الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الهداف الصامت» يخرس ألسنة منتقديه !

«الهداف الصامت» يخرس ألسنة منتقديه !
20 يونيو 2016 17:49
مونبيلييه (أ ف ب) نجح إيدر مهاجم منتخب إيطاليا في إسكات جميع منتقديه الذين وجهوا له سهامهم ونعتوه بالهداف الصامت، عندما سجل الهدف الذي ضمن مقعد الطليان في الدور الثاني من بطولة كأس أوروبا المقامة حالياً في فرنسا. وأصر مدرب «الآزوري» أنطونيو كونتي على ضمه إلى اللائحة الرسمية المشاركة في البطولة القارية بأي ثمن، على الرغم من أنه عاش نصف موسم كارثي، منذ انتقاله إلى الإنتر في فترة الانتقالات الشتوية، وعلى الرغم من أن الجميع لا يعيره أهمية، لأنه ليس من طينة الهدافين الكبار، ولأنه أيضاً من أصول برازيلية. لكن إيدر عاد من بعيد ومحا في ثوانٍ قليلة نصف موسم كارثي في صفوف الإنتر لم يسجل فيه سوى هدف واحد، ولم يخض سوى 3 مباريات أساسياً، غير أن تفاهمه مع جراتسيانو بيليه كان يمثل الكثير بالنسبة إلى كونتي، وقد شاركه في مركز المهاجم المتأخر وراء زميله. والواقع أن الاثنين لعبا جنباً إلى جنب في السابق، وتحديداً في موسم 2011 - 2012 في الدرجة الثانية الإيطالية في صفوف سمبدوريا، وعلى الرغم من تسجيل كل منهما 4 أهداف، فقد أسهما في صعود فريقهما إلى مصاف الدرجة الأولى، وللمفارقة فإن المهاجم الثالث في المنتخب الإيطالي سيموني تساتسا كان أيضاً في صفوف الفريق ذاته في ذلك الموسم، لكنه أعير إلى يوفنتوس. وجاء هدف إيدر قمة في الروعة، حيث تلقى الكرة من رمية جانبية، وسار بها وسط مراقبة ثلاثة مدافعين سويديين، قبل أن يطلقها بعيدة عن متناول الحارس العملاق أندرياس أيزاكسون مانحاً الفوز لوصيفة بطلة 2012 في الوقت القاتل وبطاقة العبور إلى الدور الثاني. ويقول مدرب منتخب إيطاليا السابق روبرتو دونادوني عن إيدر: إنه لاعب يعجبني كثيراً، لم يخض مباراة كبيرة، لكنه سجل هدفاً رائعاً وهذا ما يهم. ويعد سجل إيدر حتى الآن في صفوف المنتخب متواضعاً، حيث لم يسجل سوى في مرمى بلغاريا وأذربيجان في التصفيات الأوروبية، لكن أهدافه كانت حاسمة في كل مرة، وفي 28 مارس 2015 نجح في مباراته الدولية الأولى في إدراك التعادل ضد أذربيجان 2 - 2 قبل نهاية المباراة بست دقائق. ثم وضع إيطاليا على السكة الصحيحة بافتتاحه التسجيل في مباراة الإياب ضد أذربيجان أيضاً عندما حسم المنتخب الإيطالي بطاقة التأهل إلى النهائيات القارية. لكن وجود أيدر في صفوف المنتخب لا يعجب كثيرين من بينهم مدربه في الإنتر روبرتو مانشيتي الذي يقول: المنتخب الإيطالي الوطني يجب أن يكون حكراً على اللاعبين الإيطاليين الأصليين. وهناك لاعب آخر من أصول برازيلية في صفوف المنتخب الإيطالي هو ثياجو موتا، علماً بأن الأرجنتيني الأصل ماورو كامورانيزي أحرز كأس العالم في صفوف المنتخب الإيطالي عام 2006. وكان إيدر انتقل إلى إيطاليا بعمر السابعة عشرة من عمره وتنقل بين الأندية الصغيرة هناك، ولم يتضمن سجله سوى تتويجه هدافاً للدرجة الثانية في صفوف أمبولي عام 2010 برصيد 27 هدفاً. ولد إيدر في سانتا كاترينا إحدى الولايات الجنوبية في البرازيل، ولعب لأفضل فريق في المدينة كريسيوما قبل أن ينتقل إلى أوروبا في سن صغيرة شأنه في ذلك شأن العديد من اللاعبين البرازيليين. وكانت بداية إيدر مع أمبولي صعبة للغاية، وفشل في فرض نفسه أساسياً. انتقل بعدها إلى فروزينوني، حيث بدأ صعوده الصاروخي إلى أن أصبح ورقة رابحة في صفوف سمبدوريا، حيث اكتشف موهبته كونتي وضمه إلى المنتخب، ولا شك في أنها كانت فكرة سديدة من المدرب، كما أكد ذلك إيدر ضد السويد. وتصدر إيدير عناوين الصحف الإيطالية، وأثنت صحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت» على أداء إيدير الذي أحرز هدفاً للمنتخب الإيطالي في الدقائق الأخيرة، ليقوده نحو تحقيق انتصاره الثاني على التوالي في المجموعة. وقالت الصحيفة الإيطالية: إيدير، يا له من لاعب ممتع. واستعارت صحيفة «توتوسبورت» إحدى كلمات النشيد الوطني الإيطالي للتعبير عن إشادتها بإيدير «البرازيلي الأصل»، حيث عنونت «أخوة إيطاليا» في إشارة منها للانتقادات التي تعرض لها كونتي بسبب استدعائه مارتينز لقائمة الفريق باعتباره لاعباً مجنساً. وكتبت الصحيفة التي تصدر من مدينة تورينو عنوانا آخر: أبقى هادئاً إذا استطعت، في إشارة منها إلى الروح القتالية التي سيطرت على أداء المنتخب الإيطالي الذي دخل إلى البطولة بقليل من دعم الجماهير والخبراء. ولم تغفل الصحافة الإيطالية الإشادة بالثنائي سيموني زازا وجرازيانو بيلي، اللذين بعثا النشاط والحيوية في هجوم الفريق. ونشرت «الكورييري ديللو سبورت» لقطات لدعوة كونتي للمشجعين لارتداء قمصان المنتخب الخاصة بالبدلاء، حيث أظهرت اللقطات موجة هائلة من القمصان الزرقاء في المدرجات على حساب القمصان السويدية الصفراء. وأعربت وسائل الإعلام الإيطالية عن تفاؤلها بقدرة الفريق على المضي قدماً في البطولة، عقب التأهل للأدوار الإقصائية، ولكنها أشارت أيضاً إلى معاناة الفريق من بعض القصور في النواحي الهجومية. وكتب ماسيمو ماورو في صحيفة «لاريبوبليكا»: إن المباراة أمام السويد تبدو حالة مثالية لتأثير النتيجة الإيجابية على التعليقات، مشيراً إلى أنه على عكس بلجيكا، فإن المنتخب السويدي ركز على عرقلة مخططات منتخب إيطاليا. وكتب ماورو: حينما لا يمكنك اللعب في العمق «في وسط ملعب المنافس» فإن الأمور تبدو صعبة علينا، ربما نفتقد للشراسة الهجومية الخاصة بالفرق الكبرى، ولكن تكمن نقطة قوتنا في التنظيم الدفاعي والتواضع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©