنظار هذا العام اسم «الإرهاب الجبان هيبوظ علينا الزمان» وتم إطلاقه على أنواع رديئة الجودة في شكل يحمل دلالة على كره الجميع للإرهاب. جنون الأسعار فيما يتعلق بـ«ياميش» رمضان فارتفعت أسعاره بشكل وصفه الجميع بالجنوني، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تزيد عن 50 في المائة نظراً لارتفاع سعر الدولار، واعتماد غالبية المطروح في الأسواق على المستورد منها، وتراوح سعر كيلو الكاجو والبندق المحمص والفستق وعين الجمل المقشر بين 160 و200 جنيه، في حين وصل سعر كيلو التين المجفف والمشمشية والقراصيا واللوز إلى أكثر من 70 جنيهاً، وتراوحت أسعار كيلو الزبيب بين 40 و60 جنيها، وهو ما تكرر في أسعار لفات قمر الدين. وقال التاجر خالد عبدالعال إن هناك زبائن لم يتأثروا بارتفاع الأسعار، وحصلوا على حصتهم السنوية المعتادة، وإن أبدوا تذمراً كبيراً من ارتفاع الأسعار الذي وصفوه بالمبالغ فيه، وفي المقابل قام غالبية الزبائن من متوسطي الدخل بشراء كميات أقل مما كانوا يحصلون عليه سنوياً، في حين لجأت بعض ربات البيوت إلى حيل ذكية تتمثل في صناعة المشمشية مثلاً داخل بيوتهن، خصوصاً وأن المشمش الطبيعي والبرقوق موجود حالياً في الأسواق، ويتراوح سعر الكيلو منه بين 15 و20 جنيهاً. وقال التاجر محمد غالب إن أسعار «ياميش» رمضان تأثرت سلباً هذا العام بالحرب السورية، وتقلص الإنتاج الذي يعد مصدراً أساسياً لواردات مصر من الياميش، وأيضاً بارتفاع التعريفة الجمركية على الياميش المستورد، وأنه كان على الأسر البسيطة حل من اثنين، الأول أن تستبعد الياميش من قائمة مشتريات رمضان وتقاطعه، خصوصاً وأن ارتفاع الأسعار بشكل جنوني جعل البعض يستجيب لدعوات مقاطعة شراء الياميش، رغم محاولات الحكومة توفيره بأسعار أقل في بعض المجمعات والشوادر ومنافذ التوزيع الحكومية، أما الحل الثاني أمام هذه الأسر فتمثل في الاكتفاء بشراء البلح الأسواني، أو شراء المكسرات بقشرها لرخص ثمنها مقارنة بالأنواع الأخرى. غزو صيني فيما يتعلق بفوانيس رمضان فتعددت أشكالها وأحجامها، ورغم ارتفاع أسعارها إلا أن الطلب عليها لم يقل مقارنة بباقي الأشياء الرمضانية، خصوصاً وأن غالبية الأسر تقوم بشرائها لإدخال الفرحة إلى الأطفال، ورغم أن الفانوس يعد من التراث المصري الأصيل، إلا أن غالبية المعروض من الفوانيس تم استيراده من الصين، واللافت أنه دخل إلى البلاد بطرق غير شرعية تحت بند «لعب أطفال» للتحايل على قرار الحظر الذي كان أقره وزير التجارة والصناعة السابق منير فخري عبدالنور في أبريل 2015، وقضى بوقف استيراد السلع والمنتجات ذات طابع الفن الشعبي، ومنها الفوانيس، ورغم القرار إلا أن الفانوس الصيني نجح في غزو الأسواق الشعبية ودخول بيوت المصريين مرة أخرى. وقال حمدي زايد، أحد كبار تجار الفوانيس بحارة اليهود في حي الموسكي في القاهرة، إن الفوانيس الصينية تسيطر على السوق المصري الذي لم يستفد صناعه كثيراً من قرار الحظر، حيث يوجد أكثر من 60 شكلاً لها تتنوع بين العرائس والأرانب والجِمال والأبراج، وأن بعض الورش المصرية قامت بتصميم فوانيس محلية الصنع، ولكنها قامت باستيراد ماكينات صينية توضع في داخلها لعمل الإضاءة، وترديد بعض الأناشيد والأغنيات الرمضانية. وأشار إلى أنه توجد أنواع من الفوانيس يتزايد الطلب عليها، ولا تتأثر بارتفاع الأسعار، ومنها الفوانيس الخاصة بالأطفال، والتي تحمل أسماء «بوجي وطمطم» و«سبونج بوب» و«عالم سمسم»، وأيضاً التي تصدر أصواتاً خاصة بالأغنيات الرمضانية الشهيرة، ومنها «أهلاً رمضان» و«وحوي يا وحوي» و«أهو جه يا ولاد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©