السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جابر عصفور: إحياء التراث مستحيل وقراءته هي الحل

22 يونيو 2008 03:12
بين جلسات مؤتمر النقد العربي لم تثر ورقة جدلا ونقاشا، قدر ما أثارته ورقة الناقد الدكتور جابر عصفور بعنوان ''قراءة التراث النقدي'' التي أثارت جدلا واسعا في مؤتمر النقد الأدبي العربي الذي انعقد مؤخرا في القاهرة، حيث أكد عصفور أن الحديث عن التراث النقدي يعني تناول الهوية النقدية، والتراث متغير طبقا للزمان وللجغرافيا وبعض المقولات التي تنطلق ليست صحيحة مثل أن الشعر ديوان العرب، وهو ليس كذلك حتى بالمعنى القديم، ففي القرن الأول الهجري كان هناك الشعر والدراسات حوله ومنذ القرن الثاني بدأت الدراسات حول النثر في الظهور وكان هناك النقد النظري مثل كتاب قدامة بن جعفر ''نقد الشعر'' وكتاب ''نقد النثر'' وأثبتت الدراسات الحديثة أن نقد النثر ليس لقدامة، وكان هناك النقد التطبيقي مثل كتاب ''الموازنة'' للآمدي وكتاب ''الوساطة بين المتنبي وخصومه''· وقال إن الأقاليم التي فتحها العرب ساهمت في النقد العربي بأكثر مما ساهم الكُتاب من الجزيرة العربية ذاتها، كما في حالة حازم القرطاجني الذي ينسب إلى مدينة قرطاجنة· وأضاف عصفور ان التراث متغير معرفيا فقد ابتدأ النقد اقرب الى انطباعات ثم صار تأمليا اذ غليت عليه روح التأملات وابتداء من القرن الثالث الهجري، تأثر النقد العربي بالعلوم المساعدة الاخرى مثل المنطق والفلسفة· وقال إنه يؤمن بمفهوم القراءة والمطلوب قراءة التراث النقدي أكثر من نقده، على ان تصفه القراءة في سياقه التاريخي، بمعنى ان نتابع العوامل التي انتجته والظروف التي كتب فيها وهذا التراث، جزء من دائرة واسعة بكل متغيراتها المعرفية، والقراءة هي تبادل التعامل بين التراثين، اي التراث التاريخي والقارئ التاريخي والناتج هو تفاعل بين الاثنين وهذا ما يميز قراءة عن قراءة، وتلاحظ هذا في تمايز قراءة احسان عباس عن قراءة شوقي ضيف وقراءة محمد عبدالمنعم خفاجي، ويعني ذلك انه حينما يقرأ ناقد ماركسي مثل محمود امين العالم فإن ناتج قراءته يختلف عن قراءة ليبرالي مثل طه حسين - اذ تدخل مكونات القارئ الثقافية والايديولوجية في فهم النص والتراث النقدي· وقال عصفور: هناك موضوعية في النقد بالمعنى الذي توجد به في سائر العلوم الانسانية، وتتركز الموضوعية التي يتعامل فيها التراث اي القارئ مع الموضوع الذي هو المادة المقروءة، حيث لا يجب ان يقف الموضوع على التراث فيصير الناتج مجرد تقليد حرفي للقديم ومحاولة العيش فيه، ولا أن يطغى التراث على الموضوع، فيتحول النص التراثي في هذه الحالة إلى فكرة من ايديولوجية معاصرة سواء كانت الوجودية او الماركسية وغيرهما· ويضيف عصفور: أؤمن بالتاريخية الموضوعية في القراءة او القارئ الخلاق، اي ان يكون القارئ مرنا ولا يطبق النظريات بجمود على النصوص، ولا يمارس التعسف معها ونحن نعيش زمن القراءة، ويمكن ان نعيد قراءة العمل وفي كل مرة نكتشف جديدا، والقارئ الخلاق غير القارئ، الجامد الذي يشوه تاريخ العلم· وخلص إلى ان الممكن لنا في التعامل مع التراث هو اعادة القراءة وليس الإحياء، فالإحياء مستحيل لاننا لن نعود إلى الخلف· وقد أثار هذا القول كلا من الدكتور محمد عبدالمطلب والدكتور زغلول سلام وقال الاخير: لو أن الإحياء مستحيل ما كتب احمد شوقي القصائد التي كتبها، خاصة في معارضته للبوصيري ورد الدكتور عصفور بأن حالة احمد شوقي تحديدا تؤكد ما يذهب هو إليه، فلو أن الإحياء ممكن لكان شوقي نسخة اخرى من المتنبي او البوصيري وغيرهما من الشعراء العرب، ومهمة القارئ هي كشف العناصر الخلاقة في التراث، بأن تأخذ مادة حية تدخلها في الحياة المعاصرة وضرب مثلا لذلك بكتاب للرازي في الفقه، تحدث فيه عن ''الدغدغة النفسانية''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©