الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ريتاج» و«ساق البامبو» و«أفراح القبة».. روايات تشعل دراما رمضان

«ريتاج» و«ساق البامبو» و«أفراح القبة».. روايات تشعل دراما رمضان
20 يونيو 2016 08:29
تامر عبد الحميد (أبوظبي) من إبداع على الورق إلى إبداع مرئي على الشاشة.. أبرز الظواهر الدرامية في رمضان هذا العام، حيث توجه عدد من المخرجين والمنتجين إلى تحويل بعض الروايات التي أحدثت أصداءً واسعة على الساحة الثقافية، وخاطبت العقول بمضمونها وأحداثها المتنوعة التي رسمت بأنامل أسماء معروفة في عالم الأدب، وكان الرهان الأكبر على دراما رمضان 2016، الاقتباس من الأدب وتحويله إلى الشاشات. الأصداء الواسعة التي حققتها الروايات بعد إصدارها في الساحة الثقافية، هي نفسها التي حققتها بعد تحويلها إلى أعمال درامية، وأصبحت هي الأهم والأكثر جذباً للجمهور بلا منازع، ومن بين الروايات التي تم تحويلها إلى عمل درامي هو مسلسل «خيانة وطن» المأخوذ عن رواية «ريتاج» للكاتب الإماراتي الدكتور حمد الحمادي، حيث حقق المسلسل نجاحاً غير متوقع منذ عرض أولى حلقاته على شاشة تلفزيون أبوظبي، إذ تصدر الوسم الخاص به «#خيانة_وطن» ترند الإمارات، في عدد المشاهدات بعد أول أسبوع من عرضه إلى ملايين المشاهدات حول العالم، خصوصاً أنه أول مسلسل إماراتي يعرض قضية التنظيم السري للإخوان المسلمين بشكله الواقعي والحقيقي. الوسم يتصدر واكتسح «خيانة وطن» في أول أسبوع من رمضان نسبة المشاهدة عبر شاشة «أبوظبي»، ومتصدراً أعلى نسبة تعليقات عبر «تويتر»، حيث تصدر الوسم قائمة الأكثر مشاهدة على مواقع التواصل في دولة الإمارات وحقق الوسم مشاركة أكثر من 120 ألف تغريدة، متصدراً أكثر الوسوم المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات. وعبر المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بالعمل وتقديرهم لدوره المهم في فضح أسرار وخبايا التنظيم السري، إضافة إلى سمو رسالته الوطنية التي من شأنها أن تسهم في زيادة التلاحم بين الشعب والقيادة الرشيدة في مواجهة الفكر الظلامي. وأجمع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على أن مسلسل «خيانة وطن» أسهم في توعية المجتمع، لاسيما فئة الشباب، بمخاطر هذه الجماعات الدخيلة على النسيج المجتمعي وتهديدها حالة السلم الوطني والأمن والأمان الذي نعيشه. صناعة الإرهاب وحقق المسلسل التاريخي الدرامي «سمرقند» المستند على مؤلفات ابن الأثير وجزء من رواية الكاتب أمين معلوف نجاحاً مماثلاً، حيث يتناول العمل الذي يعرض على شاشة «أبوظبي» موضوعين مهمين، الأول هو إدارة الحكم، وكيفية تسيير أمور الدول، والثاني هو صناعة الإرهاب وأسبابه، وكيف أن الكبت والفقر يخرجان جيلاً من الإرهابيين. وأطلق بعض رواد «تويتر» والمتابعين للملحمة التاريخية المقدمة بحبكة درامية معاصرة «هاشتاق» يحمل الاسم نفسه، أشادوا فيه بالعمل وقصته المميزة التي ألفها محمد البطوش وتولى إخراج المسلسل إياد الخزوز، وعبروا عن إعجابهم بأغلب أبطال المسلسل الذين جسدوا الشخصيات التاريخية ببراعة واحترافية مثل عابد فهد الذي يلعب دور «حسن الصباح» المؤسس لفكرة الاغتيالات في التاريخ ويوسف الخال الذي يجسد شخصية «عمر الخيام»، الذي كان أول من قام بتعديل التقويم الميلادي واكتشف أخطاءه وعيوبه، إضافة إلى أن العمل يحكي الكثير من المعلومات القديمة المتعلقة بالسلاطين وكيفية تعاطيهم مع الجواري والخدم في زمن بعيد. مكانة محفوظة ووسط الزخم الأدبي العربي، ظل الروائي الكبير الراحل نجيب محفوظ يحافظ على مكانته، وتجد أعماله طريقها إلى الشاشة العربية، من خلال روايته «أفراح القبة» التي كتبها عام 1981، وتم تحويلها حالياً على الشاشة الفضية، لتكون محور حديث الناس في رمضان، فعبر تراجيديا مثيرة تعود فصولها إلى عام 1970، اشترك في بطولتها كل من منى زكي وجمال سليمان وصبا مبارك، وتحكي قصة فرقة مسرحية تخوض في قراءة النص ولكنها في النهاية تكتشف بأن ذلك النص لم يكن سوى حقيقة وأنهم أبطال المسرحية، وتتوالى الأحدث ليكشف العديد من أسرارهم المشينة التي حدثت في الماضي. مفاجأة رمضان وكانت مفاجأة شهر رمضان 2016 رواية «ساق البامبو» الحائزة على البوكر العربية عام 2013، للروائي الكويتي سعود السنعوسي، التي تم تحويلها إلى عمل درامي يعرض في أكثر من قناة تلفزيونية، حيث نال العمل صدى كبيراً وردود فعال إيجابية من قبل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين قصة العمل والأدوار التي جسدها الأبطال. «ساق البامبو» الذي أخرجه محمد القفاص، أشاد مغردو «تويتر» بالدور الذي لعبته فيه الفنانة القديرة سعاد عبد الله، سواء من ناحية الشخصية أو الشكل الذي ظهرت به، معتبرين أن العمل جريء وناقش قضية تلامس الواقع الخليجي بشكل عام، حيث تحدث العمل حول شاب والدته فلبينية، ولد لدى عائلة كويتية لديها ابن وحيد تزوج سراً من الخادمة لديهم، وعندما تكتشف والدته «غنيمة» أمرهما تصر على تفريق الثنائي، لينتقل الطفل «عيسى» مع والدته للعيش في الفلبين في أوضاع مزرية وينتظر العودة إلى أحضان والده الكويتي الذي توفي خلال حرب الخليج بين الكويت والعراق، ومع السنوات عاد «عيسى» إلى الكويت التي عاش فيها كالخادم في منزل جدته، لينكشف أمره في المجتمع فيتعرض للطرد من البلاد التي لم يشعر يوماً أنه ينتمي إليها. تحول الروايات تحويل الروايات إلى أعمال درامية أصبح عامل جذب كبير بالنسبة للجمهور، بحسب ما أكده المنتج والمخرج الإماراتي أحمد زين، حيث يرى أن أغلب الروايات التي تم تحويلها فنياً وقدمت عبر التلفزيون أو السينما قد حققت نجاحاً كبيراً، ويعود هذا النجاح إلى ما حققته الرواية في الأصل من نجاح بعد طرحها في الساحات الثقافية والمكتبات الأدبية، لذلك فعندما يتخذ المنتج قراراً بتحويل رواية ما، فهو ينظر في الأساس إلى ما حققته الرواية من نجاح على الورق، قبل تحويلها إلى الشاشة، خصوصاً أن ذلك الأمر هو بمثابة «ترموتر» لما ستحققه الرواية عبر الشاشات. ويشيد زين بالأعمال الروائية التي تم تحويلها إلى مسلسلات في رمضان هذا العام، ويقول: جميع الأعمال الدرامية التي قدمت نالت صدى كبيراً في رمضان بحكم قصتها الجريئة ومضامينها التي لامست هموم الناس، مثل مسلسلي «خيانة وطن» و«ساق البامبو»، مشيراً في الوقت نفسه أن تحويل الروايات لا يدل على حالة من الإفلاس الفني، بل على العكس، فهو يرى أن تحول رواية مكتوبة إلى عمل تلفزيوني، عملية صعبة تحتاج إلى جهد كبير من جميع فريق العمل، لإظهار أحداث الرواية كما هي. معادلة صعبة ويرى الكاتب والإعلامي فيصل بن حريز أن الروايات التي تم تحويلها إلى أعمال درامية في رمضان هذا العام، جميعها تستحق المشاهدة والمتابعة، نظراً لأنها حققت المعادلة الصعبة بنجاحها من إبداع على الورق إلى تقديم عمل فني تلفزيوني مكتمل من ناحية السيناريو والحبكة الدرامية والإنتاج والإخراج، ويقول: من اللافت أن يقرأ الجمهور روايات شهيرة ومعروفة لكتاب كبار ثم يشاهد تفاصيل ما قرأه في أعمال درامية برؤية أخرى، فهذا الأمر أحدث نوعاً من التجديد في الدراما في الموسم الرمضاني. وتابع: تحويل الروايات إلى أعمال يشاهدها الجمهور عملية ليست بجديدة، لكنه تم إحياؤها في هذا العام بصورة أكبر، ومن وجهة نظري أن هذا الأمر سيجعل الكتاب ينشطون ويفكرون في كتابة روايات يسهل تحويلها لأعمال درامية. ويشير بن حريز الى أن الروايات التي قدمت من خلال دراما رمضان، مثل «خيانة وطن» و«ساق البامبو» نجحت في هذا الموسم، وحققت نسب مشاهدة عالية، ما يؤكد أن تحويل الروايات الناجحة إلى أعمال درامية مكسب للجمهور والساحة أيضاً. جمهور أوسع عن اجتذاب الجمهور في رمضان إلى الروايات التي تحولت إلى أعمال درامية، قال كاتب رواية «ريتاج» الدكتور حمد الحمادي «أعتقد أن لكل مجال جمهوره، فالوسط الأدبي له جمهوره الذي يفضل قراءة الروايات الأدبية، والوسط الفني له جمهوره أيضاً الذي يفضل مشاهدة الدراما، وهناك جمهور يفضل الاثنين، وبالنسبة لأي كاتب، فتحويل العمل الأدبي إلى عمل درامي يعني الكثير ويساهم في إيصال الرسالة المطلوبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©