الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الصوت في حلّة ثلاثية الأبعاد

الصوت في حلّة ثلاثية الأبعاد
10 ابريل 2018 23:22
فاطمة عطفة (أبوظبي) ضمن البرنامج الغني الذي يقدم العديد من الندوات، في إطار القمة الثقافية أبوظبي 2018، يبقى الفن التشكيلي علامة بارزة، خاصة بمشاركة الفنانين الإماراتيين ومنهم الفنان سالم المنصوري الذي قدم مشاركة مهمة في عمل نحتي مطبوع، ثلاثي الأبعاد، يجسد من الناحية البصرية حوارات القمة الثقافية التي أقيمت في أبوظبي 2017. والفنان المنصوري حصل على التسجيلات الصوتية عن طريق نظام الخوارزمية المحوسبة الذي يترجم الكلمات المنظومة رقمياً، ويحولها إلى أشكال منتظمة، يقول الفنان: إن البرنامج يقوم بتحليل البيانات الصوتية، ويستخرج سرعة الإيقاعات المختلفة وطبقة الصوت والتنغيم التي يتم تمريرها بعد ذلك عبر نظام الخوارزمية لإنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد. ولفت إلى أن هذه المنحوتة هي إحدى الفنون البصرية التي جسدت الأفكار والموضوعات المحيطة بالمشهد الفني والثقافي في العالم. أما منحوتة الخشب للفنانة ليلى جمعة التي أخذت موقعها في بهو صالة منارة السعديات، فهي بعنوان: «استيطان» 2017، مشغولة من خشب ميرنتي بقياس 500 × 300 × 550 سم وهي بتكليف رسمي من مهرجان أبوظبي 2018، كما أنها جزء من مقتنيات مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مع حفظ حقوق الفنانة. وهذه المنحوتة تشبه الهيكل مثل شبكة كبيرة تحتوى على خطوط وأشكال متداخلة تشير إلى السرعة ومرور الزمن وقساوته، فضلاً عن التحول السريع للمدن الكبرى التي ترغب ليلى بالتعبير عنه. ويعبر الشرح عن هذا العمل النحتي الرائع، من خلال رسم معالم حضرية مشوهة لتصوير الماضي المتسارع، حيث استطاعت ليلى التجرد وتكوين صورة لعالمنا الحاضر وتصوير مستقبل خيالي للمدن، فبدلاً من رسم الزجاج اللامع والمساحات الخرسانية المنيعة والمضغوطة المرتبطة عادة بمدن القرن الحادي والعشرين الكبيرة، استخدمت الفنانة مادة الخشب الطبيعية لتشكل بناء خفيف الوزن ومفتوح، ثم استخدمت صورة هذا العمل الفني كالصورة الرئيسة لمعرض «من برشلونة إلى أبوظبي للفن المعاصر في حوار الفن الإماراتي»، والذي أقيم أيضاً في منارة السعديات. وحول الأهمية الثقافية التي يشكلها انعقاد هذه القمة يقول رائد الفن الإماراتي محمد أحمد إبراهيم: بالفن تخطينا نحو العالمية، لكن أن تكون مثل هذه القمة في أبوظبي ونسمع آراء وثقافات مختلفة والنتيجة بالنهاية تخدم الإنسان بالإمارات خاصة وبالعالم كذلك، وهذه قمة عالمية تعني الإنسان بشكل عام، ومن المهم جداً الاطلاع على الآخر ومعرفة طرق تفكيره. وأضاف إبراهيم: نحن مجتمعات مسالمة نبحث عن السلام، اعتمادنا على بناء جيل الشباب وهو ركيزة الدولة، مبينا أن اللوحة والكتاب والعلاقة المتشابهة بينهما وكيف ينظر الفنان لهذه العلاقة، يوضح إبراهيم هذه الجدلية قائلاً: نحن الآن في عصر اختلفت فيه المعطيات والأدوات، أصبح الإنسان يستخدم الأدوات المتاحة له من خلال عصر الديجيتال والميديا الإلكترونية، لذلك على الإنسان أن يسخرها لخدمته ويستفيد منها بالقدر الكافي، من دون أن ننسى الكتاب، لأن الكتاب الورقي ما زال يمتلك هذه الروح الخاصة. وتقول د. منى راشد آل علي، الاختصاصية بفن المتاحف: «هذا الحراك الثقافي الذي تشهده أبوظبي، ومن خلال هذه القمة التي تضم مشاركات عالمية يتباحثون في أهمية الفن والثقافة وكيف تقربنا كشعوب، ربما نكون مختلفين في التاريخ والبيئة، لكن تجمعنا ثقافات متعددة، ونجد حلقات تواصل من خلال هذه الثقافات، وهي نقاط للقاء والحوار تقرب بين الشعوب، ونحن في دولة الإمارات نعمل للأجيال القادمة من خلال التعليم والثقافة والفنون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©