قائد المدفعجية

أثبت المدرب الفرنسي أرسين فينجر أنه أكثر من مجرد مدير فني ينتمي إلى التصنيف الأول لنجوم التدريب في العالم، فهو يمتلك مقومات شخصية وثقافة موسوعية صنعت منه رمزاً لفريق أرسنال بعد رحلة تدريبية في قلعة الجنرز امتدت 13 عاماً، وخلال هذه السنوات واجه فينجر نجاحات وانتكاسات لم يكن لها تأثير ملموس في تغيير قناعاته وثقته في ذاته، لم يهتز في سنوات التراجع ولم يخضع لضغوط جماهيرية وإعلامية هائلة تزامنت مع السنوات العجاف. وقبل انطلاقة الموسم الحالي فشل فينجر تحت وطأة التعثر المالي ونقص الموارد في الاستفادة من بورصة الانتقالات الصيفية، بل تنازل مرغماً عن قوته الهجومية برحيل أديبايور، كما فقد حصنه الدفاعي ببيع توريه، وتوقع الجميع سقوطاً مدوياً للجنرز الذين تعج قائمتهم بالعناصر الشابة الذين يفتقدون خبرات المنافسة على البطولات، وعلى عكس التوقعات تمكن أبناء فينجر من تحقيق بداية مثالية للموسم بالفوز بسداسية على أيفرتون في الدوري، وهزيمة سلتيك العنيد في عقر داره بثنائية في تمهيدي دوري الأبطال، ليمنح عشاق أرسنال الأمل في موسم حافل بالنجاحات خلافاً لكل التوقعات. فينجر يمتلك فلسفة تدريبية تعتمد على مزج الجمال بالإنجاز على طريقة المنتخب البرازيلي وفريق برشلونة، فكلاهما يحقق الانتصارات ويطارد الألقاب دون التنازل عن جماليات الأداء، كما يؤمن فينجر بالمواهب الشابة وهو أكثر مدربي العالم نجاحاً في الكشف عن هذه المواهب والدفع بهم إلى مصاف النجوم. أرسين فينجر المولود في ستراسبورج بفرنسا عام 1949 (60 عاماً) بدأ مشواره الكروي عام 1973 وأنهاه في 1981، واتجه إلى التدريب عام 1984 ليحقق بعض النجاحات مع نانسي وموناكو، قبل أن يتولى تدريب أرسنال في 1996 ليحصل معه على 3 بطولات للدوري 4 للكأس وثاني دوري الأبطال عام 2006 وحصل على ثاني الدوري 5 مرات، وخاض كمدرب 1166 مباراة محققاً الفوز في 620 مواجهة، وعلى الصعيد الشخصي يحمل فينجر درجة البكالوريوس في الهندسة، والماجستير في الاقتصاد، ويجيد بالإضافة إلى لغته الأم الانجليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية وبدرجة أقل الإيطالية واليابانية.