الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسواق الناشئة تستفيد من معاناة اليونان

الأسواق الناشئة تستفيد من معاناة اليونان
9 مايو 2010 21:52
انقضت الأيام التي كانت توصف فيها ديون الأسواق الناشئة بالخطيرة، واعتبار الأسواق الغربية الملاذ الآمن لأموال المستثمرين. ويعود الفضل في ذلك نسبياً للأزمة اليونانية، وللديون التي تثقل كاهل العديد من البلدان الأوروبية بما فيها المملكة المتحدة، وأميركا، واليابان. وفي غضون هذا الاضطراب الذي يسود العالم، أصبحت فوائد السندات اليونانية قصيرة الأجل، الأعلى في العالم. وبهذا تكون قد تجاوزت فنزويلا والأرجنتين، اللتان نبذهما سوق السندات العالمي لفترة طويلة. وهُناك العديد من الدول الغربية وليست تلك الواقعة في منطقة اليورو فحسب، تعاني من عجوزات ضخمة في ميزانياتها، وديون متزايدة، ومستقبل نمو لا يبشر بالخير. وفي المقابل، يتمتع عدد كبير من بلدان الأسواق الناشئة باقتصادات قوية، وعجز أقل في ميزانياتها، وفائض في حساباتها الجارية، واحتياطي كافي من العملات الأجنبية. ويأتي اقتصادها الحالي في الإنفاق كنتيجة مباشرة للدروس المستفادة من الأزمات الماضية التي مرت بها المنطقة. ويقول أندرو ويلسون رئيس قسم الدخول الثابتة العالمية في “جولدمان ساكس” إنه “بالنظر للأسس، نجد أن أفضل الأسواق الناشئة هي تلك التي تخلو أصولها من أي مخاطر، وأن هذه الأسس تبدو في حالة أفضل مقارنة مع العديد من الدول المتقدمة، وجرت العادة على أن يتمتع العالم المتقدم بمسؤولية مالية وعجز مالي منخفض، والآن حدث تحول كبير في ذلك، حيث أصبحت الدول النامية هي التي تتميز بعجوزات مالية وديون منخفضة”. ونتج عن ذلك أن المستثمرين وعند قيامهم بتحويل أموالهم خارج الولايات المتحدة أثناء الأزمة، فضلوا سندات الشركات، وأسهم الأسواق الناشئة وسنداتها. واستقبلت صناديق السندات في الأسواق الناشئة خلال الأربع أشهر الأولى من هذا العام كميات كبيرة من الأموال، تفوق الأرقام القياسية التي سجلت في 2005، أي 15,3 مليار دولار، مقارنة بنحو 9,7 مليار خلال الإثني عشر شهراً في 2005. ويقول مايك جوميز نائب مدير إدارة محفظة الأسواق الناشئة في بيمكو “ساعدت الأزمة اليونانية في زيادة فوائد الأسواق الناشئة وزيادة وتيرة التحول نحوها، وهو التوجه الذي قد يستمر لفترة من الوقت. كما أن الأسواق الناشئة ليست محصنة تماماً طالما أن هُناك تذبذب في الأصول”. وزادت “بيمكو”، وهي ثاني أكبر صندوق للسندات في العالم، مخصصاتها في الأسواق الناشئة في الأشهر الأخيرة، في الوقت الذي قللت فيه من وجودها في الأسواق المتقدمة مثل المملكة المتحدة. وتلتها في ذلك بعض الدور الاستثمارية، حيث ضاعفت أفيفا الاستثمارية مثلاً استحواذاتها من أصول الأسواق الناشئة في غضون الستة أشهر الماضية. ويشير المحللون الاستراتيجيون إلى أن الأموال التي يتم ضخها في الأسواق الناشئة والاستثمارات ليست مدفوعة بالضرورة ببحث المستثمرين عن ملاذ، بل أيضاً تعتبر هروبا من الدول التي تعاني من المشاكل في محيط منطقة اليورو. وباختصار لم يعد يهم المستثمرين سواء كان ذلك البلد ناشئاً أم متقدماً، بل ما يهمهم هو الأساس الذي يقوم عليه. وأن حكم المستثمرين يقوم على ما إذا كانت ديون بلد ما كبيرة أم قليلة، وأن الأداء المالي قوي أم ضعيف. كما لم يعد هُناك فرق معين بين الأسواق الناشئة وأصول البلدان المتقدمة، وأن القضية كلها تتعلق بمستوى الديون العامة. وفي الوقت الذي أبعدت فيه اليونان عن أسواق السندات، قامت دول مثل روسيا ومصر بطرح سندات في الشهور القليلة الماضية. ولاقت السندات العالمية التي طرحتها روسيا بنحو 5,5 مليار دولار أسعاراً قوية، بالرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها سندات منذ أن تأخرت في سدادها في 1998. وهُناك مخاوف من ارتفاع أسواق السندات في الأسواق الناشئة مما يجعلها في حاجة للاصلاح، كما أن هُناك مخاوف من زيادة التضخم أيضاً. عن «فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©